ولذا كانت أضلاع الرجل أقلّ من أضلاع المرأة، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّ الرجل مخلوقبالأصالة والمرأة مخلوقة بالتبع، فهي فرع و طفيلي ، وهذا توهين للمرأة ونقص لها.
وقد اجيب عن هذه الشبهة :
فإنّ المراد بالنفس في هذه الآيات هو جوهر الشيء و أصله و ذاته و حقيقته العينيّة، وليس المراد منها الروح و النفس وأمثالها، وعليه فالآيات تبيّن أنّ جميع الناس - رجالًا ونساءً- مخلوقون من ذات واحدة وجوهر واحد، كما تبيّن أنّ أوّل امرأة هي أيضاً قد خلقت من نفس تلك الذات والجوهر العيني، وليس من جوهر آخر، ولا هي فرع للرجل ولا متطفّلة عليه.
وأمّا الروايات فبعضها صريح في ردّ ذلك، كرواية زرارة أنّه قال: سئل أبو عبد اللَّه عليه السلام عن خلق حوّاء وقيل له: إنّ عندنا اناساً يقولون: إنّ اللَّه -عزّوجلّ-خلق حوّاء من ضلع آدم الأيسر الأقصى، فقال:«سبحان اللَّه وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً...».