تقلّب (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تقلّب (اَوْ یَاْخُذَهُمْ فی تَقَلُّبِهِمْ) «تقلّب» مشتقّة من
(قلب) و تعني التغيير. و
«تقلّب» هنا بمعنى التصرّف في المناطق و البلاد، المختلفة للسيطرة و التسلّط عليها،و تعني الذهاب و الإياب فيها أيضا.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تقلّب» نذكر أهمها في ما يلي:
(أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: و التقلب هو التحول من حال إلى حال و المراد به تحول
المشركين في مقاصدهم و أعمالهم السيئة و انتقالهم من نعمة إلى نعمة أخرى من نعم الحياة الدنيا، قال تعالى:
(لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمِهادُ ) فالمراد بأخذهم في تقلبهم أن يأخذهم في عين ما يتقلبون فيه من السيئات مكرا بالله و رسله بالعذاب أو المعنى يعذبهم بنفس ما يتقلبون فيه فيعود النعمة نقمة، و هذا أنسب بالنظر إلى قوله:
(فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ) قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(أو يأخذهم في تقلبهم) يعني أو أن يأخذهم
العذاب في تصرفهم في أسفارهم، و تجاراتهم. و قيل: يريد في تقلبهم في كل الأحوال، ليلا و نهارا، فيدخل في هذا تقلبهم على الفرش، يمينا و شمالا، عن
مقاتل.
(وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: قوله تعالى
(الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) ظاهر الآيتين ـ على ما يسبق إلى الذهن ـ أن المراد بالساجدين الساجدون في
الصلاة من
المؤمنين و فيهم
رسولالله (صلىاللهعليهوآله) في صلاته بهم جماعة، و المراد بقرينة المقابلة القيام في الصلاة فيكون المعنى: الذي يراك و أنت بعينه في حالتي قيامك و سجودك متقلبا في
الساجدين و أنت تصلي مع المؤمنين. و في معنى الآية روايات من طرق
الشيعة و
أهل السنة سنتعرض لها في البحث الروائي الآتي إن شاء الله.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان: و يرى تصرفك في المصلين بالركوع و السجود، و القيام والقعود، عن
ابن عباس، و
قتادة. و المعنى: يراك حين تقوم إلى الصلاة مفردا، و تقلبك في الساجدين إذا صليت في جماعة. و قيل: معناه و تقلبك في أصلاب
الموحدين من نبي إلى نبي، حتى أخرجك نبيا، عن ابن عباس في رواية
عطا، و
عكرمة، و هو المروي عن
أبيجعفر، و
أبيعبدالله (صلواتاللهعليهما)، قالا: في أصلاب النبيين، نبي بعد نبي، حتى أخرجه من صلب أبيه، من
نكاح غير
سفاح، من لدن
آدم (عليهالسلام).
(مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و تقلبهم في البلاد انتقالهم من طور من أطوار الحياة إلى طور آخر و من نعمة إلى نعمة في سلامة و صحة و عافية، و توجيه النهي عن الغرور إلى تقلبهم في البلاد كناية عن نهي
النبي (صلىاللهعليهوآله) عن الاغترار بما يشاهده منهم أن يحسب أنهم أعجزوه سبحانه.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(تقلبهم في البلاد) أي: تصرفهم في البلاد للتجارات، سالمين أصحاء، بعد كفرهم، فإن
الله تعالى لا يخفى عليه حالهم، و إنما يمهلهم لأنهم في سلطانه، و لا يفوتونه، و لا يهملهم. و في هذا غاية التهديد.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.