إنّه إذا كان المعنى في المعلول و العلّة متساويا في الشّدّة و الضّعف فإنّه يكون للعلّة بما هي علّة، التّقدّم الذّاتي لا محالة في ذلك المعنى، و التّقدّم الذّاتي الّذي له في ذلك المعنى معنى من حال ذلك المعنى، غير موجود للثّاني، فيكون ذلك المعنى مساويا للأوّل إذا أخذ بحسب وجوده وأحواله الّتي له من جهة وجوده، أقدم منه للآخر.
إنّ التّقدّم الذّاتي ينقسم إلى التّقدّم بالطّبع، كتقدّم الواحد على الاثنين، وإلى التّقدّم بالعلّيّة كتقدّم حركة اليد على حركة المفتاح، هو التّقدّم بالعلّيّة.