الطهارة حال الرمي
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
يستحب الطهارة من الحدث حال الرمي، والدعاء ولا تباعد بما يزيد عن خمسة عشر ذراعاً.
(ويستحب
الطهارة ) من الحدث حال الرمي؛ للصحيح
وغيره
: «لا ترم الجمار إلاّ وأنت على طهر». وظاهرهما الوجوب، كما عن ظاهر المفيد والمرتضى و
الإسكافي .
ولكن الأظهر الأشهر الاستحباب حتى أن في ظاهر الغنية
الإجماع ،
وفي المنتهى : لا نعلم فيه خلافاً،
جمعاً بين ما مرّ وبين الصحاح وغيره، ففي الصحيح «ويستحب أن ترمي الجمار على طهر».
وفيه «لا بأس أن تقضي المناسك كلّها على غير وضوء، إلاّ
الطواف فإنّ فيه صلاة، و
الوضوء أفضل».
وفي الخبر : عن رمي الجمار على غير طهور، قال : «الجمار عندنا مثل
الصفا والمروة حيطان، إن طفت بينهما على غير طهور أجزأك، والطهر أحبّ إليّ، فلا تدعه وأنت قادر عليه».
ويمكن المناقشة في هذا الجمع؛ إذا الرواية الأخيرة الصريحة ضعيفة السند بالجهالة وما قبلها من الأخبار الصحيحة غير صريحة، لعدم وضوح «يستحب» فيما يجوز تركه، كما هو المصطلح عليه الآن، فلعلّ المراد به المعنى الأعم المجامع للوجوب؛ والصحيحة الثانية دلالتها في المسائل إنما هي بالعموم فتقبل التخصيص برواية الوجوب، فإنها نصّ فيها.
ولعلّه إلى هذا نظر شيخنا في الروضة، حيث إنه بعد أن نقل
الاستدلال من الشهيد على الاستحباب بالجمع بين صحيحة الوجوب والرواية الأخيرة قال : وفيه نظر، لأن المجوّزة مجهولة الراوي فكيف يؤوّل الصحيح لأجلها.
وعليه فيضّعف ما يورد عليه من أن دليل
الاستحباب غير منحصر في الرواية الأخيرة؛
وذلك لوضوح
الانحصار بعد ما عرفت من ضعف الدلالة فيما عداها من الأخبار الصحيحة، ولعلّه لهذا لم يستدل بها الشهيدان مع الصحة.
والأقرب في الجواب عما في الروضة بانجبار الرواية بالشهرة وما عرفت من الإجماعات المنقولة. مضافاً إلى أن الصحيحة الثانية النافية للوجوب في المسألة وإن كانت عامة لكن ما فيها من التعليل يجعلها في قوة الرواية الخاصة. هذا مع أن العام المعتضد بالشهرة أقوى من الرواية الخاصة التي ليست معتضدة بالشهرة. هذا مع أن في
المختلف وغيره
بعد نقل القول بالوجوب عن هؤلاء الجماعة : وكان قصدهم تأكد الاستحباب فلا خلاف.
(والدعاء) بما في الصحيح قال : «تقول والحصى في يدك : اللهم هؤلاء حصياتي فأحصهنّ لي وارفعهنّ في عملي، ثم ترمي وتقول مع كل حصاة : أ. أكبر، اللهم ادحر_أي أبعده عنّي_
عنّي الشيطان، اللهم تصديقاً بكتابك وعلى سنّة نبيّك صلي الله عليه و آله وسلم، اللهم اجعله حجاً مبروراً وعملاً مقبولاً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً». (و) أن (لا تباعد بما يزيد عن خمسة عشر ذراعاً) كما في الصحيح : «وليكن فيما بينك وبين
الجمرة قدر عشرة أذرع، أو قدر خمسة عشر ذراعاً».
رياض المسائل، ج۶، ص۳۹۰- ۳۹۲.