الإسراف في الطاعات
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
لتصفح عناوين مشابهة، انظر
الإسراف(توضيح) .
هو
التجاوز عن حد
الاعتدال في الطاعات والعبادات.
الاعتدال في كلّ شيء مطلوب حتى في
العبادات كالصلاة والصيام ، وقد عقد
الكليني قدس سره باباً في هذا المجال سمّاه بباب (الاقتصاد في العبادة) حيث أورد فيه بعض
الروايات الدالّة على
الرفق في العبادة وعدم التوغّل فيها لما في
الإكثار منها من الملل
وإنهاك البدن،
ومن هذا القبيل حديث
أبي الجارود عن
أبي جعفر عليه السلام قال: «قال
رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ هذا
الدين متين فأوغلوا (الإيغال: السير الشديد، يقال: أوغل القوم إذا أمعنوا في سيرهم.)
فيه برفق، ولا تكرهوا عبادة اللَّه إلى عباد اللَّه، فتكونوا كالراكب المنبتّ(المنبتّ: هو الذي أتعب دابته حتى عطب ظهرها أو الذي انقطع به الطريق.)
الذي لا سفراً قطع، ولا ظهراً أبقى».
ومنها: بعض الروايات الدالّة على عدم
استحسان قيام جميع الليالي وصيام جميع الأيّام، كرواية
سلام بن المستنير عنه عليه السلام أيضاً قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أما إنّي اصلّي وأنام وأصوم وأفطر وأضحك وأبكي، فمن رغب عن منهاجي وسنّتي فليس منّي...».
ومنها: روايات اخرى دالّة على أنّ العبادة القليلة المستمرّة خير من العبادة الكثيرة التي يملّها
الإنسان ويتركها، فقد ورد عن
أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «قليل تدوم عليه أرجى من كثير مملول منه».
وقال عليه السلام أيضاً: «إنّ للقلوب
إقبالًا وإدباراً ، فإذا أقبلت فاحملوها على
النوافل ، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على
الفرائض ».
ورد عن
ابن أبي يعفور عن
أبي عبد اللَّه عليه السلام أنّه قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:ما من نفقة أحبّ إلى اللَّه عزّوجلّ من نفقة قصد، ويبغض
الإسراف إلّافي
الحجّ والعمرة ...».
وقد يتصوّر البعض أنّ هذه الرواية تنفي حكم الإسراف عن نفقة الحجّ والعمرة، ولذلك عقد صاحب
الوسائل باباً تحت عنوان: «باب عدم تحريم الإسراف في
نفقة الحجّ والعمرة».
لكن الواقع أنّ المقصود من الإسراف الوارد فيها ليس معناه المعهود وهو تجاوز الحدّ الموجب
للإضرار أو مذمّة العقلاء، بل المراد هو
الترغيب في الإكثار من النفقة أيّام الحجّ والعمرة، وعدم التضييق على النفس في تلك الأيّام.
ومن الواضح أنّ هذا ليس من الإسراف،
وإطلاقه عليه ليس إلّا
مسامحة .
الموسوعة الفقهية، ج۱۲، ص۴۶۲-۴۶۴.