• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

الإلحاد

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



وهو الإنحراف أو الميل والعدول عن الاستقامة.





۱.۱ - في اللغة


الإلحاد: الميل عن الاستقامة، يقال:ألحد في دين اللَّه، أي حاد عنه وعدل إلى غيره، ومنه: قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَايَخْفَوْنَ عَلَيْنَا».
وألحد فلان: إذا ترك القصد ومال إلى الظلم.
[۳] معجم مقاييس اللغة، ج۵، ص۲۳۶.

ويقال: لحد القبر وإلحاده، أي جعل الشقّ في جانبه لا في وسطه، وألحدت الميّت ولحدته: جعلته في اللحد، أو عملت له لحداً.
[۴] المصباح المنير، ج۱، ص۵۵۰.

والملتحد: الملجأ؛ سمّي بذلك لأنّ اللاجئ يميل إليه،
[۶] معجم مقاييس اللغة، ج۵، ص۲۳۶.
ومنه: قوله تعالى: «وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً».

۱.۲ - في الإصطلاح


ويستعمل الفقهاء الإلحاد في عدّة موارد ترجع جميعها إلى المعنى اللغوي، وهي:

۱.۲.۱ - الإلحاد في الدين


بمعنى العدول عن الدين الحقّ إلى غيره.

۱.۲.۲ - الإلحاد في مكّة


وقد ذكروا له تفسيرات عدّة.

۱.۲.۳ - إلحاد الميّت






۲.۱ - الرِدّة



۲.۱.۱ - تعريفها في اللغة


الرجوع عن الشي‏ء، ومنه الردّة عن الإسلام .
[۸] جمهرة اللغة، ج۱، ص۱۱۰.


۲.۱.۲ - في الإصطلاح


هي الكفر بعد الإسلام.
[۹] اللمعة، ج۱، ص۲۶۴.
[۱۰] كشف الغطاء، ج۴، ص۴۱۸.

والنسبة بينها وبين الإلحاد بمعناه العام هي العموم والخصوص المطلق ؛ لاختصاصها بالإلحاد المتعقّب للإسلام.

۲.۲ - الزندقة


ذكرت للزنديق معانٍ متعددة، منها: الدهري ، ومنها: الثنوي، ومنها: المنافق.
قال الطريحي : «المشهور عند الناس أنّ الزنديق هو الذي لا يتمسّك بشريعة، ويقول بدوام الدهر، والعرب تعبّر عنه بقولهم: ملحد، والجمع زنادقة.
وفي الحديث: الزنادقة هم الدهرية الذين يقولون: لا ربّ (لنا)، ولا جنّة ولا نار، وما يهلكنا إلّاالدهر».
[۱۲] مجمع البحرين، ج۲، ص۷۸۳.

ولعلّ أظهر معانيه: أنّه من يدّعي الإسلام ويظهر الشهادتين إلّاأنّه يظهر منه ما يخالف الإسلام، كالاستهانة بكتاب اللَّه تعالى وسنّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وبفرائض الإسلام.
وعليه فإذا قصد من الإلحاد مطلق الظلم أو الميل عن الحقّ كانت النسبة بينه وبين الزندقة هي العموم والخصوص المطلق؛ لأنّها نوعٌ من هذا الإلحاد، أمّا إذا قصد الإلحاد بمعنى لحد الميّت كانت النسبة هي التباين.

۲.۳ - النفاق


وأصله في اللغة: النفوذ الخفي، وفي الاصطلاح: إظهار الإسلام وإبطان الكفر.
وهو من أشكال الإلحاد بمعناه العام.

۲.۴ - الدهرية


الدهري هو الملحد الذي يقول بقدم الدهر، ولا يؤمن بالبعث ، وينكر حشر الأجساد، كما ورد في قوله تعالى: «وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إلَّاالدَّهْرُ»، مع إنكاره إسناد الحوادث إلى اللَّه سبحانه وتعالى.
[۱۹] لسان العرب، ج۴، ص۴۲۴.

وبهذا يتبيّن أنّ الإلحاد أعم إجمالًا من الجميع؛ لعدم أخذ قيد فيه إلّاالميل والخروج عن الدين.
كما يتّضح من خلال ما تقدّم أنّ الفرق بين الزنديق والمنافق والدّهري والملحد- مع الاشتراك في إبطانهم للكفر- أنّ‏ المنافق يظهر الإيمان وهو لا يؤمن به واقعاً، والدهري من ينكر إسناد الحوادث إلى اللَّه سبحانه وتعالى بل إلى الدهر.
والملحد بأحد معانيه هو الكافر باللَّه، ولا يعتبر في الملحد سبق الإسلام وبه فارق المرتدّ، ولا إظهار ما لا يؤمن به في قلبه كالمنافق.
بالإضافة إلى أنّ الإلحاد يستعمل في الكفر وغيره، والردّة لا تستعمل إلّافي الكفر، فتبيّن أنّ الملحد أعم إجمالًا من الكلّ.
[۲۰] معجم الفروق اللغوية ۴۵۴.




ورد الحديث عن الإلحاد عند الفقهاء في مواضع متعدّدة وبمعاني مختلفة بعض الشي‏ء، وأهمّها ما يلي:

۳.۱ - الإلحاد في الدين


وقد فسّره الشيخ الطوسي بالعدول عن الحقّ فيه.
وهو صادق على مَن يخرج من الدّين الحقّ إلى غيره من الديانات الاخرى، وعلى مَن يطعن فيه ولا يستجيب لأوامره ونواهيه.
وعليه، فالملحد إمّا أن يكون من الأصل على الشرك أو الكفر، فتلحقه جميع أحكام الكافر أو المشرك الواردة في الفقه، والتي تراجع في مصطلحاتها المتفرّقة، ومنها: (إشراك، كفر).
أو يكون مسلماً من أوّل الأمر فيلحد، وهذا ما يسمّى بالمرتدّ، وتترتّب عليه أحكام الردّة من العقوبات وما شابه ذلك، وتراجع في مصطلح (ارتداد، ردّة، زندقة ).
أو يكون ذمّياً فيلحد، أي يطعن في الدّين جهاراً، فينتقض بذلك عهده، فينظر حكمه في مصطلح (ذمّي).

۳.۲ - الإلحاد في مكّة


ويقصد به الميل بظلم فيها، قال تعالى: «وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ».
واختلف في المراد منه على أقوال، منها:
أ- إنّه الشرك وعبادة غير اللَّه سبحانه وتعالى فيها، بأن يعبد غيره ظلماً وعدواناً.
ب- إنّه استحلال الحرم وركوب الآثام فيه، والمراد باستحلال الحرم اعتقاد جواز تخريبه، وعدم كونه حرماً ذا حرمةٍ يجب تعظيمه وترتيب أحكامه عليه من تحريم الصيد وغيره.
ج- إنّه دخول مكّة بغير إحرام.
د- إنّه ارتكاب كلّ شي‏ء نُهي عنه حتى شتم الخادم فيه؛ لأنّ ارتكاب الذنوب هناك أعظم. وقيل غير ذلك.
[۲۵] المسالك (الفاضل الجواد)، ج۲، ص۲۹۲.

وظاهر بعض الروايات هو المعنى الرابع: منها: رواية الحلبي ، قال: سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ: «وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ»، فقال: «كلّ الظلم فيه إلحاد حتى لو ضربت خادمك ظلماً خشيت أن يكون إلحاداً».
ومنها: ما رواه أبو الصباح الكناني ، قال: سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام عن قوله عزّوجلّ: «وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ»، فقال: «كلّ ظلم يظلمه الرجل نفسه بمكّة من سرقة أو ظلم أحدٍ أو شي‏ء من الظلم فإنّي أراه إلحاداً؛ ولذلك كان يتّقى أن يسكن الحرم».
ومنها: رواية معاوية بن عمّار، قال: سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ: «وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ»، قال: «كلّ ظلم إلحاد، وضرب الخادم في غير ذنب من ذلك الإلحاد».
ولم يتعرّض أكثر الفقهاء لاختصاص هذا الحكم بمكّة أو شموله للحرم كلّه.
نعم، استظهر بعض من الروايات اختصاصه بمكّة.
[۳۰] المسالك (الفاضل الجواد)، ج۲، ص۲۹۳.

ولا إشكال في حرمته، بل عدّه بعض من الكبائر؛ لأنّ اللَّه سبحانه توعّد من يرتكبه بالعذاب الأليم.
قال تعالى: «وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ».
وربما لذلك رجّح بعض الفقهاء عدم مجاورة مكّة المكرمة، خوفاً من الإلحاد فيها بالمعنى الرابع المتقدّم.
قال السيّد العاملي : «المعروف من مذهب الأصحاب كراهة المجاورة بمكّة؛ وعلّل بخوف الملالة وقلّة الاحترام، أو بالخوف من ملابسة الذنب، فإنّ الذنب فيها أعظم...».

۳.۳ - إلحاد الميّت


ذكر بعض الفقهاء أنّ هناك كيفيتين في حفر القبر، هما: الإلحاد والشقّ.
[۳۶] المنتهى، ج۷، ص۳۸۷.
[۳۸] تحرير الوسيلة، ج۱، ص۸۰.

ومعنى اللحد: أنّه إذا بلغ أرض القبر حفر في جانبيه ممّا يلي القبلة مكاناً يوضع الميت فيه.
ومعنى الشقّ: أن يحفر في أرض القبر شقاً يوضع الميّت فيه ويسقف عليه.
[۳۹] المنتهى، ج۷، ص۳۸۸.

قال المحقّق النجفي : «والمراد باللحد أنّه إذا انتهى إلى أرض القبر حفر في جانبه مكاناً يوضع فيه الميّت، والشقّ أن يحفر في قعره شبه النهر يوضع فيه الميّت ثمّ يسقف عليه».
وذكر بعض الفقهاء أنّ اللحد أفضل من الشقّ في غير الأرض الرخوة.
[۴۳] تحرير الوسيلة، ج۱، ص۸۰.

قال الشهيد الأوّل : «اللحد أفضل من الشقّ عندنا في غير الأرض الرخوة؛ لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ا للحد لنا والشقّ لغيرنا»،
[۴۴] سنن أبي داود، ج۳، ص۲۱۳، ح ۳۲۰۸.
ولرواية الحلبي عن الإمام الصادق عليه السلام: «أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لحّد له أبو طلحة الأنصاري » ».


 
۱. الصحاح، ج۲، ص۵۳۴.    
۲. فصّلت/سورة ۴۱، الآية ۴۰.    
۳. معجم مقاييس اللغة، ج۵، ص۲۳۶.
۴. المصباح المنير، ج۱، ص۵۵۰.
۵. الصحاح، ج۲، ص۵۳۵.    
۶. معجم مقاييس اللغة، ج۵، ص۲۳۶.
۷. الكهف/سورة ۱۸، الآية ۲۷.    
۸. جمهرة اللغة، ج۱، ص۱۱۰.
۹. اللمعة، ج۱، ص۲۶۴.
۱۰. كشف الغطاء، ج۴، ص۴۱۸.
۱۱. الدرّ المنضود، ج۳، ص۳۲۶.    
۱۲. مجمع البحرين، ج۲، ص۷۸۳.
۱۳. رسائل الشريف المرتضى، ج۲، ص۲۸۸.    
۱۴. جامع المقاصد، ج۱، ص۴۲۴- ۴۲۵.    
۱۵. الجاثية/سورة ۴۵، الآية ۲۴.    
۱۶. الميزان، ج۱۸، ص۱۷۴.    
۱۷. العين، ج۴، ص۲۳.    
۱۸. العين، ج۴، ص۲۴.    
۱۹. لسان العرب، ج۴، ص۴۲۴.
۲۰. معجم الفروق اللغوية ۴۵۴.
۲۱. التبيان، ج۷، ص۳۳.    
۲۲. الحج/سورة ۲۲، الآية ۲۵.    
۲۳. زبدة البيان، ج۱، ص۲۹۵.    
۲۴. مجمع البيان، ج۴، ص۸۰.    
۲۵. المسالك (الفاضل الجواد)، ج۲، ص۲۹۲.
۲۶. الحجّ/سورة ۲۲، الآية ۲۵.    
۲۷. الوسائل، ج۱۳، ص۲۳۱، ب ۱۶، من مقدّمات الطواف، ح ۱.    
۲۸. الوسائل، ج۱۳، ص۲۳۲، ب ۱۶ من مقدمات الطواف، ح ۳.    
۲۹. الوسائل، ج۱۳، ص۲۳۳، ب ۱۶ من مقدمات الطواف، ح ۴.    
۳۰. المسالك (الفاضل الجواد)، ج۲، ص۲۹۳.
۳۱. جواهر الكلام، ج۱۳، ص۳۱۰.    
۳۲. جواهر الكلام، ج۱۳، ص۳۱۳.    
۳۳. الحج/سورة ۲۲، الآية ۲۵.    
۳۴. جواهر الكلام، ج۲۰، ص۷۰.    
۳۵. المدارك، ج۸، ص۲۷۱- ۲۷۲.    
۳۶. المنتهى، ج۷، ص۳۸۷.
۳۷. الحدائق، ج۴، ص۹۹- ۱۰۰.    
۳۸. تحرير الوسيلة، ج۱، ص۸۰.
۳۹. المنتهى، ج۷، ص۳۸۸.
۴۰. جواهر الكلام، ج۴، ص۳۰۳.    
۴۱. مستند الشيعة، ج۳، ص۲۷۱.    
۴۲. جواهر الكلام، ج۴، ص۳۰۱.    
۴۳. تحرير الوسيلة، ج۱، ص۸۰.
۴۴. سنن أبي داود، ج۳، ص۲۱۳، ح ۳۲۰۸.
۴۵. الوسائل، ج۳، ص۱۶۶، ب ۱۵ من الدفن، ح ۱.    
۴۶. الذكرى، ج۱، ص۶۵.    

الموسوعة الفقهية، ج۱۶، ص۳۴۵-۳۴۹.    



جعبه ابزار