تسبيح (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تسبیح: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ) «التسبيح» عبارة عن نفي كلّ عيب و نقص عن الذات الإلهيّة، و شهادة جميع
الكائنات في هذا العالم بطهارة ذاته من كلّ عيب، حيث أنّ النظم و الحساب و
الحكمة و العجائب في نظام الكائنات .. هذه جميعها تذكر
اللّه بلسان حالها و تسبّحه و تحمده و تنزّهه و تؤكّد أنّ لخالقها قدرة لا متناهية، و حكمة لا محدودة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تسبيح» نذكر أهمها في ما يلي:
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: لما كان هذا النصر و الفتح إذلالا منه تعالى
الشرك و إعزازا
التوحيد و بعبارة أخرى إبطالا للباطل و إحقاقا للحق ناسب من الجهة الأولى تنزيهه تعالى و تسبيحه، و ناسب من الجهة الثانية ـ التي هي نعمة ـ الثناء عليه تعالى و حمده فلذلك أمره (صلىاللهعليهوآله) بقوله:
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) .و هاهنا وجه آخر يوجه به الأمر بالتسبيح و
التحميد و
الاستغفار جميعا و هو أن
رب تعالى على عبده أن يذكره بصفات كماله و يذكر نفسه بما له من النقص و الحاجة و لما كان في هذا الفتح فراغه (صلىاللهعليهوآله) من جل ما كان عليه من السعي في إماطة الباطل و قطع دابر الفساد أمر أن يذكره عند ذلك بجلاله و هو التسبيح و جماله و هو التحميد و أن يذكره بنقص نفسه و حاجته إلى ربه و هو طلب
المغفرة و معناه فيه (صلىاللهعليهوآله) ـ و هو مغفور ـ سؤال إدامة المغفرة فإن الحاجة إلى المغفرة بقاء كالحاجة إليها حدوثا فافهم ذلك، و بذلك يتم شكره لربه تعالى و قد تقدم.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(فسبح بحمد ربك واستغفره) هذا أمر من الله سبحانه بأن ينزهه عما لا يليق به من صفات النقص، و أن يستغفره. و وجه وجوب ذلك بالنصر و الفتح أن النعمة تقتضي القيام بحقها، و هو
شكر المنعم، و تعظيمه، و الائتمار بأوامره، و الانتهاء عن معاصيه. فكأنه قال: قد حدث أمر يقتضي الشكر و الاستغفار، و إن لم يكن ثم ذنب، فإن الاستغفار قد يكون عند ذكر
المعصية بما ينافي الإصرار. و قد يكون على وجه التسبيح، و الانقطاع إلى الله، عز وجل.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.