ذِكر (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
ذِكر (قُلُوبُهُم بِذِکْرِ اللَّهِ) «الذكر» في الأصل يعني
التذكير أو ما يسبّب
التذكير و
التذكّر، و استعملت هذه الكلمة في
القرآن بهذا المعنى.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«ذِكر» نذكر أهمها في ما يلي:
(قُلُوبُهُم بِذِکْرِ اللَّهِ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: لكن الظاهر أن يكون المراد بالذكر أعم من الذكر اللفظي و أعني به مطلق انتقال الذهن و الخطور بالبال سواء كان بمشاهدة آية أو العثور على حجة أو استماع كلمة، و من الشاهد عليه قوله بعده:
(أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) فإنه كضرب القاعدة يشمل كل ذكر سواء كان لفظيا أو غيره، و سواء كان قرآنا أو غيره. و قوله:
(أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) فيه تنبيه للناس أن يتوجهوا إليه و يريحوا قلوبهم بذكره فإنه لا هم للإنسان في حياته إلا الفوز بالسعادة و النعمة ولا خوف له إلا من أن تغتاله الشقوة و النقمة و الله سبحانه هو السبب الوحيد الذي بيده زمام الخير وإليه يرجع الأمر كله.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله) معناه الذين اعترفوا بتوحيد
الله على جميع صفاته، و
نبوة نبيه، وقبول ما جاء به من عند الله، و تسكن قلوبهم بذكر الله، و تأنس إليه. و الذكر: حصول المعنى للنفس، و قد يسمى العلم ذكرا. و القول الذي فيه المعنى الحاضر للنفس أيضا يسمى ذكرا، و قد وصف الله
المؤمن ههنا بأنه يطمئن قلبه إلى ذكر الله، و وصفه في موضع آخر بأنه إذا ذكر الله وجل قلبه، لأن المراد بالأول أنه يذكر ثوابه و أنعامه وآلاءه التي لا تحصى، و أياديه التي لا تجازى، فيسكن إليه، و بالثاني أنه ليذكر عقابه و انتقامه فيخافه، و يوجل قلبه.
(ألا بذكر الله تطمئن القلوب) و هذا حث للعباد على تسكين القلب إلى ما وعد الله به من النعيم و الثواب و الطمأنينة إليه، فإن وعده سبحانه صادق، و لا شئ تطمئن النفس إليه أبلغ من الوعد الصادق.
(مَا يَأۡتِيهِم مِّن ذِكۡرٖ مِّن رَّبِّهِم مُّحۡدَثٍ إِلَّا ٱسۡتَمَعُوهُ وَ هُمۡ يَلۡعَبُونَ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و المراد بالذكر ما يذكر به الله سبحانه من
وحي إلهي كالكتب السماوية و منها
القرآن الكريم، و المراد بإتيانه لهم نزوله على
النبي و إسماعه و تبليغه، و محدث بمعنى جديد و هو معنى إضافي و هو وصف ذكر فالقرآن مثلا ذكر جديد أتاهم بعد
الإنجيل و الإنجيل كان ذكرا جديدا أتاهم بعد
التوراة و كذلك بعض
سور القرآن وآياته ذكر جديد أتاهم بعد بعض.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(ما يأتيهم من ذكر من ربهم) يعني القرآن.
(وَ لَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ وَ هَٰرُونَ ٱلۡفُرۡقَانَ وَ ضِيَآءٗ وَ ذِكۡرٗا لِّلۡمُتَّقِينَ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و الآية التالية تشهد أن المراد بالفرقان و الضياء و الذكر التوراة آتاها الله
موسى وأخاه
هارون شريكه في النبوة.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(و ذكرا للمتقين ي) ذكرونه ويعملون بما فيه، ويتعظون بمواعظه.
(وَ لَقَدۡ كَتَبۡنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكۡرِ أَنَّ ٱلۡأَرۡضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّـٰلِحُونَ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: والمراد بالذكر قيل : هو التوراة وقد سماها الله به في موضعين من هذه السورة و هما قوله:
(فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) و قوله :
(وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ) منها، قيل: هو القرآن و قد سماه الله ذكرا في مواضع من كلامه و كون
الزبور بعد الذكر على هذا القول بعدية رتبية لا زمانية و قيل: هو
اللوح المحفوظ و هو كما ترى.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر) قيل فيه أقوال أحدها: إن الزبور كتب
الأنبياء، و معناه: كتبنا في الكتب التي أنزلناها على الأنبياء من بعد كتابته في الذكر أي: أم الكتاب الذي في السماء، و هو اللوح المحفوظ، عن
سعيد بن جبير و
مجاهد و
ابن زيد، و هو اختيار
الزجاج قال: لأن الزبور و الكتاب بمعنى واحد، و زبرت: كتبت. و ثانيها: إن الزبور الكتب المنزلة بعد التوراة، و الذكر هو التوراة، عن
ابن عباس و
الضحاك و ثالثها: إن الزبور زبور
داود، و الذكر توراة موسى، عن
الشعبي، و روي عنه أيضا أن الذكر القرآن و بعد بمعنى قبل.
(لَّقَدۡ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَنِي وَ كَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِلۡإِنسَٰنِ خَذُولٗا) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و المراد بالذكر مطلق ما جاءت به الرسل أو خصوص الكتب السماوية و ينطبق بحسب المورد على القرآن.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(عن الذكر) أي: عن القرآن و الإيمان به.
(وَ اِن یَکَادُ ٱلَّذِینَ کَفَرُواْ لَیُزۡلِقُونَکَ بِاَبۡصَٰرِهِمۡ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّکۡرَ وَ یَقُولُونَ اِنَّهُۥ لَمَجۡنُونٞ• وَ مَا هُوَ اِلَّا ذِکۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِینَ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: وقيل : المعنى أنهم ينظرون إليك إذا سمعوا منك الذكر الذي هو القرآن نظرا مليئا بالعداوة و البغضاء يكادون يقتلونك بحديد نظرهم.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(لما سمعوا الذكر) يعني القرآن.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.