كتاب علي عليه السلام
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
ذلك الكتاب الذي كتب فيه ما أملى
رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم علياً عليهالسلام.
۱ ـ عن
سماعة بن مهران عن أبي عبد اللّه (
الامام الصادق) قال: «إنّ اللّه علّم رسوله
الحلال و
الحرام و
التأويل، وعلّم رسول اللّه علمه كلّه علياً »
وفيه: « انّ اللّه علّم نبيّه صلىالله عليه وآله وسلم التنزيل والتأويل، فعلّمه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّاً عليهالسلام، ثم قال: وعلّمنا واللّه.. . الحديث ».
، وروى مثله عن
حمران بن أعين بأربعة أسانيد، وعن كل من
أبي بصير و
أبي الأغر و
حمّاد بن عثمان أيضاً مثله
.
وفي الحديث: أنّ الرسول ناجاه في الطائف.
۲ ـ وعن
يعقوب بن شعيب بسندين عن أبي عبد اللّه عليهالسلام (الامام الصادق) قال: « إنّ اللّه تعالى علّم رسول اللّه القرآن، وعلّمه شيئاً سوى ذلك، فما علّم اللّه رسوله فقد علّم رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم علياً عليهالسلام »
وروى الصفّار في بصائر الدرجات روايات اخرى:
۱) عن محمد الحلبي عن أبي عبد اللَّه قال: «كان علي يعلم كلّ ما يعلم رسول الله، ولم يعلّم اللَّه رسوله شيئاً إلّا وقد علّمه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام».
.
۲) وعن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «كنت إذا سألت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أجابني، وإن فنيت مسائلي ابتدأني، فما نزلت عليه آية في ليل ولا نهار ولا سماء ولا أرض ولا دنيا ولا آخرة ولا جنة ولا نار ولا سهل ولا جبل ولا ضياء ولا ظلمة إلّا أقرأنيها، وأملاها عليّ وكتبتها بيدي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها، ومحكمها ومتشابهها، وخاصّها وعامّها، وكيف نزلت، وأين نزلت، وفيمن انزلت إلى يوم القيامة. دعا اللَّه لي أن يعطيني فهماً وحفظاً فما نسيت آية من كتاب اللَّه، ولا على من انزلت إلّا أملاه عليَّ»
.
وسليم بن قيس أبو صادق الهلالي العامري من اصحاب أمير المؤمنين وأدرك الأئمة حتى الباقر عليه السلام، له كتاب.
(قاموس الرجال ۵: ۲۲۷-۲۲۸.).
۳) عن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه انّه قيل لعلي: ما لك أكثر أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم حديثاً؟ فقال: «انّي كنت إذا سألته أنبأني، وإذا سكتُّ ابتدأني».
.
۴) عن سليمان الأحمسي عن أبيه، قال: قال علي:
«واللَّه ما نزلت آية إلّا وقد علمت في ما نزلت، وأين نزلت، وعلى من نزلت، انّ ربّي وهب لي قلباً عقولًا ولساناً طلقاً». (الطبقات الكبرى ۲: ۳۳۸).
۵) عن ابي الطفيل، قال: قال علي: «سلوني عن كتاب اللَّه فانّه ليس من آية إلّا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار في سهل أم في جبل».
.
۶) عن السندي بن محمّد عن يونس بن يعقوب عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن عليّ قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ما دخل رأسي نوم ولا عهد إليّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم حتّى علمت من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ما نزل به جبرئيل في ذلك اليوم من حلال أو حرام أو سنّة أو أمر أو نهي فيما نزل فيه وفيمن نزل»، فخرجنا فلقيتنا المعتزلة فذكرنا ذلك لهم فقال: انّ هذا الأمر عظيم كيف يكون هذا وقد كان أحدهما يغيب عن صاحبه فكيف يعلم هذا؟ قال: فرجعنا إلى زيد فأخبرناه بردّهم علينا، فقال: يتحفّظ على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عدد الأيّام التي غاب بها فاذا التقيا قال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: «يا عليّ نزل عليّ في يوم كذا، كذا وكذا. وفي يوم كذا، كذا حتّى يعدّهما عليه الى آخر اليوم الّذي وافى فيه، فاخبرناهم بذلك».
.
وزيد بن علي بن الحسين خرج على عهد هشام يدعو للرضا من آل محمد وقتل في الكوفة لليلتين خلتا من صفر سنة ۱۲۰ ه.
.
۷) عن عبد اللَّه بن نجي، عن أبيه قال: قال لي علي: «كانت لي منزلة من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لم تكن لأحد من الخلائق، فكنت آتيه كلّ سحر، فأقول: السلام عليك يا نبيّ اللَّه، فإن تنحنح انصرفت إلى أهلي وإلّا دخلت عليه».
.
۸) وعنه قال علي: «كان لي من رسول اللَّه مدخلان: مدخل بالليل ومدخل بالنهار، فكنت إذا دخلت بالليل تنحنح لي».
.
۹) وعن علي قال: «كان لي من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ساعة آتيه فيها فإذا أتيته فيها استأذنت، إن وجدته يصلّي فتنحنح دخلت، وإن وجدته فارغاً أذن لي».
.
فعن
محمد بن علي الباقر عن آبائه عليهمالسلام قال: قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمير المؤمنين عليهالسلام: « اكتب ما اُملي عليك. قال: يا نبي اللّه، أتخاف عليّ
النسيان؟ قال: لست أخاف عليك النسيان وقد دعوت اللّه أن يحفظك ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك، قال: قلت: ومن شركائي يا نبي اللّه؟ قال: الأئمة من ولدك، بهم تُسقى اُمتي الغيث، وبهم يُستجاب دعاؤهم، وبهم يَصرف اللّه عنهم البلاء، وبهم تنزل الرحمة من السماء، وأومأ إلى
الحسن عليهالسلام وقال :هذا أوّلهم، وأومأ إلى
الحسين عليهالسلام وقال: الأئمة من ولده »
.
وقد أشار الامام علي عليه السلام إلى ذلك في حديثه بمسكن -«مسكن»: موضع على نهر دجيل في العراق، وقصد الامام من (قطائع رسول اللَّه وأهل بيته) مختصّاتهم، ومبهرجة: باطلة ورديئة.- كما رواه أبو أراكة قال: كنا مع علي عليه السلام بمسكن فحدثنا ان علياً ورث من رسول اللَّه السيف، وبعض يقول: البغلة، وبعض يقول: ورث صحيفة في حمائل السيف، إذ خرج علي عليه السلام ونحن في حديثه، فقال: «أيم اللَّه لو انشط ويؤذن لي لحدّثتكم حتى يحول الحول لا اعيد حرفاً. وأيم اللَّه عندي لصحف كثيرة قطائع رسول اللَّه وأهل بيته وان فيها لصحيفة يقال لها: العبيطة، وما ورد على العرب أشدّ منها، وانّ فيها لستين قبيلة مبهرجة ما لها في دين اللَّه من نصيب».
.
ثم توارث
الأئمة من ولد الامام علي تلك الصحف كابراً عن كابر، كما صرّحت بذلك الروايات التالية :
۱ ـ عن
جابر بن يزيد، قال: قال أبو جعفر الباقر: « إ نّ عندي لصحيفة فيها تسعة عشر صحيفة قد حباها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم »
.
۲ ـ وعن
الفضيل بن يسار، قال: قال أبو جعفر عليهالسلام: « يا فضيل عندنا كتاب عليّ سبعون ذراعاً ما على الارض شيء يحتاج إليه إلاّ وهو فيه حتى أرش الخدش » ثم خطّه
بيده على إبهامه
وثمّة روايات اُخرى في هذا المجال، نذكر منها:
۱) عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: أشار إلى بيت كبير وقال: «يا حمران إنّ في هذا البيت صحيفة طولها سبعون ذراعاً بخطّ علي واملاء رسول اللَّه، ولو ولّينا الناس لحكمنا بما أنزل الله، لم نعد ما في هذه الصحيفة».
.
۲) وعن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر: «إن عندنا صحيفة من كتب علي، طولها سبعون ذراعاً، فنحن نتبع ما فيها لا نعدوها».
وسألته عن ميراث العلم ما بلغ! أ جوامع هو من العلم أم فيه تفسير كلّ شيء من هذه الامور التي تتكلّم فيه الناس مثل الطلاق والفرائض؟
فقال: «إنّ علياً كتب العلم كله القضاء والفرائض، فلو ظهر أمرنا لم يكن شيء إلّا فيه، نمضيها».
.
وفي رواية اخرى: «فلو ظهر امرنا فلم يكن شيء إلّا وفيه سنّة نمضيها».
.
لقد أطلع الأئمة بعض أصحابهم على شيء من هذه الكتب، من قبيل:
أبي بصير و
محمّد بن مسلم و
عبد الملك بن أعين و
زرارة بن أعين و
معتّب و
عبد اللّه بن بكير ولنذكر بعض الروايات بهذا الشأن:
۱- عن أبي بصير قال: أخرج إليّ أبو جعفر صحيفة فيها الحلال والحرام والفرائض، قلت: ما هذه؟ قال: «هذه إملاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وخطّه عليّ بيده»، قال: فقلت: فما تبلى؟ قال: «فما يبليها؟» قلت: وما تدرس؟ قال: «وما يدرسها، قال: هي الجامعة أو من الجامعة».
.
۲- روي عن محمّد بن مسلم بسندين قال: أقرأني أبو جعفر- الإمام الباقر عليه السلام شيئاً من كتاب عليّ عليه السلام فإذا فيه: «أنهاكم عن الجرّي والزّمير والمارماهي والطافي والطحال». قال: قلت: يا ابن رسول اللَّه يرحمك اللَّه إنا نؤتى بالسمك ليس له قشر، فقال: «كل ما له قشر من السمك، وما ليس له قشر فلا تأكله».
وقد سمّى الائمة من أهل البيت اسم كتاب
علي الذي أملى عليه رسول اللّه فيه الأحكام: { الجامعة }، كما ورد في الروايات التالية :
۱ ـ عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليهالسلام فقلت له: جعلت فداك انّي أسألك عن مسألة، هاهنا أحد يسمع كلامي؟ قال: فرفع أبو عبد اللّه عليهالسلام ستراً بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال: « يا أبا محمد سل عمّا بدا لك ». قال: قلت: جعلت فداك إنّ شيعتك يتحدّثون أنّ رسول اللّه علّم عليّا عليهالسلام باباً يفتح منه ألف باب ـ إلى قوله: ـ قال: « يا أبا محمّد ! وانّ عندنا الجامعة، وما يدريهم ما الجامعة »، قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟ قال: « صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول اللّه واملائه من فلق فيه وخطّ عليّ بيمينه، فيها كلّ حلال وحرام وكلّ شيء يحتاج إليه الناس حتّى
الأرش في الخدش » وضرب بيده إليّ، فقال: « تأذن لي يا أبا محمّد ! » قال: قلت: جعلت فداك إنّما أنا لك فاصنع ما شئت، قال: فغمزني بيده وقال: « حتى أرش هذا » ـ كأنّه مغضب ـ قال: قلت: هذا واللّه العلم.. . الحديث »
.
و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
۲ ـ وعن
سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد اللّه عليهالسلام يقول: « إنّ عندنا لصحيفة يقال لها: الجامعة، ما من حلال وما حرام إلاّ وهو فيها حتى أرش الخدش ».
۳ ـ وقد ورد في رواية: « إنّ عندنا لصحيفة سبعين ذراعاً إملاء رسول اللّه وخط علي بيده، ما من حلال ولا حرام إلاّ وهو فيها حتى أرش الخدش »
[ بصائر الدرجات:۱۶۲- ۱۶۳، ب ۱۲، ح ۳.
]
وإليك باقي الروايات:
۱) وعن علي بن رئاب عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنه سئل عن الجامعة، فقال: «تلك صحيفة سبعون ذراعاً في عريض الاديم مثل فخذ الفالج، فيها كل ما يحتاج الناس إليه وليس قضية إلّا وهي فيها حتى أرش الخدش».
.
۲) وعن أبي بصير عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: سمعته يقول- وذكر ابن شبرمة في فتياه، فقال-: «أين هو من الجامعة، إملاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم بخط علي عليه السلام فيها جميع الحلال والحرام حتى أرش الخدش».
.
۳) وعن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول: «ضلّ علم ابن شبرمة عند الجامعة، إملاء رسول اللَّه وخطّ عليّ عليه السلام بيده، ان الجامعة لم تدع لأحد كلاماً، فيها علم الحلال والحرام، إن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا إلّا بعداً، إنّ دين اللَّه لا يصاب بالقياس!»
.
وهكذا كان أئمة أهل البيت يتبرّءون من القول بالرأي ويستندون في أقوالهم إلى ما رووه عن رسول اللَّه عن جبريل عن الباري عزّ اسمه.
ويظهر من بعض الأحاديث انّه كان لدى الائمة كتابان من أبيهم الامام عليّ، اسم أحدهما: (الجامعة) فيه أحكام الحلال والحرام، وآخر يسمّونه ب (الجفر) فيه أنباء الحوادث الكائنة. وكتاب ثالث من امهم فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يسمّونه: (مصحف فاطمة)، فيه أنباء من الحوادث الكائنة. والكتب الثلاثة كانت بخطّ الامام علي عليه السلام. وفي ما يلي بيان عنها من أحاديث وردت عن أئمة أهل البيت:
۱- عن أبي مريم قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: «عندنا الجامعة، وهي سبعون ذراعاً، فيها كلّ شيء حتّى أرش الخدش إملاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وخطّ عليّ عليه السلام، وعندنا الجفر وهو اديم عكاظيّ قد كتب فيه حتّى ملئت أكارعه، فيه ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة».
(الكراع من كل شيء: طرفه.)
أبو مريم مولى الامام الصادق عليه السلام ويروي عنه.
.
۲- وبأكثر من سند عن الامام الصادق قال: قال أبو عبد اللَّه عليه السلام لأقوام كانوا يأتونه ويسألونه عمّا خلّف رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى عليّ عليه السلام، وعمّا خلّف علي إلى الحسن: «ولقد خلّف رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عندنا جلداً، ما هو جلد جمال، ولا جلد ثور، ولا جلد بقرة، إلّا إهاب شاة فيها كل ما يحتاج إليه، حتى أرش الخدش والظفر، وخلّفت فاطمة مصحفاً ما هو قرآن ... الحديث».
.
وهناك حديثان آخران:
۳- وفيه عن أبان بن عثمان عن علي بن الحسين عليهما السلام عن أبي عبد اللَّه (الحسين بن علي عليهما السلام) قال: انّ عبد اللَّه بن الحسن يزعم انّه ليس عنده من العلم إلّا ما عند الناس، فقال: «صدق- واللَّه- عبد اللَّه بن الحسن ما عنده من العلم إلّا ما عند الناس، ولكن عندنا- واللَّه- الجامعة فيها الحلال والحرام، وعندنا الجفر، أ يدري عبد اللَّه بن الحسن ما الجفر، مسك معز أم مسك شاة؟ وعندنا مصحف فاطمة، أما واللَّه ما فيه حرف من القرآن ولكنّه إملاء رسول اللَّه وخطّ علي، كيف يصنع عبد اللَّه اذا جاء الناس من كلّ افق يسألونه».
وعبد اللَّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. امّه فاطمة بنت الحسين. سجنه وبني أبيه المنصور بالمدينة عام ۱۴۲ ه وحملهم عام ۱۴۴ ه إلى مدينة الهاشمية وقتلهم في الحبس بضروب من القتل، منهم من دفنه حيّاً وطرح على عبد اللَّه بيتاً.
ولد محمّداً الملقب بصاحب النفس الزكية، وخرج هذا على أبي جعفر وقتل بالمدينة سنة ۱۴۵ ه.
وولد ابراهيم الذي خرج في البصرة بعد أخيه محمّد وقتل في نفس السنة.
.
۴- وأيضاً فيه عن أبان بن عثمان عن علي بن أبي حمزة مثله، وفي آخره: «أما ترضون أن تكونوا يوم القيامة آخذين بحجزتنا، ونحن آخذون بحجزة نبيّنا، ونبيّنا آخذ بحجزة ربّه».
.
الموسوعة الفقهية ج۱، ص۱۵۳-۱۶۵.