ذات (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
ذات: (عَلیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) «ذو» في الأصل بمعنى «الصاحب» مع أنّها وردت لدى الفلاسفة بمعنى «العين و الحقيقة و جوهر الأشياء»، و لكن على ما قاله
(الراغب) في مفرداته فإنّ هذا الاصطلاح لا وجود له في كلام العرب.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«ذات» نذكر أهمها في ما يلي:
(إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَئالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: فيعاملكم بما في باطنكم من
الاعتقاد و آثار الأعمال یحاسبکم عليه سواء وافق ظاهركم باطنكم أو خالف.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(إنه عليم بذات الصدور)أي: فلا تضمروا في أنفسكم ما يكرهه سبحانه، فإنه عالم به.
(أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗاۖ فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخۡتِمۡ عَلَىٰ قَلۡبِكَۗ وَيَمۡحُ ٱللَّهُ ٱلۡبَٰطِلَ وَيُحِقُّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و قوله:
(إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) تعليل لقوله :
(وَ يَمْحُ اللهُ الْباطِلَ) إلخ أي أنه يمحو
الباطل و يحق
الحق بكلماته لأنه عليم بالقلوب و ما انطوت عليه فيعلم ما تستدعيه من هدى أو ضلال أو شرح أو ختم بإنزال
الوحي و توجيه الدعوة.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
إنه عليم بذات الصدور أي: بضمائر القلوب.
(يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِۚ وَهُوَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و المراد بذات الصدور الأفكار المضمرة و النيات المكنونة التي تصاحب الصدور و تلازمها لما أنها تنسب إلى القلوب و القلوب في الصدور، و الجملة أعني قوله:
(وَ هُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) بيان لإحاطة علمه بما في الصدور بعد بيان إحاطة بصره بظواهر أعمالهم.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(و هو عليم بذات الصدور) أي هو عالم بأسرار خلقه، و ما يخفونه من الضمائر، و
الاعتقادات، و الإرادات، و الكراهات، و العزائم في قلوبهم، لا يخفى عليه شئ منها، و في هذا تحذير من المعاصي.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.