تَمْرَحُونَ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تَمْرَحُونَ (کُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) «تمرحون» مشتقّة من
«مرح» على وزن «فرح» و هي كما يقول
اللغويون و
المفسرون، تأتي بمعنى شدة الفرح، و قال آخرون: إنّها تعني الفرح بسبب بعض القضايا الباطلة. في حين ذهبت جماعة ثالثة إلى اعتبارها حالة من الفرح المتزامن مع نوع من الطرب و الاستفادة من النعم الإلهية في طريق الباطل.و الظاهر أنّ هذه المعاني جميعا تعود إلى موضوع واحد، ذلك أنّ شدّة الفرح و الإفراط فيه يشمل جميع المواضيع و الحالات السابقة. و في نفس الوقت فهو يتزامن مع أنواع
الذنوب و
الآثام و
الفساد و
الشهوة. إنّ هذه الأفراح المتزامنة مع الغرور و الغفلة و الشهوة، تبعد الإنسان بسرعة عن
اللّه تبارك و تعالى و تمنعه من إدراك الحقيقة، فتكون الحقائق لديه غامضة و المقاييس معكوسة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تَمْرَحُونَ» نذكر أهمها في ما يلي:
(ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ بِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: الفرح مطلق السرور، والمرح الإفراط فيه وهو مذموم، و قال
الراغب: الفرح انشراح الصدر بلذة عاجلة و أكثر ما يكون ذلك في اللذات البدنية، و قال: المرح شدة الفرح و التوسع فيه. انتهى.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: قيد الفرح و أطلق المرح لأن الفرح قد يكون بحق فيحمد عليه و قد يكون بالباطل فيذم عليه و المرح لا يكون إلا باطلا و معناه أن ما فعل بكم جزاء بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق أي بما كان يصيب
أنبياء الله تعالى و أولياءه من المكاره
(وَ بِمََا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) أي تأشرون و تبطرون.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.