مستحبات الوقوف بالمشعر
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
فالوقوف بالمشعر تشتمل على مندوبات خمسة : استحباب
الاقتصاد في السير،
استحباب الدعاء عند الكثيب الأحمر، استحباب تأخير المغرب والعشاء إلى المزدلفة، استحباب الجمع بين العشاءين بأذان واحد وإقامتين، استحباب تأخير نوافل
المغرب حتى يصلي
العشاء .
(
الاقتصاد ) والتوسط (في السير) إلى المشعر بسكينة ووقار، كما في الصحيح؛
سائلاً العتق من النار، كما فيه؛ مستغفراً، كما فيه وفي
الآية .
(والدعاء عند الكثيب) _
الكثيب : الرمل المستطيل المحدودب _
(الأحمر) عن يمين الطريق بقوله : «اللهم ارحم موقفي، وزد في عملي، وسلم لي ديني، وتقبّل مناسكي» كما في الصحيح.
(وتأخير المغرب والعشاء إلى
المزدلفة ولو صار ربع الليل) بل ثلثه كما في الصحيح،
وفي المنتهى وعن التذكرة
: إنّ عليه إجماع
أهل العلم كافة. ولعلّ
الاقتصار على الربع كما هنا وفي الشرائع وعن الهداية و
المقنعة والمراسم والجمل والعقود والخلاف
نظراً إلى أخبار توقيت المغرب إليه، وحمل الثلث على أن يكون الفراغ من العشاء عنده.
وفي الموثق : «وإن مضى من الليل ما مضى»
ولعلّه بمعنى : وإن مضى منه ما مضى بشرط بقاء وقت
الأداء ، وقد يكون ممّا أشار إليه الشيخ فيما حكي عنه في الخلاف بقوله : وروى إلى نصف الليل.
ويقرب منه قول
ابن زهرة : لا يجوز أن يصلي العشاءين إلاّ في المشعر، إلاّ أن يخاف فوتهما بخروج وقت المضطر.
ويجوز تنزيل الموثق على الغالب من ذهاب ربع الليل أو ثلثه. وظاهر ابن زهرة وجوب التأخير، كما عن الشيخ والعماني
أيضاً، وهو ظاهر النهي في المعتبرين السابقين. وإنما حمله الأصحاب على الكراهة جمعاً بينهما وبين الصحيحين المتضمن أحدهما لنفي البأس أن يصلّي الرجل المغرب إذا أمسى بعرفة،
وثانيهما ما يقرب من الأول فعلاً.
وفي المختلف : الظاهر أن قصد الشيخ الكراهة دون
التحريم ، وكثيراً ما يطلق على المكروه أنه لا يجوز.
(والجمع بينهما) أي بين صلاتي المغرب والعشاء (بأذان واحد وإقامتين) بإجماعنا، كما هو ظاهر
التذكرة والخلاف،
وفي المنتهى وغيرها؛
للصحاح وغيرها.
(و) على هذا فيستحب (تأخير نوافل المغرب) عن وقتها (حتى يصلي العشاء) فيصليها قضاءً، فإنه مع تقديمها ينتفي الجمع المستحب؛ هذا مضافاً إلى بعض
المعتبرة : عن الركعات التي بعد المغرب ليلة المزدلفة، فقال : «صلّها بعد العشاء الآخرة أربع ركعات»
ونحوه آخر بمعناه.
رياض المسائل، ج۶، ص۳۵۹- ۳۶۱.