إكرام الزوجة والأرحام
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
ورد في النصوص والفتاوى الحديث عن
إكرام الزوجة والأرحام ونوجز ذلك كالتالي:
يستحبّ إكرام الوالدين خصوصاً
الامّ ؛
لكونه مشمولًا لقوله تعالى: «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»،
فإنّ الإكرام من أفضل مظاهر
الإحسان .وللروايات:
منها: ما رواه منصور بن حازم، قال: قلت
لأبي عبد اللَّه عليه السلام: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: «الصلاة لوقتها، وبرّ الوالدين، والجهاد في سبيل اللَّه».
ومنها: رواية
يونس بن ظبيان عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «بينما
موسى عليه السلام يناجي ربّه إذ رأى رجلًا تحت ظلّ عرش اللَّه، فقال: يا ربّ، من هذا الذي قد أظلّه عرشك؟ قال: هذا كان بارّاً بوالديه ولم يمش بالنميمة».
ومنها: ما رواه حكم بن الحسين عن
علي بن الحسين عليهما السلام قال: «جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه، ما من عمل قبيح إلّاوقد عملته، فهل لي من توبة؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: فهل من والديك أحد حيّ؟ قال: أبي، قال: فاذهب فبرّه، قال: فلما ولّى، قال
رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: لو كانت امّه».
ومنها: ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «من سرّه أن يمدّ له في عمره ويبسط له في رزقه فليصل أبويه؛ فإنّ صلتهما من طاعة اللَّه».
ومنها: ما روي عن
الإمام الصادق عليه السلام : «ما يمنع أحدكم أن يبرّ والديه حيّين وميّتين؟ يصلّي عنهما، ويصوم عنهما، ويتصدّق عنهما، فيكون الذي صنع لهما، وله مثل ذلك، فيزيده اللَّه ببرّه خيراً كثيراً».
ومن إكرامهما صحبتهما ومعاشرتهما بالمعروف، قال تعالى: «وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً»،
واجتناب إيذائهما ولو يسيراً؛
لدلالة كلمة (افّ) الواردة في الآية الكريمة: «فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا»
على المبالغة في النهي عن إيذائهما بأبسط أنواع
الإيذاء .
ومن إكرام الوالدين أيضاً أن لا يقوم
الإنسان إلى خدمتهما عن كسل، وأن لا يرفع صوته عليهما، ولا ينظر شزراً
إليهما، ولا يريا منه مخالفة في ظاهر ولا باطن، وأن يترحّم عليهما، ويدعو لهما إذا ماتا، وأن يقوم بخدمة أودّائهما من بعدهما.
فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «إنّ من أبرّ البرّ أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه».
وفي خبر
أبي ولّاد الحنّاط ، قال: سألت أبا عبد اللَّه جعفر بن محمّد عليهما السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ: «وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»،
ما هذا
الإحسان ؟ فقال: «الإحسان أن تحسن صحبتهما، وأن لا تكلّفهما أن يسألاك شيئاً ممّا يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين، إن اللَّه عزّوجلّ يقول: «لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ»
»، ثمّ قال عليه السلام: ««إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍّ» إن أضجراك، «وَلَا تَنهَرْهُمَا» إن ضرباك، «وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيماً»،
والقول الكريم: أن تقول لهما: غفر اللَّه لكما، فذاك منك قول كريم، «وَاخْفِض لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ»،
وهو أن لا تملأ عينيك من النظر إليهما، وتنظر إليهما برحمة ورأفة، وأن لا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تتقدّم قدّامهما».
كما يستحبّ إكرام الوالدين كذلك يستحبّ للوالدين إكرام أولادهما، فقد روي أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أكرموا أولادكم، وأحسنوا آدابهم».
ومن إكرام
الأولاد حسن تسميتهم، وتعليمهم القرآن والكتابة والآداب،
والإعانة على برّههم،
وقد وردت في ذلك روايات: منها: ما روي عن
رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «رحم اللَّه من أعان ولده على برّه».
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: «من حقّ الولد على والده أن يحسن اسمه إذا ولد، وأن يعلّمه الكتابة إذا كبر، وأن يعفّ فرجه إذا أدرك».
ومنها: ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: «رحم اللَّه عبداً أعان ولده على برّه بالإحسان إليه، والتآلف له، وتعليمه وتأديبه».
جاء في بعض النصوص الحثّ على إكرام الزوجة وعدم أذيّتها وضربها، ففي قوله تعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ»،
دلالة على لزوم العشرة الحسنة التي تستدعي الإكرام
والاحترام .
وقد ورد في بعض الروايات الإشارة إلى هذا
الأمر ، ففي خبر أبي مريم عن
أبي جعفرٍ عليه السلام قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:أيضرب أحدكم المرأة ثمَّ يظلّ معانقها».
وورد عن
السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنَّما المرأة لعبة، مناتّخذها فلا يضيِّعها».
الموسوعة الفقهية، ج۱۶، ص۲۳۶-۲۳۹.