و الميل القسري هو الّذي تستند الحركة القسريّة إليه، كما في الحجر الصّاعد إذا رمي به. الميل ينقسم بانقسام الحركة. و لمّا انقسمت الحركة إلى طبيعيّة و إراديّة و قسريّة، انقسم عليها إلى الثّلاثة. فالميل الطّبيعى هو الّذي يستند الحركة الطّبيعيّة إليه، كالميل المقتضي للحركة الطّبيعيّة، كما في الحجر الهابط. و الميل القسري هو الّذي تستند الحركة القسريّة إليه، كما في الحجر الصّاعد إذا رمي به. و الميل الإرادي هو الّذي يجذبه النّفس، كما نعتمد الى غيرنا.
الحكيم يقسّم الميل إلى طبيعي و قسري و نفساني: لأنّ الميل إمّا أن يكون بسبب خارج عن المحلّ، أي بسبب ممتاز عن محلّ الميل في الوضع و الإشارة و هو الميل القسري، كميل الحجر المرمي إلى فوق، أو لا يكون بسبب خارج، فإمّا مقرون بالشّعور و صادرة عن الإرادة و هو الميل النّفساني، كميل الإنسان في حركته الإراديّة، أو لا و هو الميل الطّبيعي، كميل الحجر بطبعه إلى السّفل.