مندوبات الوقوف بعرفات
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
والمندوب : أن يضرب خباءه بنَمِرَة وأن يقف في
السفح مع ميسرة الجبل في السهل وأن يجمع رحله ويسدّ الخَلَل به وبنفسه و
الدعاء قائماً.
(والمندوب : أن يضرب خباءه بنَمِرَة) للصحيحين، فعلاً في أحدهما،
وأمراً في الآخر.
(وأن يقف في
السفح ) أي سفح الجبل، أي أسفله، كما عن الجوهري؛
للخبر؛
وفي الموثق : عن الوقوف بعرفات فوق الجبل أحبّ إليك أم على
الأرض ؟ فقال : «على الأرض».
(مع ميسرة الجبل) للصحيح.
والظاهر على ما ذكره جماعة
أن المراد ميسرة القادم إليه من مكة، وحكى بعضهم قولاً بميسرة المستقبل للقبلة، قال : ولا دليل عليه.
قال الشهيد : ويكفي في
القيام بوظيفة الميسرة لحظة ولو في مروره.
(في السهل) دون الحَزْن، قيل : لتيسر
الاجتماع والتضامّ المستحب كما يأتي، وغير السهل لا يتيسر فيه ذلك إلاّ بتكلّف.
(وأن يجمع رحله) ويضمّ أمتعته بعضها إلى بعض ليأمن عليها الذهاب ويتوجه بقلبه إلى الدعاء.
(ويسدّ الخَلَل) والفُرَج الكائنة على الأرض (به) أي برحله (وبنفسه) وأهله بأن لا يدع بينه وبين أصحابه فرجة؛ للصحيح
وغيره.
وأن يصرف زمان الوقوف كلّه في الذكر (والدعاء) كما يستفاد من الأخبار،
وعن الحلبي القول بوجوبه،
وهو نادر، وفي
المنتهى بعد الحكم بالاستحباب وعدم الوجوب : ولا نعلم في ذلك خلافاً.
وأن يكون حال الدعاء (قائماً) كما هنا وفي
الشرائع والقواعد وغيرها،
وعلّل تارة بأنه إلى الأدب أقرب،
وفيه نظر.
وأُخرى بأنه أفضل أفراد الكون الواجب؛ لكونه أشقّ، وأفضل الأعمال أحمزها.
وعن ظاهر التذكرة
الاتفاق على أن الوقوف راكباً أو قاعداً مكروهان، وأنه يستحب قائماً داعياً.
واستثنى جماعة ما لو نافى ذلك الخشوع، لشدة التعب ونحوه، فيستحب جالساً.
ولا بأس به.
(ويكره الوقوف في أعلى الجبل) لما مرّ، وقيل بالمنع،
وفيه نظر وإن كان أحوط، إلاّ لضرورة فلا كراهة ولا
تحريم إجماعاً، كما عن التذكرة؛
وللموثق : فإذا كان بالموقف وكثروا كيف يصنعون؟ قال : «يرتفعون الجبل».
(وقاعداً وراكباً) لما مضى.
رياض المسائل، ج۶، ص۳۴۵- ۳۴۷.