خَرْص (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
خَرْص:
(هُمْ اِلَّا یَخْرُصُونَ)«
الخرص» هو كل قول أطلق عن ظن و تخمين، و أصله من تخمين كمية الثمر على
الأشجار عند استئجار
البستان، و أمثال ذلك، ثمّ أطلق على كل ظن و تخمين قد يطابق الواقع و قد لا يطابقه، و الكلمة تستعمل في
الكذب أيضا، و قد تكون في الآية بكلا المعنيين.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأیضاح معنی
«خَرْص» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ إِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ)قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: الخرص الكذب و
التخمين، و المعنى الثاني هو الأنسب بسياق الآية فإن الجملة أعني قوله:
(وَ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) و التي قبلها أعني قوله:
(إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ) واقعتان موقع التعليل لقوله:
(وَ إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ) إلخ، و اتباع الظن و القول بالخرص و التخمين سببان بالطبع للضلال في الأمور التي لا يسوغ الاعتماد فيها إلا على العلم و اليقين كالمعارف الراجعة إليه تعالى و
الشرائع المأخوذة من قبله. و سير
الإنسان و سلوكه الحيوي في
الدنيا و إن كان لا يتم دون الركون إلى
الظن و
الاستمداد من التخمين حتى أن الباحث عن علوم الإنسان الاعتبارية و العلل و الأسباب التي تدعوه إلى صوغه لها و تقليبها في قالب الاعتبار، و ارتباطها بشئونه الحيوية و أعماله و أحواله لا يكاد يجد مصداقا يركن الإنسان فيه إلى
العلم الخالص و
اليقين المحض اللهم إلا بعض الكليات النظرية التي ينتهي إليها مما يضطر إلى الإذعان بها و الاعتماد عليها.
قال
الطبرسي فی
تفسير مجمع البيان:
(وَ إِنْ هُمْ إِلاََّ يَخْرُصُونَ) أي ما هم إلا يكذبون و قيل معناه أنهم لا يقولون عن علم و لكن عن خرص و تخمين.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.