تَواصَوا (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تَواصَوا (وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) «تواصوا» كما يقول
الراغب تعني أن
يوصي بعضهم إلى بعض.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تَواصَوا» نذكر أهمها في ما يلي:
(ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: المرحمة مصدر ميمي من الرحمة، و التواصي بالصبر وصية بعضهم بعضا بالصبر على طاعة
الله و التواصي بالمرحمة وصية بعضهم بعضا بالرحمة على ذوي الفقر و الفاقة والمسكنة.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(وَ تَوََاصَوْا بِالصَّبْرِ) على فرائض الله و الصبر عن معصية الله أي وصى بعضهم بعضا بذلك
(وَ تَوََاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) أي و أوصى بعضهم بعضا بالمرحمة على أهل الفقر و ذوي المسكنة و الفاقة و قيل تواصوا بالمرحمة فيما بينهم فرحموا
الناس كلهم.
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: التواصي بالحق هو أن يوصي بعضهم بعضا بالحق أي باتباعه والدوام عليه فليس دين الحق إلا اتباع الحق اعتقادا وعملا و التواصي بالحق أوسع من
الأمر بالمعروف و
النهي عن المنكر لشموله الاعتقاديات و مطلق الترغيب والحث على العمل الصالح. ثم التواصي بالحق من العمل الصالح فذكره بعد العمل الصالح من قبيل ذكر الخاص بعد العام اهتماما بأمره كما أن التواصي بالصبر من التواصي بالحق و ذكره بعده من ذكر الخاص بعد العام اهتماما بأمره، ويؤكد تكرار ذكر التواصي حيث قال
(وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ)و لم يقل : وتواصوا بالحق والصبر. و على الجملة ذكر تواصيهم بالحق و بالصبر بعد ذكر تلبسهم بالإيمان و العمل الصالح للإشارة إلى حياة قلوبهم و انشراح صدورهم للإسلام لله فلهم اهتمام خاص و اعتناء تام بظهور سلطان الحق و انبساطه على الناس حتى يتبع و يدوم اتباعه قال تعالى:
(أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(وَ تَوََاصَوْا بِالْحَقِّ) أي وصى بعضهم بعضا باتباع
الحق و اجتناب
الباطل و قيل الحق
القرآن عن
الحسن و
[۱۲] و قيل هو
الإيمان و
التوحيد عن
مقاتل و قيل هو أن يقولوا عند
الموت لمخلفيهم لاََ تَمُوتُنَّ إِلاََّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ «وَ تَوََاصَوْا بِالصَّبْرِ»
أي وصى بعضهم بعضا بالصبر على تحمل المشاق في طاعة الله عن الحسن و قتادة و بالصبر عن معاصي الله أي فإن هؤلاء ليسوا في خسر بل هم في أعظم ربح و زيادة يربحون الثواب باكتساب الطاعات و
إنفاق العمر فيها فكان رأس مالهم باقكما أن التاجر إذا خرج رأس المال من يده و ربح عليه لم يعد ذلك ذهابا.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.