علمه تعالى في اصطلاح الحكماء عبارة عن علمه بذاته، و علمه تعالى بالأشياء صور خارجيّة قائمة بذواتها منفصلة عنه تعالى و عن الأشياء، فهو يعلم الأشياء جزئيّها و كلّيّها على ما هو عليه من جزئيّته و كليّته، و ثباته و تغيّره، و كونه و حدوثه، و عدمه و أسباب عدمه، و يعرف الأبديّات على ما هي عليه من أبديّة و الحادثات على ما هي عليه من حدوث.
علمه بالأشياء عبارة عن وجوده بحيث ينكشف له الموجودات الواقعة في عالم الإمكان على نظام أتمّ مؤدّيا إلى وجودها في الخارج مطابقا له أتمّ تأدية لا على وجه القصد و الرّوية و هي علم بسيط واجب لذاته قائم بذاته خلّاق للعلوم التفصيليّة العقليّة و النفسيّة على أنّها عنه لا على أنّها فيه.
علم الباري لذاته لا يعلم كما يعلم الأشياء بعلم، و العلم هو عرض يحلّ النّفس، و علمه غير مستفاد من خارج بل يعلم الأشياء من ذاته. فهو يعلم الأشياء جزئيّها و كلّيّها على ما هو عليه من جزئيّته و كليّته، و ثباته و تغيّره، و كونه و حدوثه، و عدمه و أسباب عدمه، و يعرف الأبديّات على ما هي عليه من أبديّة و الحادثات على ما هي عليه من حدوث.