حق (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
حق: (نَزَّلَ عَلَیْکَ الْکِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً) أصل
(الحقّ) المطابقة و الموافقة، لذلك يقال لما يطابق الواقع «الحق». كما أنّ وصف
اللّه بالحقّ ناشئ من كون ذاته القدسية أعظم واقع غير قابل للإنكار. و بعبارة أخرى
«الحق» هو الموضوع الثابت المكين الذي لا باطل فيه. و الباء في
«الحق» في هذه
الآية للمصاحبة، أي يا أيّها
النبيّ لقد أنزل عليك اللّه
القرآن مصحوبا بدلائل الحقّ.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« حق» نذكر أهمها في ما يلي:
(نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَ أَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَ الإِنجِيلَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: فصح بذلك استعمال لفظ النزول في مورد استقرار الوحي في قلب
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) وقد ذكروا أن الحق هو الخبر من حيث إن بحذائه خارجاً ثابتاً كما ان الصدق هو الخبر من حيث إنه مطابق للخارج، وعلى هذا فإطلاق الحق على الأعيان الخارجية والامور الواقعية كما يطلق على الله سبحانه: أنه حق، وعلى الحقائق الخارجية أنها حقه إنما هو من جهة أن كلاً منها حق من جهة الخبر عنها، وكيف كان فالمراد بالحق في الآية : الأمر الثابت الذي لا يقبل البطلان.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان(:بِالْحَقِّ) فيه قولان أحدهما: بالصدق في اخباره والثاني: بالحق أي: بما توجبه الحكمة من الإرسال وهو حق من الوجهين.
(وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان:
(أَحَقٌّ هُوَ) بيان له، والضمير على ما يفيده السياق راجع إلى القضاء أو العذاب، والمآل واحد، وقد أمر سبحانه نبيه (صلىاللهعليهوآله) أن يؤكد القول في إثباته من جميع جهاته، وبعبارة أخرى أن يجيبهم بوجود المقتضي وعدم المانع.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(أَحَقٌّ هُوَ) أي: أحق ما جئت به من القرآن، والنبوة، والشريعة.
وقيل؟ أحق ما تعدنا من البعث، و
القيامة، والعذاب، عن
الجبائي.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: ثم الفعل
الحق ويقابله
الباطل هو الذي يكون لفاعله فيه غاية مطلوبة يسلك إليه بذاته فمن المشهود أن كل واحد من الأنواع من أول تكونه متوجه إلى غاية مؤجلة لا بغية له دون أن يصل إليها ثم البعض منها غاية للبعض ينتفع به في طريق كينونته ويصلح به في حدوثه وبقائه كالعناصر الأرضية التي ينتفع بها النبات، والنبات الذي ينتفع به الحيوان.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(بِالْحقِّ) أي: بقوله الحق. وقيل: أراد للحق أي للغرض الصحيح، والأمر الحق، وهو الدين والعبادة أي: فيستحقوا به
الثواب، عن
ابن عباس، والجبائي.
(وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: ضمير الفصل واللام في قوله :
(هُوَ الْحَقُ) للتأكيد لا للقصر أي هو حق لا يشوبه باطل.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(هُوَ الْحَقُّ) أي: الصحيح الذي لا يشوبه فساد، والصدق الذي لا يمازجه كذب، والعقل يدعو إلى الحق، ويصرف عن الباطل.
(ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان:
(ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُ) إشارة إلى يوم الفصل المذكور في السورة الموصوف بما مر من الأوصاف وهو في الحقيقة خاتمة الكلام المنعطفة إلى فاتحة السورة وما بعده أعني قوله:
(فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً) إلخ فضل تفريع على البيان السابق. والإشارة إليه بالإشارة البعيدة للدلالة على فخامة أمره والمراد بكونه حقا ثبوته حتما مقضيا لا يتخلف عن الوقوع.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ) الذي لا شك في كونه وحصوله، يعني القيامة.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.