الإكرام
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
وهو بمعنى التعظيم والتنزيه.
مصدر أكرم بمعنى عظّم ونزّه، يقال: أكرم الرجل وكرّمه، إذا أعظمه ونزّهه.
ولا يخرج استعمال
الفقهاء عن المعنى اللغوي.
وهو التبجيل، وأعظم
الأمر وعظّمه، أي فخّمه.
وهو بمعنى التعظيم، يقال: وقّرت الرجل، إذا عظّمته. وفي التنزيل العزيز: «وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ»،
والوقار : السكينة والوداعة.
تعرّض
الفقهاء للأحكام المتعلّقة بالإكرام في مواضع مختلفة من الفقه، فكانت بعض أنواع الإكرام ممدوحة راجحة وبعضها مذمومة مرجوحة، ونشير إليها إجمالًا فيما يلي:
•
الإكرام الراجح ،حثّت
الشريعة على الإكرام في موارد عديدة، أهمّها إكرام
الإنسان وإكرام الحيوان والنبات و...
يصبح الإكرام مرجوحاً في بعض الموارد، وأهمّها ما يلي:
يحرم إكرام
الظالم وتعظيمه، كما صرّح به بعض الفقهاء؛
وذلك لقوله تعالى:«وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَاتُنصَرُونَ»،
ولما في حديث المناهي من قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«من مدح سلطاناً جائراً أو تخفّف أو تضعضع له طمعاً فيه، كان قرينه في النار».
فإنّه يدلّ على حرمة مدح السلطان الجائر، وحرمة تعظيمه طمعاً في ماله أو تحصيلًا لرضاه.
المعروف بين الفقهاء أنّه يكره أن يُزوَّج الفاسق،
بل في
المسالك : لا شبهة في كراهة تزويجه، حتى منع منه بعض العلماء.
وعلّله الفاضل الأصفهاني بأنّه لفسقه حريّ بالإعراض
والإهانة ، والتزويج إكرامٌ وموادّة، ولأنّه لا يؤمَن من
الإضرار بها وقهرها على الفسق، ولا أقلّ من ميلها إليه، أو سقوط محلّه من الحرمة عندها.
ولعلّه للملاك نفسه حكم بعض الفقهاء بكراهة إكرام المخالف إذا كان إكرامه لرحم أو صداقة ومحبّة؛
لما رواه
ابن فضال ، قال: سمعت
الإمام الرضا عليه السلام يقول:«من... أكرم لنا مخالفاً فليس منّا ولسنا منه»،
بناءً على حمل الرواية على الكراهة.
بل صرّح في كشف اللثام في مسألة تغسيل المخالف بما هو أبعد من الكراهة، حيث قال: «جسد المخالف كالجماد لا حرمة له عندنا، فإن غسّل كغسل الجمادات من غير
إرادة إكرام له لم يكن به بأس، وعسى يكون مكروهاً لتشبيهه بالمؤمن، وكذا إن اريد إكرامه لرحم أو صداقة ومحبّة. وإن اريد إكرامه لكونه أهلًا له صداقة لخصوص نحلته أو لأنّها لا يخرجها عن
الإسلام والناجين حقيقة، فهو حرام».
لا ينبغي إكرام صاحب الدنيا طمعاً في دنياه؛ وذلك لما روي عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «... من عظّم صاحب دنيا وأحبّه لطمع دنياه سخط اللَّه عليه، وكان في درجته مع قارون في التابوت الأسفل من النار...».
الموسوعة الفقهية، ج۱۶، ص۲۳۰-۲۴۶.