خَرَقُوا (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
خَرَقُوا:
(وَ خَرَقُوا لَهُ بَنین)من الملاحظ أنّ القرآن استعمل لفظة «
خرقوا» من الخرق، و هو تمزيق الشيء بغير روية و لا حساب، و هي في النقطة المقابلة تماما «للخلق» القائم على الحساب، هاتان اللفظتان: «الخلق و الخرق» قد تستعملان في حالات
الكذب و الاختلاق، مع اختلاف بينهما هو أن (الخلق و الاختلاق) تستعمل في الأكاذيب المدروسة و (الخرق و الاختراق) فيما لا حساب فيه من الكذب.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأیضاح معنی
«خَرَقُوا » نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَ خَلَقَهُمْ وَ خَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَ بَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ)قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: قوله تعالى:
(وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَ خَلَقَهُمْ) إلى آخر الآية. الجن إما مفعول لجعلوا و مفعوله الآخر شركاء أو بدل من شركاء، و قوله:
(وَ خَلَقَهُمْ) كأنه حال وإن منعه بعض النحاة و حجتهم غير واضحة. و كيف كان فالكلمة في مقام ردهم، و المعنى و جعلوا له شركاء
الجن و هو خلقهم و
المخلوق لا يجوز أن يشارك خالقه في مقامه. و المراد بالجن
الشياطين كما ينسب إلى المجوس القول: بأهرمن و يزدان و نظيره ما عليه اليزيدية الذين يقولون بألوهية إبليس ( الملك طاووس ـ شاه بريان ) أو الجن المعروف بناء على ما نسب إلى قريش أنهم كانوا يقولون: إن الله قد صاهر الجن فحدث بينهما
الملائكة، وهذا أنسب بسياق قوله:
(وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَ خَلَقَهُمْ وَ خَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ) و على هذا فالبنون و
البنات هم جميعا من الملائكة خرقوهم أي اختلقوهم و نسبوهم إليه افتراء عليه سبحانه و تعالى عما يشركون.
قال
الطبرسي فی
تفسير مجمع البيان:
(و خرقوا له بنين و بنات) أي: اختلقوا، و موهوا، و افتروا الكذب على
الله، و نسبوا
البنين و البنات إلى الله، فإن
المشركين قالوا الملائكة بنات
الله. و النصارى قالوا:
المسيح ابن الله. و
اليهود قالوا: عزير ابن الله.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.