إنّ التّقدّم إمّا أن يكون بحيث يقتضي عدم الاجتماع بين المتقدّم و المتأخّر في الوجود أم لا، و الأوّل هو المتقدّم بالزّمان، و الثّاني إمّا أن يكون محتاجا إليه المتأخّر أو لا، و الأوّل إمّا أن يكون المتقدّم فاعلا و هو العلّي أو لا و هو الطّبيعي، و الثّاني إمّا أن يعتبر فيه مبدأ يكون القرب منه تقدّما و هو الرّتبي. هو ما كان أقرب من مبدأ محدود، أو كان نفس المبدأ المحدود، سواء كان بحسب الحسّ وضعا إن كانت التّرتّب بحسبه، كترتّب الصّفوف في المسجد منسوبة إلى المحراب، أو كان بحسب العقل طبعا إن لم يكن التّرتّب بحسب الوضع، كترتّب الأجناس و الأنواع، سواء أخذ من الجنس العالي فيكون كلّ ما هو أعلى، أقدم، أو أخذ من الشّخص فيكون الأمر بالعكس.