حكمت (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
حکمت: (سَبیلِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَةِ) «الحكمة»: بمعنى العلم و المنطق و الاستدلال، و هي في الأصل بمعنى (المنع) و قد أطلقت على العلم و المنطق و الاستدلال لقدرتها على منع
الإنسان من الفساد و الانحراف ... فأوّل خطوة على طريق الدعوة إلى
الحقّ هي التمكن من الاستدلال وفق المنطق السليم، أو النفوذ إلى داخل فكر
الناس و محاولة تحريك و إيقاظ عقولهم، كخطوة أولى في هذا الطريق.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« حكمت» نذكر أهمها في ما يلي:
(ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: لا شك في أنه يستفاد من الآية أن هذه الثلاثة الحكمة والموعظة والمجادلة من طرق التكليم والمفاوضة فقد أمر بالدعوة بأحد هذه الأمور فهي من أنحاء الدعوة وطرقها وإن كان الجدال لا يعد دعوة بمعناها الأخص. وقد فسرت الحكمة كما في المفردات بإصابة الحق بالعلم و
العقل، والموعظة كما عن الخليل بأنه التذكير بالخير فيما يرق له القلب، والجدال كما في المفردات بالمفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة. والتأمل في هذه المعاني يعطي أن المراد بالحكمة
والله أعلم الحجة التي تنتج الحق الذي لا مرية فيه ولا وهن ولا إبهام والموعظة هو البيان الذي تلين به النفس ويرق له القلب، لما فيه من صلاح حال السامع من الغبر والعبر وجميل الثناء ومحمود الأثر ونحو ذلك.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(بِالْحِكْمَةِ): أي بالقرآن وسمي
القرآن حكمة، لأنه يتضمن الأمر بالحسن، والنهي عن القبيح. وأصل الحكمة: المنع، ومنه حكمة اللجام. وإنما قيل لها حكمة، لأنها بمنزلة المانع من الفساد، وما لا ينبغي أن يختار.
وقيل: إن الحكمة هي المعرفة بمراتب الأفعال في الحسن والقبح، والصلاح والفساد، لأن بمعرفة ذلك يقع المنع من الفساد، والاستعمال للصدق والصواب في الأفعال والأقوال.
(وَ شَدَدْنَا مُلْكَهُ وَ آتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: والحكمة في الأصل بناء نوع من الحكم والمراد بها المعارف الحقة المتقنة التي تنفع الإنسان وتكمله،
وقيل: المراد
النبوة،
وقيل الزبور وعلم الشرائع،
وقيل غير ذلك وهي وجوه ردية.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ آتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ) وهي
النبوة.
وقيل: الإصابة في الأمور.
وقيل: العلم بالله وشرائعه، عن
أبي العالية، و
الجبائي.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.