الاستعلاء
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
هو اظهار
العلو و
الارتفاع ويستعمل في علم قرائة
القرآن بمعنى رفع
اللسان في
الفم لأداء الحروف.
الارتفاع والعلوّ ،
واستعلى في
الأرض بمعنى تكبّر فيها.
والاستعلاء في
الحروف تفخيمها ورفع
اللسان في
الحنك لأدائها،
وهي عبارة عن: (خ، ص، ض، ط، ظ، غ، ق) المسمّاة بحروف الاستعلاء.
ويأتي في علم
الاصول بمعنى
إظهار العلوّ وادّعائه.
واستعمله
الفقهاء في نفس
المعنى اللغوي .
صرّح كثير من الفقهاء
باستحباب الاستعلاء،
بمعنى ارتفاع اللسان في
القراءة ،
باعتباره من المحسّنات
التي حثّ عليها
القرآن الكريم بقوله تعالى: «وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا»
حيث ورد عن
أمير المؤمنين عليه السلام في
تفسير الترتيل : أنّه «حفظ الوقوف وبيان الحروف»،
وفيها: «أداء» بدل «بيان». والمقصود من بيان الحروف
الإتيان بها على الصفات المعتبرة التي منها:الاستعلاء.
ولا مجال للقول بوجوبه رغم حكايته عن بعضهم؛
لعدم ما يدلّ عليه، ولأنّ الواجب مراعاة قواعد
اللغة واصولها، والاستعلاء ليس منها.
بل قد يستشكل في أصل الاستحباب فضلًا عن
الوجوب ؛ لأنّ الاستعلاء- كغيره من ضوابط الترتيل- حدث بعد زمان
الإمام علي عليه السلام، ولم يكن متداولًا عند نزول القرآن.
إلّاأنّ هذا يمكن
الجواب عنه
بما ورد عن
الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم
القائم ».
وأمّا الاستعلاء بالمعنى الاصولي- وهو ادّعاء العلوّ- فقد تعرّض له الاصوليون في بحث
الأوامر ، فذهب جماعة إلى عدم صدق الأمر على
الطلب ، إلّاإذا صدر على جهة الاستعلاء.بل نسب ذلك إلى
النحاة وعلماء
البيان أيضاً، فلا يكون الطلب أمراً إذا صدر بتذلّل
وخضوع .
وذهب بعض
المتأخّرين إلى توقّف الأمر على العلوّ لا الاستعلاء، كما ذهب بعض إلى اشتراط العلوّ بالإضافة إلى الاستعلاء، فلا يصدق الأمر على الطلب الصادر من المساوي والداني، ولا من الخاضع المتداني وإن كان عالياً. وذهب آخرون إلى توقّفه على أحدهما لا على التعيين.بينما رفض
الأشاعرة وبعض فقهائنا أن يكون للاستعلاء أو العلوّ أيّ دور في صدق الأمر.
الموسوعة الفقهية ج۱۲، ص۵۳-۵۴.