دَأْب (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
دَاْب: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) «الدأب» إدامة السير، و العادة المستمرّة دائما على حالة واحدة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« دَأْب » نذكر أهمها في ما يلي:
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَ اللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: الدأب على ما ذكروه هو السير المستمر، قال تعالى:
(وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ) ومنه تسمية العادة دأباً لأنه سير مستمر، وهذا المعنى هو المراد في
الآية. وقوله: كدأب، متعلق بمقدر يدل عليه قوله في الآية السابقة: لن تغني عنهم، ويفسر الدأب قوله: كذبوا بآياتنا وهو في موضع الحال؛ وتقدير الكلام كما مرت اليه الإشارة: إن الذين كفروا و كذبوا بآياتنا واستمروا عليها دائبين فزعموا أن في أموالهم وأولادهم غنى لهم من
الله كدأب آل فرعون ومن قبلهم وقد كذبوا بآياتنا.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) أي: كعادة
آل فرعون في التكذيب برسولهم، وما أنزل إليه، عن
ابن عباس و
عكرمة و
مجاهد و
الضحاك والسدي. وقيل: معناه اجتهاد هؤلاء
الكفار في قهرك، وإبطال أمرك، كاجتهاد آل فرعون في قهر موسى، عن الأصم والزجاج.
وقيل: كعادة الله في آل فرعون في إنزال العذاب بهم، بما سلف من إجرامهم.
وقيل: كسنة آل فرعون، عن
الربيع و
الكسائي و
أبي عبيدة. وقيل: كأمر آل فرعون وشأنهم، عن
الأخفش. وقيل: كحال آل فرعون، عن قطرب.
(قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: قال
الراغب: الدأب إدامة السير دأب في السير دأبا قال تعالى:
(وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ) والدأب العادة المستمرة دائما على حاله قال تعالى :
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) أي كعادتهم التي يستمرون عليها. انتهى وعليه فالمعنى تزرعون سبع سنين زراعة متوالية مستمرة،
وقيل: هو من دأب بمعنى التعب أي تزرعون بجد واجتهاد، ويمكن أن يكون حالا أي تزرعون دائبين مستمرين أو مجدين مجتهدين فيه.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(تَزۡرَعُونَ سَبۡعَ سِنِينَ دَأَبٗا) أي: فازرعوا سبع سنين متوالية، عن ابن عباس، أي: زراعة متوالية في هذه السنين على عادتكم في الزراعة سائر السنين. وقيل: دأبا أي بجد واجتهاد في الزراعة. ويجوز أن يكون حالا فيكون معناه تزرعون دائبين.
(مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَ عَادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: بيان للمثل السابق والدأب هو العادة.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(مِثۡلَ دَأۡبِ قَوۡمِ نُوحٖ وَ عَادٖ وَ ثَمُودَ) والدأب: العادة. ومعناه: إني أخاف عليكم مثل سنة الله في قوم
نوح و
عاد و
ثمود، وحالهم حين أهلكهم الله، واستأصلهم، جزاء على كفرهم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.