تعريف الدين
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
دین: في اللغة، وفی الاصل يأتي بمعنی
الطاعة و
الانقیاد و
الخضوع فی مقابل
الاوامر والمقرّرات المعیّنة، وکذلک وردت بمعنی الجزاء و
الثواب ايضاً، وأمّا في
عرف المتشرّعة و
العقلاء فانّ المراد من «
الدین» عبارة عن منظومة قضایا دینیة اعمّ من العقائد و
الاخلاق و
الاحکام.
انّ مفردة «دین» وردت فی اللغة، وفی الاصل بمعنی الطاعة والانقیاد والخضوع فی مقابل الاوامر و
المقرّرات المعیّنة،
وکذلک وردت بمعنی
الجزاء و
الثواب،
ذلک من باب انّ الجزاء والثواب من لوازم
الطاعة والانقیاد.
ویبدو انّ الآیات الشریفة نظیر: «وَاَخْلَصُوا دِینَهُمْ للَّهِ»
و «مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ»
و «حَتَّی لَاتَکُونَ فِتْنَةٌ وَیَکُونَ الدِّینُ کُلُّهُ للَّهِ»
ناظرة الی المعنی الاول للدین. کما انّ مشتقّات هذه المفردة من قبیل «
متدیّن» یراد بها هذا المعنی ایضاً، لانّها تصدق علی من یتعامل مع الاوامر الالهیّة من موقع الطاعة والانقیاد. امّا المعنی الثانی فقد ورد کذلک فی آیات من قبیل: «مالِکِ یَوْمِ الدِّینِ»
امّا فی اصطلاح
القرآن وفی مفهوم
المتشرّعة وعرف العقلاء ایضاً فانّ المراد من «الدین» عبارة عن منظومة قضایا دینیة اعمّ من العقائد والاخلاق والاحکام، ومن هذا القبیل قوله تعالی: «هُوَ الَّذِی اَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَی وَدِینِ الْحَقِّ»
وقوله: «لَایَدِینُونَ دِینَ الْحَقِّ...»
وکذلک قوله: «شَرَعَ لَکُمْ مِّنَ الدِّینِ مَا وَصَّی بِهِ نُوحاً وَالَّذِی اَوْحَیْنَا اِلَیْکَ»
وذلک بقرینة ما ذکر فی ذیل هذه الآیة: «کَبُرَ عَلَی الْمُشْرِکِینَ مَا تَدْعُوهُمْ اِلَیْهِ» الناظرة الی مسالة
التوحید. وبالرغم من انّ البعض ظنّ المراد من الدین فی هذه الآیة والآیة الثانیة هو خصوص القوانین والمقرّرات،
لکنّ اغلب
المفسّرین ذهبوا الی عمومیة وشمولیة هذه المفردة فی کلاهاتین الآیتین.
وهکذا ما نراه فی الاستعمالات السائدة بین المتشرّعة والعرف والعقلاء هی من هذا القبیل، کقولهم «
دین الاسلام» او «
دین الیهود» او «
دین النصاری». وبالطبع فانّ هذا المعنی یرتبط کذلک بالمعنی اللغوی ایضاً (الطاعة والخضوع) لانّ قبول مجموعة العقائد والاخلاق والاحکام الدینیة یفضی بدوره الی تجسید هذه المفاهیم علی مستوی العمل والطاعة والانقياد في مقابل أوامر
الشارع المقدّسة.
وممّا تقدّم ذكره يتبيّن اتّساق وانسجام هذه المفردة مع كلمة «
فقه»، لأنّه كما ذكر سابقاً أنّ هذه المفردة، سواءً في المفهوم القرآني أم في ثقافة الروايات أم في عرف المتشرّعة في
الصدر الأول، جاءت بمعنى المعرفة العميقة بمجموعة القضايا الدينية من العقائد والأخلاق والأحكام، والفقيه القرآني وفقيه
أهل البيت يتساوق مع مفهوم «
العالم بالدين» و «العارف بمجموعة القضايا الدينية.
موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المأخوذ من عنوان «دين» ج۱، ص۲۶-۲۷.