سورة الجمعه، هي السورة الثانية و الستون و هي مدنیة في الجزء الثامن والعشرين،من القرآن الكريم، و سميت في كتب التفسير و في المصاحف « سورة الجمعه» لوقوع هذا اللفظ في الآية التاسعة هذه السورة وقد عنيتها بتربية المسلمين وجمعهم على الحق والإيمان، ودعوتهم إلى المحافظة على صلاة الجمعة، والامتناع عن الانشغال بغيرها من اللهو أو البيع، وتحذر المؤمنين من الوقوع بالانحراف الذي وقع فيه اليهود، كما تتحدث عن التوحيد، وبعثة الرسول صلی الله عليه وآله وسلم، والمعاد. محتويات۲ - أسماء السورة ۳ - وجه التسمیة ۴ - عدد الآيات ۵ - عدد الکلمات ۶ - عدد الحروف ۷ - أغراض السورة ۸ - المحتوی و الموضوعات ۹ - الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة ۱۰ - محل النزول ۱۱ - زمان النزول ۱۲ - جوّ النزول ۱۳ - الترتيب في المصحف ۱۴ - الترتيب حسب النزول ۱۵ - العلاقة مع السورة السابقة ۱۶ - الخصوصية ۱۷ - المراجع ۱۸ - المصدر هو أحد أيام الأسبوع. و ضم الميم لغة الحجاز و فتحها لغة تميم و إسكانها لغة عقيل، سمي بذلك لاجتماع الناس فيه. سورة الجمعة. «سورة الجمعة»؛ قد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم، لقوله تعالى في الآية التاسعة منها:(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّه). هی إحدى عشر آية. هی مائة و ثمانون كلمة. (الجدير بالذکر أن الأقوال فی عدد الکلمات القرآنية مختلفة) هي سبعمائة و عشرون حرفا. (الجدير بالذکر أن الأقوال فی عدد الحروف القرآنية مختلفة) الغرض من هذه السورة الحثّ على العمل بالعلم، و توبيخ من لا يعمل بعلمه من المنافقين و اليهود. تدور هذه السورة حول محورين أساسيين: الأوّل: هو التوحيد و صفات اللّه و الهدف من بعثة الرّسول (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) و مسألة المعاد. و المحور الثّاني: هو الأثر التربوي لصلاة الجمعة و بعض الخصوصيات المتعلّقة بهذه العبادة العظيمة. و لكن يمكن أن نجمل الأبحاث التي وردت في هذه السورة المباركة بالنقاط التالية: ۱-تسبيح كافّة المخلوقات. ۲- الهدف التعليمي و التربوي من بعثة الرّسول (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم). ۳-تحذير المؤمنين و تنبيههم من مغبّة الوقوع في الانحراف الذي وقع فيه اليهود فابتعدوا عن جادّة الصواب و الحقّ. ۴- إشارة إلى قانون الموت العامّ و الشامل الذي يمثّل المعبر إلى عالم البقاء و الخلود. ۵- التأكيد على أداء فريضة صلاة الجمعة، و حثّ المؤمنين على تعطيل العمل و الكسب من أجل المشاركة فيها. «أبي بن كعب عن النبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) قال: و من قرأ سورة الجمعة أعطي عشر حسنات بعدد من أتى الجمعة و بعدد من لم يأتها في أمصار المسلمين.» «منصور بن حازم عن أبي عبد الله (علیهالسلام) قال: من الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة و سبح اسم ربك و في صلاة الظهر بالجمعة و المنافقين فإذا فعل فكأنما يعمل عمل رسول الله (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) و كان ثوابه و جزاؤه على الله الجنة.» سورة الجمعة مدينة. نزلت سورة الجمعة بعد سورة الصفّ، و نزلت سورة الصف فيما بين صلح الحديبية و غزوة تبوك، فيكون نزول سورة الجمعة في ذلك التاريخ أيضا. نزلت هذه السورة بعد سورة «الصف» السابقة. و هي تعالج الموضوع الذي عالجته سورة الصف و لكن من جانب آخر، و بأسلوب آخر و بمؤثرات جديدة. إنها تعالج أن تقر في أخلاد الجماعة المسلمة في المدينة أنها هي المختارة أخيرا لحمل أمانة العقيدة الإيمانية؛ و أن هذا فضل من اللّه عليها؛ و أن بعثة الرسول الأخير في الأميين- و هم العرب- منة كبرى تستحق الالتفات و الشكر و تقتضي كذلك تكاليف تنهض بها المجموعة التي استجابت للرسول و احتملت الأمانة؛ و أنها موصولة على الزمان غير مقطوعة و لا منبتة، فقد قدر اللّه أن تنمو هذه البذرة و تمتد. بعد ما نكل بنو إسرائيل عن حمل هذه الأمانة و انقطعت صلتهم بأمانة السماء؛ و أصبحوا يحملون التوراة كالحمار يحمل أسفارا، و لا وظيفة له في إدراكها، و لا مشاركة له في أمرها! تلك هي الحقيقة الرئيسية التي تعالج السورة إقرارها في قلوب المسلمين. من كان منهم في المدينة يومذاك على وجه الخصوص و هم الذين ناط اللّه بهم تحقيق المنهج الإسلامي في صورة واقعة. و من يأتي بعدهم ممن أشارت إليهم السورة، و ضمتهم إلى السلسلة الممتدة على الزمان. و في الوقت ذاته تعالج السورة بعض الحالات الواقعة في تلك الجماعة الأولى؛ في أثناء عملية البناء النفسي العسيرة المتطاولة الدقيقة. و تخلصها من الجواذب المعوّقة من الحرص و الرغبة العاجلة في الربح و موروثات البيئة و العرف. و بخاصة حب المال و أسبابه الملهية عن الأمانة الكبرى و الاستعداد النفسي لها. و تشير إلى حادث معين. حيث كان رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) يخطبهم في المسجد للجمعة حين حضرت قافلة من قوافلهم التجارية؛ فما إن أعلن نبأ قدومها حتى انفض المستمعون منصرفين إلى التجارة و اللهو الذي كانت القافلة تحاط به على عادة الجاهلية من ضرب بالدفوف و حداء و هيصة! و تركوا رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) قائما. فيما عدا اثني عشر من الراسخين فيهم أبو بكر و عمر بقوا يستمعون! كما تذكر الروايات، التي قد لا تكون دقيقة من حيث العدد، و لكنها ثابتة من حيث وقوع هذه الحركة من عدد من الحاضرين اقتضى التنبيه إليها في القرآن الكريم. و هي حادثة تكشف بذاتها عن مدى الجهد الذي بذل في تربية تلك الجماعة الأولى حتى انتهت إلى ما انتهت إليه؛ و حتى صارت ذلك النموذج الفريد في تاريخ الإسلام و في تاريخ البشرية جميعا. و تلهمنا الصبر على مشقة بناء النفوس في أي جيل من الأجيال، لتكوين الجماعة المسلمة التي تنهض بحمل أمانة هذه العقيدة، و تحاول تحقيقها في عالم الواقع كما حققتها الجماعة الأولى. و في السورة مباهلة مع اليهود، بدعوتهم إلى تمني الموت للمبطلين من الفريقين و ذلك ردا على دعواهم أنهم أولياء اللّه من دون الناس و أنهم شعب اللّه المختار و أن بعثة الرسول (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) في غيرهم لا تكون! كما كانوا يدعون! مع جزم القرآن بأنهم لن يقبلوا هذه المباهلة التي دعوا إليها فنكلوا عنها لشعورهم ببطلان دعواهم. و تعقب السورة على هذا بتقرير حقيقة الموت الذي يفرون منه و أنه ملاقيهم مهما فروا و أنهم مردودون إلى عالم الغيب و الشهادة فمنبئهم بما كانوا يعملون .. و هو تقرير لا يخص اليهود وحدهم إنما يلقيه القرآن و يدعه يفعل فعله في نفوس المؤمنين كذلك. فهذه الحقيقة لا بد أن تستقر في نفوس حملة أمانة اللّه في الأرض، لينهضوا بتكاليفها و هم يعرفون الطريق! هذا هو اتجاه السورة، و هو قريب من اتجاه سورة الصف قبلها مع تميز كل منهما بالجانب الذي تعالجه، و بالأسلوب الذي تأخذ القلوب به و الظلال التي تلقيها هذه و تلك في الاتجاه الواحد العام. هذه السورة هی السورة «الثانية و الستون» من القرآن بترتيب المصحف. هذه السورة هی السورة «التاسعة بعد المائة» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد التحريم. (الجدير بالذکر أن الأقوال فی ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة) لما ختم الله سبحانه سورة الصف بالترغيب في عبادته و الدعاء إليها و ذكر تأييد المؤمنين بالنصر و الظهور على الأعداء افتتح هذه السورة ببيان قدرته على ذلك و على جميع الأشياء. هذه السورة من المفصلات.قال ابن قتيبة: .. و أمّا المفصّل فهو ما يلي المثاني من قصار السّور، و إنما سمّيت مفصّلا لقصرها و كثرة الفصول فيها بسطر: (بسم الله الرّحمن الرّحيم).«قال رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصَّل .» و هي أیضاً من الممتحنات. و من المسبحات. و ذکر فیها صلاة الجمعة و بعض أحکامها. و قد ورد في الروايات التأكيد الكثير على قراءة سورة الجمعة و المنافقون في صلاة الجمعة، و قد ورد في بعض الروايات أن لا تترك قراءتها ما أمكن ، و مع أنّ العدول في القراءة عن سورة «التوحيد» و («قل يا أيّها الكافرون») إلى سور اخرى غير جائز، إلّا أنّ هذه المسألة مستثناة في صلاة الجمعة، فيجوز العدول عنهما إلى سورة «الجمعة» و «المنافقون » بل عدّ ذلك مستحبّا. مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية الفئات في هذه الصفحة : سور الجزء الثامن والعشرين | سور القرآن الكريم | سور المفصل | سور ذات آيات مشهورة | سور ذات قصص تاريخية | سور مدنیة | سور مسبحات | سور ممتحنات
|