الآيات القرآنية
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
الآيات القرآنية مجموعة الكلمات والعبارات الشريفةأنزل الله على
النبي صلَي الله عليه وآله وسلَم لهداية الناس.
ويمكن تعريفها بأنّها مجموعة الكلمات والعبارات المقطّعة والمشخّصة أوائلها وأواخرها توقيفاً والتي تحمل رقماً خاصّاً في المصاحف الشريفة الموجودة الآن، وتشكّل بمجموعها السور القرآنية.وهذا المعنى قد ورد في لسان
الشارع كتاباً وسنّة؛ قال تعالى: «سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَ فَرَضْناها وَ أَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ»
، وأيضاً وردت أحاديث عديدة عن المعصومين عليهم السلام اطلقت فيها الآيات على هذا المعنى الخاص
.
وهو المتعارف عند المتشرّعة بمختلف طبقاتهم؛ والمتداول لدى علماء
القرآن والمفسّرين والفقهاء. وهو- كما ترى- معنى خاص يختلف عن المعنى اللغوي وإن كان يمكن أن يكون بينه وبين اللغوي شيء من المناسبة، كما تقدّمت
الإشارة إليه.
والآيات مختلفة من حيث الطول والقصر، فبعض الآيات قد يتكوّن من حرفين، نحو: «
حم»- بناءً على عدّها آية- وبعضها من كلمة واحدة، نحو: «
الرَّحْمنِ»، وبعضها من كلمتين، نحو: «اللَّهُ الصَّمَدُ».وقيل
: إنّ أقصر آية في القرآن «
وَالضُّحى» «و
وَالْفَجْرِ»، وهي خمسة أحرف تقديراً ولفظاً، وستّة رسماً، لا «مُدْهامَّتانِ»
؛ فإنّها تسعة أحرف لفظاً ورسماً وثمانية تقديراً، ولا «ثُمَّ نَظَرَ»
؛ لأنّهما كلمتان خمسة أحرف رسماً وكتابة وستّة أحرف تقديراً، خلافاً لبعضهم. وأطول كلمة فيه لفظاً وكتابة «فَأَسْقَيْناكُمُوهُ»
، فإنّها تتألف من أحد عشر حرفاً.وبعض الآيات قد يكون طويلًا كآية
الدَّين: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَ لْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَ لا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَ لْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَ لْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَ لا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَ امْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى وَ لا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَ لا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَ أَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَ أَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلَّا تَكْتُبُوها وَ أَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَ لا يُضَارَّ كاتِبٌ وَ لا شَهِيدٌ وَ إِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»
، وهي مائة وثمانية وعشرون كلمة، وخمسمائة وأربعون حرفاً
.
وقيل في هامش مصحف السيد محمّد هادي الخراساني(مخطوط) عند قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ...» : إنّ في كتاب اللَّه آيتين تحويان كلّ حروف المعجم، وهما قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَ طائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَ لِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ }
، وقوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ رِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً}
.والآيات القرآنية أيضاً تتفاوت من حيث موضوعاتها فبعضها نزل في بيان أمر عقائدي وآخر أخلاقي وثالث تشريعي وغير ذلك.
اختصّت بعض الآيات باسم معيّن كآية الكرسي{ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لا إِكْراهَ فِي
الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ.}و
آية النبأ و
آية السُّخْرة، وربّما يطلق على مجموع آيات اسم ما، ك
آيات السجدة و
آيات الأحكام، كما سيأتي.ومن الجدير بالذكر أنّه قد اختلف في المراد بآية السخرة:
۱- ففي
التهذيب أنّها في البقرة الآيات (۱۶۳- ۱۶۴):َ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ».
۲- وفيه أيضاً
: أنّها في
الأعراف:
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
.واختلف في آخرها أنّه قوله: «رَبُّ الْعالَمِينَ» أو أنّه قوله: «قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ». ولذا فهم يعبّرون عنها تارة بآية السُّخْرة
واخرى بآيات السُّخْرة
.
۳- وقال
المجلسي: «المراد بالآية الجنس، وسمّيت سخرة لدلالتها على تسخير اللَّه للأشياء وتذليله لها». ثمّ قال: و
المشهور أنّ المراد بآية السخرة آيتان في آخر حم السجدة قوله تعالى: { سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ }
.
۴- وقيل
: المراد بها الآية المتصلة بآخر آية السجدة في الم السجدة، وهي:«تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ»
.
۵-وربّما يظهر من بعض المحدّثين
أنّها قوله: {سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}
.إلّا أنّ القدماء بين مصرّح بغير ذلك- كما مرّ- وبين من جعلها في عرض آية السُّخرة.
.
توجد عدّة تقسيمات للآيات تذكر عادة في كتب علوم القرآن والتفاسير، نحو تقسيمها إلى
المكّية و
المدنية. وكذلك تقسيمها إلى
المحكم و
المتشابه .
وأمّا الأقسام التي يتعرّض لها الفقهاء فهي:
۱- آيات الأحكام، وسيأتي بيانها تحت عنوان ( آيات الأحكام ).
۲- آيات السجدة، وسيأتي بيانها تحت عنوان ( آيات السجدة).
اهتمّ المسلمون بالقرآن وعدّ حروفه وكلماته وآياته، فكانوا يضعون (خ) على رأس كلّ خمس آيات و(ع) على رأس كلّ عشر
، وقد رقّمت جميع الآيات في المصاحف الموجودة اليوم.واختلفت الاحصائيات في عدد الآيات ما بين ستّة آلاف ومائتين إلى ستّة آلاف وستّمائة وستّ وستّين آية. والاحصائية المطابقة مع الترقيم المتعارف في المصاحف المتداولة هي (۶۲۳۶)، وهذه الاحصائية رجّحها في
مجمع البيان واعتبرها أعلاها إسناداً؛ لأنّها مأخوذة عن أمير المؤمنين
عليّ بن أبي طالب عليه السلام
.
الموسوعة الفقهية، ج۲، ص۱۲-۱۶