رجعت (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
رجعت: (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا) «الرَّجْعَةُ» من عقائد الشيعة المعروفة، و تفسيرها في عبارة موجزة بهذا النحو: «بعد ظهور المهدي (عليهالسّلام) و بين يدي
القيامة، يعود طائفة من
المؤمنين الخلّص، و طائفة من
الكفار الأشرار، إلى هذه الدنيا .. فالطائفة الأولى تصعد في مدارج الكمال ... و الطائفة الثّانية تنال عقابها الشديد! يقول
«الشريف المرتضى» الذي هو من أعاظم
الشيعة: إنّ الذي تذهب الشيعة الإمامية إليه، أن
اللّه تعالى يعيد عند ظهور الإمام المهدي (عليهالسّلام) أقواما ممن كان قد تقدم موته من شيعته ليفوز بثواب نصرته و معونته و مشاهدة دولته، و يعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم، فيلتذوا بما يشاهدون من ظهور
الحق و علوّ كلمة أهله!
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«رجعت» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: و ظاهر الآية أن هذا
الحشر في غير
يوم القيامة لأنه حشر للبعض من كل أمة لا لجميعهم و قد قال الله تعالى في صفة الحشر يوم القيامة:
(وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيََاتِنََا فَهُمْ يُوزَعُونَ)أي يدفعون عن
ابن عباس و قيل يحبس أولهم على آخرهم و استدل بهذه الآية على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلك من الإمامية بأن قال إن دخول من في الكلام يوجب التبعيض فدل ذلك على أن اليوم المشار إليه في الآية يحشر فيه قوم دون قوم و ليس ذلك صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه
(وَ حَشَرْنََاهُمْ فَلَمْ نُغََادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) و قد تظاهرت الأخبار عن
أئمة الهدى من
آلمحمد (صلىاللهعليهوآله) في أن الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي قوما ممن تقدم موتهم من أوليائه و شيعته ليفوزوا بثواب نصرته و معونته و يبتهجوا بظهور دولته و يعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم و ينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب في القتل على أيدي شيعته و الذل و الخزي بما يشاهدون من علو كلمته و لا يشك عاقل أن هذا مقدور لله تعالى غير مستحيل في نفسه و قد فعل الله ذلك في الأمم الخالية و نطق
القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة
عزير و غيره على ما فسرناه في موضعه.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.