تَلْقَفُ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تَلْقَفُ (فَاِذا هِیَ تَلْقَفُ ) «تَلْقَفُ» مشتق من
(اللقف) على زنه (السقف) و معناه إمساك الشيء بسرعة، سواء كان ذلك باليد أم الفم، و معلوم أن المراد هنا الإمساك بالفم و الابتلاع.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تَلْقَفُ» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان:
(وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ)» إلى آخر الآيتين، أن تفسيرية و اللقف و اللقفان تناول الشيء بسرعة. و الإفك هو صرف الشيء عن وجهه و لذا يطلق على
الكذب، و في الآية وجوه من الإيجاز ظاهرة، و التقدير: و أوحينا إلى
موسى بعد ما ألقوا أن ألق عصاك فألقاها فإذا هي حية و إذا هي تلقف ما يأفكون.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(فَإِذََا هِيَ تَلْقَفُ مََا يَأْفِكُونَ) معناه فألقاها فصارت ثعبانا فإذا هي تبتلع ما يكذبون فيه أنها حيات عن مجاهد.
(وَ أَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَ لَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَی) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و قوله:
(وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا) إلخ أمر بإلقاء العصا أمر بإلقاء العصا لتكون حية و تلقف ما صنعوا بالسحر و التعبير عن العصا بما في يمينك من ألطف التعبير و أعمقه فإن فيه إشارة إلى أن ليس للشيء من الحقيقة إلا ما أراد
الله فإن أراد لما في اليمين أن يكون عصا كان عصا و إن أراد أن يكون حية كان حية فما له من نفسه شيء ثم التعبير عن حياتهم و ثعابينهم بقوله:
(ما صَنَعُوا) يشير إلى أن المغالبة واقعة بين تلك القدرة المطلقة التي تتبعها الأشياء في أساميها و حقائقها و بين هذا الصنع البشري الذي لا يعدو أن يكون كيدا باطلا و كلمة الله هي العليا و الله غالب على أمره فلا ينبغي له أن يخاف. و في هذه الجملة أعني قوله:
(وَ أَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا ) بيان لكونه (عليهالسلام) أعلى بحسب ظاهر الحس كما أن في ذيله بيانا لكونه أعلى بحسب الحقيقة إذ لا حقيقة للباطل فمن كان على
الحق فلا ينبغي له أن يخاف
الباطل على حقه.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(تَلْقَفْ مََا صَنَعُوا) أي تبتلع ما صنعوا فيه من الحبال و العصي لأن الحبال و العصي أجسام ليست من صنعهم قالوا و لما ألقى عصاه صارت حية و طافت حول الصفوف حتى رآها
إنسان كلهم ثم قصدت الحبال و العصي فابتلعتها كلها على كثرتها ثم أخذها
موسى فعادت عصا كما كانت.
(فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: قوله تعالى:
(قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ـ إلى قوله ـ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) الحبال جمع حبل، و العصي جمع عصا، و اللقف الابتلاع بسرعة، و ما يأفكون من الإفك بمعنى صرف الشيء عن وجهه سمي
السحر إفكا لأن فيه صرف الشيء عن صورته الواقعية إلى صورة خيالية، و معنى الآيات ظاهر.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(مُوسىََ عَصََاهُ فَإِذََا هِيَ تَلْقَفُ مََا يَأْفِكُونَ) أي أن العصا تتناول جميع ما موهوا به في أوجز مدة من الزمان.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.