الأئمة
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
الأئمة بالمعنى الخاص هم
الأئمة الاثنى عشر المعصومون والمنصوبون من قبل الله سبحانه مباشرة
للإمامة الخاصة.
الأئمّة: جمع إمام ، أصلها أَأْمِمَة وزان أفعلة
نحو مثال وأمثلة ، اُدغمت الميم الاُولى في الثانية فسكّنت ونقلت حركتها إلى ما قبلها ـ أي الهمزة ـ فصارت أَ ئَـمَّة
وفيها ثلاث لغات :
الاُولى : أيمّة بهمزة واحدة وياء
،
والثانية : أَ ئَـمَّة بهمزتين
،
والثالثة : بينَ بينَ
.
والمفرد
إمام وزان فعال ، بمعنى مفعول كِكتاب
بمعنى مكتوب ، من أَمَّ يؤُمُّ ـ من باب نصَر ينصُر ـ أَمّاً وإِمَّة.
والمتحصَّل من كلمات اللغويين : أنّ الإمام هو المقدَّم أو المقتدى به أو المقصود أو القاصد أو الهادي.والمراد به الأعمّ من
الإنسان وغيره
، قال تعالى :«وكلُّ شيءٍ أحصيناه في إمامٍ مبينٍ »
، وإن كان الشائع في
الاستعمال الآن هو خصوص الانسان.
قال
الراغب : « الإمام : المؤتمّ به إنساناً كان يُقتدى بقوله أو فعله أو كتاباً أو غير ذلك ، مُحقِّاً كان أو مبطلاً »
.قال الله تبارك وتعالى :«ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرضِ ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين »
،وقال تعالى :« وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار »
.
الأئمّة ـ كما تقدّم ـ جمع إمام ، و الإمام له معنيان: عام وخاص.
الإمام بالمعنى العام المتّخذ من المعنى اللغوي ، وله إطلاقان:
الأول :
الحاكم الشرعي و
الولي العام للمسلمين .
الثاني :
إمام الجماعة في الصلاة .ولكلّ منهما أحكام خاصة ، يراجع فيها عنوان « إمامة ».
وأمّا إذا اُريد المعنى العام ، أي الحاكم الشرعي العام أو إمام الجماعة فانه يستعمل لفظ « إمام » أو « أئمة » مضافاً ، فيقال : إمام المسلمين أو إمام الجماعة ، أو يستعمل مع القرينة.
الإمام بالمعنى الخاص ، وهو من له منصب الإمامة التي هي مرتبة عظيمة جدّاً تجعل من قِبل الله سبحانه وتعالى
للأنبياء وأوصيائهم عليهمالسلام .قال الله تعالى ـ مخاطباً
إبراهيم عليهالسلام ـ :«...إنّي جاعلك للناس إماماً »
.فيكون للإمام بهذا المعنى
الولاية المطلقة من قِبل الله سبحانه مباشرة في اُمور الدين و الدنيا
، كما أنه يكون معصوماً عن
الذنب ومنزّهاً عن
الاشتباه و الخطأ و النسيان ، و حجّة على الخلق في قوله وفعله وتقريره ، و خليفة للّه في
الأرض ،قال تعالى :« يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحقّ »
وقال :« وجعلنا منهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا »
.وهذا المعنى الخاص هو المصطلح الشائع والمعروف لدى فقهاء مدرسة
أهل البيت عليهمالسلام ، وهو المنصرف عند الإطلاق.
وحيث إنّ المعنى المصطلح عندنا ليس عامّاً ، بل يختصّ بمن جعلت له تلك المنزلة الالهية العظيمة في شريعتنا الاسلامية ، من هنا اختصّ مصطلح « أئمّة » في فقهنا بأئمّة أهل البيت عليهمالسلام وانحصر مصاديق ذلك فيهم ، وهم
الأئمة الاثنا عشر المعصومون والمنصوبون من قِبل الله سبحانه مباشرة للإمامة الخاصة ، أوّلهم
أمير المؤمنين علي عليهالسلام وآخرهم
المهدي عجل الله فرجه
ويدلّ على ذلك عدد غفير من
الروايات التي رواها الفريقان:
أمّا روايات
أهل السنّة فنحن نذكر على سبيل الإشارة ما استفاضت عن
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهي على أقسام نذكر منها :
أ- ما دلّ على حصرالأئمة في الاثنى عشر، وهي عدّة أخبار مرويّة في كتبهم المعتبرة.
فقد روى
البخاري (ت/ ۲۵۶ ه) في صحيحه عن
جابر بن سُمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يكون اثنا عشر أميراً»، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي إنّه قال: «كلّهم من قريش».
وروى مسلم (ت/ ۲۶۱ ه) في صحيحه عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلًا» ثمّ تكلّم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بكلمة خفيت عليّ، فسألت أبي: ما ذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: «كلّهم من قريش».
ب- ما دلّ على ثبوت إمامة الاثنى عشر بشكل غيرمباشر، كما نقل عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «إنّ عدّة الخلفاء بعدي عدّة نقباء موسى» وكانوا اثني عشر.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم بطريق مسروق، عن
ابن مسعود في الخلفاء وعددهم عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ عددهم اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل».
وروى
الزمخشري بإسناده أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «فاطمة ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها امناء ربّي، وحبل ممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم بهم نجى، ومن تخلّف عنهم هوى».
وأورده في مقتل الحسين للخوارزمي
وأمّا روايات
الإمامية فقد نقل
الشيخ الحر العاملي الكثير من النصوص
العامّة على إمامة الأئمة عليهم السلام من طرقنا في
اثبات الهداة ، كما نقل من طرق أهل السنّة روايات عديدة.
منها ما ورد من طرقنا ، فقد روى
الصدوق بإسناده عن
عبد الله بن جندب عن
موسى بن جعفر عليهالسلام انّه قال : تقول في
سجدة الشكر : « اللهم إنّي اُشهدك واُشهد
ملائكتك وأنبياءك ورسلك وجميع خلقك أنّك أنت الله ربي
والإسلام ديني ومحمّداً نبيي وعلياً و
الحسن و
الحسين و
علي بن الحسين و
محمّد بن علي و
جعفر بن محمّد و
موسى بن جعفر و
علي بن موسى و
محمّد بن علي و
علي بن محمّد و
الحسن بن علي و
الحجّة بن الحسن أئمّتي بهم أتولّى ومن أعدائهم أتبرّأ »
وروى
الكليني عن عدّة من أصحابنا عن
أحمد بن محمّد البرقي عن
أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن
أبي جعفر الثاني عليهالسلام قال : « أقبل
أمير المؤمنين عليهالسلام ومعه الحسن بن علي وهو متكئ على يد
سلمان فدخل
المسجد الحرام فجلس ، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس ، فسلّم على أمير المؤمنين ، فردّ عليه السلام فجلس ، ثمّ قال : يا أمير المؤمنين ، أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهنّ علمت أنّ القوم ركبوا من أمرك ما قضي عليهم وأن ليسوا بمأمونين في دنياهم وآخرتهم ، وإن تكن الاُخرى علمت أنّك وهم شرع سواء! فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : سلني عمّا بدا لك، قال : أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين عليهالسلام إلى الحسن ، فقال : يا
أبا محمّد أجبه! قال : فأجابه الحسن، فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلاّ الله ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنّك وصيّ رسول الله والقائم بحجته ـ أشار إلى أمير المؤمنين ـ ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنّك وصيّه والقائم بحجّته ـ أشار إلى الحسن ـ وأشهد أنّ الحسين بن علي
وصي أخيه والقائم بحجّته بعده ، وأشهد على علي بن الحسين أنّه القائم بأمر الحسين بعده ، وأشهد على محمّد بن علي أنّه القائم بأمر علي بن الحسين ، وأشهد على جعفر بن محمّد أنّه القائم بأمر محمّد ، وأشهد على موسى أنّه القائم بأمر جعفر بن محمّد ، وأشهد على علي بن موسى أنّه القائم بأمر موسى بن جعفر ، وأشهد على محمّد بن علي أنّه القائم بأمر علي بن موسى ، وأشهد على علي بن محمّد أنّه القائم بأمر محمّد بن علي ، وأشهد على الحسن بن علي أنّه القائم بأمر علي بن محمّد ، وأشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنّى ولا يسمّى حتى يظهر أمره فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً ، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثمّ قام فمضى ، فقال أمير المؤمنين : يا أبا محمّد ، اتبعه! فانظر أين يقصد ؟ فخرج الحسن بن علي عليهالسلام ، فقال : ما كان إلاّ أن وضع رجله خارجاً من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله ، فرجعت إلى أمير المؤمنين فأعلمته ، فقال : يا أبا محمّد، أتعرفه؟ قلت : الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم، قال : هو
الخضر »
وقد تعورف أنّه متى ما ذكر لفظ « الأئمة » واُريد منه هذا المعنى الخاص اُتبع اللفظ
بالتحية المعهودة ، وكذا فيما لو صرّح بأسمائهم عليهمالسلام.
وقد يعبَّر عن هذا المعنى الخاص في كتب فقهائنا السابقين
بالامام العادل أو العدل
هذا ، وقد تكفّلت كتبنا الكلامية والعقائدية
ببيان الأدلّة الدالّة على إثبات إمامة الأئمة عليهمالسلام من خلال
الآيات القرآنية العديدة ، و
السنّة النبوية الشريفة، - كقوله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »
- وكذلك تضمنت تلك الكتب بحوثاً مفصّلة في إثبات
عصمة الأئمة عليهمالسلام كتاباً وسنة،
كحديث الثقلين و
حديث السفينة ، وغيرهما كثير.
ثمّة جملة من العناوين التي تكون قريبة من عنوان « أئمّة » ، بلحاظ معناه الاصطلاحي.
وهم
أهل بيت النبوة المعصومون :
فاطمة و الأئمة الاثنا عشر عليهمالسلام لا غيرهم
، و« آل » لغة في « أهل ».وإليهم اُشير في حديث الثقلين : «...وعترتي أهل بيتي».وقال تعالى :« إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً »
.وقد يراد به ما يشمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه ؛ فانهم من نور واحد.سيما بعد دلالة
آية التطهير على علوّ مرتبتهم عند الله ، وكذلك ما ورد من الروايات في سبب نزولها
وهم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الاثنا عشر عليهمالسلام ، قال
المحقق الكركي : «
آل محمد هم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام...ويطلق على باقي الائمة الاثني عشر عليهمالسلام تغليباً »
وقد ورد
الأمر بالصلاة عليهم في ذكر |التشهّد في
الصلاة معطوفة بلا فصل على الصلاة على النبي ، وهو كما ترى اصطلاح خاص.قال
فخر المحققين : « المراد بالآل في قوله : « اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد »
المعصومون »
الخاص من الآل
.وهو من ناحية الاصطلاح مرادف عندنا لمصطلح « آل محمد » ، وقد ورد هذا اللفظ في
الأحاديث سيما حديث الثقلين المعروف.
وهم
ذوو قربى النبي المعصومون عليهمالسلام ، وقد ورد ذلك الاصطلاح في
آية المودة :« قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى »
.فهذه التعابير الاصطلاحية كلّها تشير إلى مفهوم واحد تجسّد في الذوات المعصومة المعيّنة ، وهم الأئمة الاثنا عشر و
فاطمة الزهراء عليهمالسلام .وقد يضاف إليهم
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما في عنوان « أهل البيت ».
ويراد بها خصوص المعصومين من
ذرّية النبي إلاّ أنّه يستعمل مع القرينة كما لو قيل : الذرّية الطاهرة ، ولو خلا عن القرينة فلا ينصرف إلى ذلك المعنى الخاص ، بل يكون معناه عامّاً.
وحينئذٍ فرق بين الذرّية
والعترة ، وبينهما عموم من وجه ، فإنّ عليّاً عليهالسلام رأس العترة وسيّدهم وليس من ذريّة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن ليس بمعصوم من الذرية ذرّية لكن ليس من العترة ، ويجتمعان في باقي الأئمة
المصادر الأساسية لتراجم الأئمة عليهم السلام ما يلي:
۱- الارشاد للشيخ المفيد.
۲- كشف الغطاء.
۳- جواهر الكلام.
۴- رسالة في تواريخ النبي والآل؛ للتستري (مخطوط).
۵- أعيان الشيعة.
لقد أوضحنا أنّ الأئمة بالمعنى الخاصّ قد حدّد شرعاً على نحو القضية الخارجية، فلا بدّ من بيان مصاديق هذا المفهوم التي تنحصر في الائمة الاثني عشر عليهم السلام، وقد نصّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أنّ عدد الأئمة الذين يلون من بعده اثنا عشر- كما روى عنه ذلك أصحاب الصحاح والمسانيد
- وهم:
۱-
الإمام أمير المؤمنين أبو الحسن علي ابن أبي طالب عليه السلام.
۲-
الإمام السبط الزكي أبو محمّد الحسن بن علي بن أبي طالب المجتبى عليه السلام.
۳-
الامام السبط أبو عبد اللَّه الحسين بن علي، الشهيد عليه السلام.
۴-
الامام أبو محمد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زين العابدين و سيد الساجدين عليه السلام.
۵-
الإمام أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
۶-
الإمام أبو عبد اللَّه الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليه السلام.
۷-
الإمام أبو الحسن الكاظم موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام.
۸-
الإمام أبو الحسن الرضا، علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام.
۹-
الامام أبو جعفر التقي الجواد، محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام.
۱۰-
الإمام أبو الحسن الهادي النقي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام.
۱۱-
الإمام أبو محمد الزكي العسكري، الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين عليهم السلام.
۱۲-
الإمام المهدي محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عجل اللَّه فرجه الشريف.
•
حجية أحکام الأئمة،عندنا الشيعة کل ما يقرره
الإمام المعصوم حجة شرعي وهذا أعم من أن يكون قوله أو فعله أو تقريره عليه السلام.
•
أحكام خاصة بالأئمة، تعرّض الفقهاء الى الأحكام المتعلّقة
بالأئمة عليهم السلام في غضون أبحاثهم في أبواب فقهية مختلفة، وسنذكرها باختصار تاركين التفصيل إلى محالّها.
الموسوعة الفقهية ج۱، ص۱۱۷-۲۰۲.