سورة البینة، هي السورة الثامنة و التسعون و هي مدنیة في الجزء الثلاثين،من القرآن الكريم، اسمها مأخوذ من الآية الأولى في هذه السورة. محتويات۲ - أسماء السورة ۳ - وجه التسمیة ۴ - عدد الآیات ۵ - عدد الکلمات ۶ - عدد الحروف ۷ - أغراض السورة ۸ - المحتوی و الموضوعات ۹ - الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة ۱۰ - محل النزول ۱۱ - زمان النزول ۱۲ - جوّ النزول ۱۳ - الترتیب في المصحف ۱۴ - الترتیب حسب النزول ۱۵ - العلاقة مع السورة السابقة ۱۶ - الخصوصیة ۱۷ - المراجع ۱۸ - المصدر البینة: الدلالة الواضحة عقلية كانت أو محسوسة. سورة لم يكن الذين كفروا، سورة لَمْ يَكُن، سورة القيّمة، سورة البيّنة، سورة أهل الكتاب، سورة البريّة، سورة الانفكاك. «سورة البيّنة»؛ سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في أوّلها:(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ.) «سورة لم يكن الذين كفروا»؛ وردت تسمية هذه السورة في كلام «عن النبي (صلى اللّهعليهوسلم) قال: لأبي بن كعب: «إن اللّه أمرني أن أقرأ عليك: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال: و سمّاني لك؟ قال: نعم. فبكى».» «سورة لَمْ يَكُن»؛ سميت هذه السورة في معظم كتب التفسير و كتب السنة سورة لَمْ يَكُنِ بالاقتصار على أول كلمة منها. «سورة أهل الكتاب»؛ ذكر في «الإتقان» أنها سميت في مصحف أبيّ «سورة أهل الكتاب»، أي لقوله تعالى: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتاب.) «سورة القيّمة»؛ سمیت السورة بهذا الاسم لذکره فی الایة الثالثة منها. «سورة البريّة»؛ سمیت السورة بهذا الاسم لذکره فی الایة السادسة و السابعة منها. «سورة الانفكاك»؛ سمیت السورة بهذا الاسم مأخوذا من کلمة «منفکّین» فی الایة الاولی منها. هی ثماني آيات. هی أربع و تسعون كلمة. (الجدیر بالذکر ان الاقوال فی عدد الکلمات القرآنیة مختلفة) هي ثلاثمائة و تسعة و تسعون حرفا. (الجدیر بالذکر ان الاقوال فی عدد الحروف القرآنیة مختلفة) الغرض من هذه السورة بيان فضل القرآن. و قد كانت السورة السابقة (سورة القدر) في بيان فضل الليلة التي أنزل فيها؛ فجاءت هذه السورة بعدها، لبيان فضله في نفسه. هذه السورة تناولت رسالة رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) و ما فيها من دلائل بيّنة، هذه [[|الرسالة]] التي كان أهل الكتاب ينتظرونها، حين ظهرت أعرض عنها فريق منهم لما وجدوا فيها من خطر على مصالحهم الشخصية. و السّورة تقرر حقيقة وجود الإيمان و التوحيد و الصلاة و الصيام في كل الأديان و دعوات الأنبياء باعتبارها أصولا ثابتة خالدة. و في مقطع آخر من السّورة بيان عن مواقف أهل الكتاب و المشركين تجاه الإسلام ... بعضهم آمن و عمل صالحا فهو خير المخلوقات، و بعضهم كفر و أشرك فهو شرّ البريّة. «أبي بن كعب عن النبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) قال : و من قرأها كان يوم القيامة مع خير البرية مسافرا و مقيما.» «و عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) لو يعلم الناس ما في لم يكن لعطلوا الأهل و المال و تعلموها فقال رجل من خزاعة ما فيها من الأجر يا رسول الله (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) فقال لا يقرأها منافق أبدا و لا عبد في قلبه شك في الله عز و جل و الله إن الملائكة المقربين ليقرءونها منذ خلق الله السماوات و الأرض لا يفترون عن قراءتها و ما من عبد يقرؤها بليل إلا بعث الله ملائكة يحفظونه في دينه و دنياه و يدعون له بالمغفرة و الرحمة فإن قرأها نهارا أعطي عليها من الثواب مثل ما أضاء عليه النهار و أظلم عليه الليل فقال رجل من قيس عيلان زدنا يا رسول الله (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) من هذا الحديث فداك أبي و أمي فقال (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) تعلموا عم يتساءلون و تعلموا ق و القرآن المجيد و تعلموا و السماء ذات البروج و تعلموا و السماء و الطارق فإنكم لو تعلمون ما فيهن لعطلتهم ما أنتم فيه و تعلمتموهن و تقربتم إلى الله بهن و إن الله يغفر بهن كل ذنب إلا الشرك بالله و اعلموا أن تبارك الذي بيده الملك تجادل عن صاحبها يوم القيامة و تستغفر له من الذنوب.» «أبو بكر الحضرمي عن أبي جعفر علیه السلام قال: من قرأ سورة لم يكن كان بريئا من الشرك و أدخل في دين محمد (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) و بعثه الله مؤمنا و حاسبه الله حسابا يسيرا». سورة البیّنة مدنية و قيل مكية. نزلت سورة البيّنة بعد سورة الطلاق؛ و نزلت سورة الطلاق، فيما بين صلح الحديبية و غزوة تبوك؛ فيكون نزول سورة البيّنة في ذلك التاريخ أيضا. ..في أكثر الروايات أنها مدنية. و قد وردت بعض الروايات بمكيتها. و مع رجحان مدنيتها من ناحية الرواية، و من ناحية أسلوب التعبير التقريري، فإن كونها مكية لا يمكن استبعاده. و ذكر الزكاة فيها و ذكر أهل الكتاب لا يعتبر قرينة مانعة. فقد ورد ذكر أهل الكتاب في بعض السور المقطوع بمكيتها. و كان في مكة بعض أهل الكتاب الذين آمنوا، و بعضهم لم يؤمنوا. كما أن نصارى نجران و فدوا على الرسول (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) في مكة و آمنوا كما هو معروف. و ورد ذكر الزكاة كذلك في سور مكية. و السورة تعرض عدة حقائق تاريخية و إيمانية في أسلوب تقريري هو الذي يرجح أنها مدنية إلى جانب الروايات القائلة بهذا. و الحقيقة الأولى هي أن بعثة الرسول (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) كانت ضرورية لتحويل الذين كفروا من أهل الكتاب و من المشركين عما كانوا قد انتهوا إليه من الضلال و الاختلاف، و ما كانوا ليتحولوا عنه بغير هذه البعثة: («لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ: رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً، فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ» ..) و الحقيقة الثانية: أن أهل الكتاب لم يختلفوا في دينهم عن جهالة و لا عن غموض فيه، إنما اختلفوا من بعد ما جاءهم العلم و جاءتهم البينة: («وَ ما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ».) و الحقيقة الثالثة: أن الدين في أصله واحد، و قواعده بسيطة واضحة، لا تدعو إلى التفرق و الاختلاف في ذاتها و طبيعتها البسيطة اليسيرة:(«وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ، وَ يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَ يُؤْتُوا الزَّكاةَ، وَ ذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ».) و الحقيقة الرابعة: أن الذين كفروا بعد ما جاءتهم البينة هم شر البرية، و أن الذين آمنوا و عملوا الصالحات هم خير البرية. و من ثم يختلف جزاء هؤلاء عن هؤلاء اختلافا بينا: («إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها. أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ، جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ، ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ» ..) و هذه الحقائق الأربع ذات قيمة في إدراك دور العقيدة الإسلامية و دور الرسالة الأخيرة. و في التصور الإيماني كذلك. هذه السورة هی السورة «الثامنة و التسعون» من القرآن بترتیب المصحف. هذه السورة هی السورة «المائة» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الطلاق.(الجدیر بالذکر أن الأقوال فی ترتیب السور القرآنیة حسب النزول مختلفة) بين الله سبحانه في سورة القدر أن القرآن حجة ثم بين في هذه السورة أن الكفار قبله لم يخلو قط من حجة. هذه السورة من المفصلات.قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر:(بسم الله الرّحمن الرّحيم.)(قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل .) تسجل السورة رسالة محمد (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) لعامة أهل الكتاب و المشركين و بعبارة أخرى للمليين و غيرهم و هم عامة البشر فتفيد عموم الرسالة و أنها مما كانت تقتضيه السنة الإلهية- سنة الهداية- التي تشير إليها أمثال قوله تعالى: («إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً» و قوله: «وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ»)، و تحتج على عموم دعوته (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) بأنها لا تتضمن إلا ما يصلح المجتمع الإنساني من الاعتقاد و العمل. مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية |