• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

السعادة

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



السّعادة في إصطلاح الحكماء هي أن تصير نفس الإنسان من الكمال في الوجود إلى حيث لا تحتاج في قوامها مادّة؛ لأنّ لكلّ قوّة فعلا هو كمالها، وحصول كمالها سعادتها. وكمال الشّهوة وسعادتها هو اللّذّة، وكمال الغضب وسعادته هو الغلبة، وكذلك كمال الأنفس الإنسانيّة أن يكون عقلا مجرّدا عن المادّة وعن لواحق المادّة.



هي أن تصير نفس الإنسان من الكمال في الوجود إلى حيث لا تحتاج في قوامها مادّة. هي الخير. هي غاية ما يتشوّقها كلّ إنسان وأنّ كلّ من ينحو بسعيه نحوها فإنّما ينحوها على أنّها كمال ما.
[۲] الفارابيّ، إبي نصر، رسائل، كتاب التّنبيه، ص۲.
نيل النّفس طلبتها.


إنّ لكلّ قوّة فعلا هو كمالها، وحصول كمالها سعادتها. وكمال الشّهوة وسعادتها هو اللّذّة، وكمال الغضب وسعادته هو الغلبة، وكذلك كمال الأنفس الإنسانيّة أن يكون عقلا مجرّدا عن المادّة وعن لواحق المادّة. نفوذ الأمر والنّهي والاتّفاقات الجميلة، هي المسمّاة عند النّاس سعادة. إنّ‌ سعادة كلّ قوّة بنيل ما هو مقتضى ذاتها من غير عائق، وحصول كمالها من غير آفة. اعلم أنّ الوجود هو الخير و السّعادة، و الشّعور بالوجود أيضا خير وسعادة، لكنّ الوجودات متفاضلة متفاوتة بالكمال و النّقص. فكلّما كان الوجود أتمّ كان خلوصه عن العدم أكثر والسّعادة فيه أوفر، وكلّما كان أنقص كان مخالطته بالشّر و الشّقاوة أكثر. إنّ الشّرف والسّعادة بالحقيقة إنّما يحصل للنّفس من جهة جزئها النّظريّ الّذي هو أصل ذاتها ...


هاتان الشّقاوتان (أي شقاوة أهل الحجاب والمختوم على قلوبهم، وشقاوة أهل العقاب. وبعبارة اخرى: الجهل البسيط والجهل المركّب) .كلاهما شقاوة عقليّة. وأقلّ مراتب السّعادة العقليّة للنّفوس بأن يكتسب هاهنا العلم بالأوّل- تعالى- ويعرف نحو وجوده وعنايته وعلمه وإرادته وقدرته وسائر صفاته ... ومن فاز بهذه المعارف فقد فاز فوزا عظيما، وقال سعادة عقليّة سرمديّة ...
و أمّا الشّقاوة العقليّة الّتي بإزاء السّعادة الحقيقيّة العقليّة فهي إمّا بحسب الهيئات البدنيّة من المعاصي الحسّيّة الشّهويّة و الغضبيّة وإمّا بحسب الجحود للحقّ وإنكار العلوم الحقّة الحكميّة و العصبيّة. باختيار بعض المذاهب والآراء مع محبّة الرّئاسة وطلب الجاه، والتشوّق إلى الكمال من دون الوصول إليه.


۱. الفرابي، إ‘آراء أهل المدينة الفاضلة، ج۱، ص۱۰۰.    
۲. الفارابيّ، إبي نصر، رسائل، كتاب التّنبيه، ص۲.
۳. التوحيدي، أبو حيان، المقابسات، ج۱، ص۳۷۳.    
۴. إبن سينا، ابو علي، المبدأ والمعاد، ج۱، ص۱۰۹.    
۵. إبن رشد، الحفيد، تلخيص الخطابة، ج۱، ص۱۷.    
۶. الشيرازي، صدر الدين، الحكمة المتعالية، ج۹، ص۱۲۶.    
۷. الشيرازي، صدر الدين، المبدأ والمعاد، ج۱، ص۳۶۱.    
۸. الشيرازي، صدر الدين، الحكمة المتعالية، ج۹، ص۱۲۱.    
۹. الشيرازي، صدر الدين، الحكمة المتعالية، ج۹، ص۱۳۱.    
۱۰. الشيرازي، صدر الدين، الحكمة المتعالية، ج۵، ص۱۳۴.    
۱۱. الشيرازي، صدر الدين، المبدأ والمعاد، ج۱، ص۳۶۶.    



مجمع البحوث الإسلامیة، شرح المصطلحات الفلسفیة، المأخوذ من عنوان «السّعادة» ج۱، ص۱۵۹.    






جعبه ابزار