الإمام الحسين بن علي عليهالسلام
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
الإمام السبط أبو عبد الله الحسين بن علي،
الشهيد عليهالسلام.
ينتهي نسبه من جهة الاب والام إلى
هاشم بن عبد مناف ، واُمّه سيدة النساء اُم
الأئمة فاطمة الزهراء بنت
رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و سلم.
الصحن الحسيني
ولد في
المدينة المنوّرة يوم الخميس لثلاث ليالٍ خلون من
شعبان على المشهور، في السنة الرابعة للهجرة.
وقيل: لخمس خلون من شعبان، وقيل: في آخر
ربيع الأول، وقيل: في الثالث عشر من شهر
رمضان.
وذكروا أنّ ولادته كانت بعد حول من ولادة أخيه
الحسن.
وفي رواية اخرى أنّه كان بينهما ستة أشهر وعشراً، و
الرواية الاولى تناسب كون ولادته في شهر شعبان، والثانية تناسب مع كون ولادته في آخر ربيع الأوّل.
وقد جيء به عند ولادته إلى جدّه صلى الله عليه و آله و سلم فاستبشر به و
أذّن في اُذنه اليمنى و
أقام في اليسرى ، وسمّاه حسيناً في اليوم السابع و
تصدق بوزن شعره
فضة.
وفيه قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : « حسين مني وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسيناً ، حسين
سبط من الأسباط ».
وقال فيه وفي أخيه : « الحسن والحسين سيدا شباب أهل
الجنة »
، وكان شبيهاً برسول الله كأخيه
وهو خامس
أصحاب الكساء.
استشهد عطشاناً بعد
صلاة الظهر من اليوم العاشر من
المحرم سنة إحدى وستين للهجرة ، وذلك في
واقعة الطف بكربلاء ومعه نحو من سبعين
شهيداً من أهل بيته وصحبه
النجباء على يد السلطة
الأموية الظالمة المنحرفة بأمر من ابن الطلقاء الطاغية
يزيد بن معاوية ، وبتنفيذٍ من ابن مرجانة
عبيد الله بن زياد بن أبيه الذي كان والياً على
الكوفة آنذاك.
الروضة الحسينية
وكان الهدف الأساس في نهضته هو
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحياء
دين جدّه المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم وشريعته الغرّاء ،
وقد قضى مذبوحاً من القفا مسلوب
العمامة و
الرداء، وداسوا صدره بحوافر خيولهم ومالوا على رحله فنهبوه وبقي جسده الشريف وأجساد أهل بيته ثلاثاً على رمضاء كربلاء من دون
تجهيز، وقد قطعوا رؤوسهم وطيف بهم في البلدان وسيق نساؤه وعيالاته سبايا من بلد إلى بلد
؛ ألا لعنة الله على الظالمين.
وقد كان خروجه إثر دعوة أهل
الكوفة ومكاتبتهم له بنصرته و
القيام معه لكنهم لم يفعلوا.
وقد سطّر الامام الحسين عليهالسلام في
ثورته أروع الدروس في التضحية وإباء الضيم والأمر
بالمعروف والنهي عن
المنكر ، وبكلمة فقد تجسّدت القيم الانسانية الرفيعة في مواقفه ومواقف
أهل بيته وصحبه في
يوم عاشوراء فيما جسّد معسكر يزيد جميع معاني الخسّة والدناءة.
سبع وخمسون عاماً، عاش منها مع جدّه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ست سنين وشهوراً ، ومع أبيه ۳۶ سنة ، وبعد أبيه مع أخيه الحسن عشر
سنين.
ونودّ أن نورد نبذة من صفته: جمع المكارم وفضائل الأخلاق ومحاسن الأعمال من علوّ الهمّة ومنتهى
الشجاعة وأقصى غاية
الجود وأسرار
العلم وفصاحة اللسان ونصرة
الحق والنهي عن المنكر و
جهاد الظلم والتواضع عن عزّ و
العدل والصبر والحلم والعفاف والمروءة و
الورع.
وكان أبرز صفاته وحالاته تميّزاً إباؤه الضيم ومقاومته الظالمين وعدم اكتراثه بالقتل في سبيل
الحق، وهو الذي سنّ
للأحرار الإباء، فاقتدى به الناس حتى صار
مضرب الأمثال في ذلك. وهو القائل:
سأمضي وما بالموت عار على
الفتى إذا ما نوى حقّاً وجاهد مسلما اقدّم نفسي لا اريد بقاءها لتلقى خميساً في الوغى وعرمرما فإن عشت لم أندم وإن متّ لم الَم كفى بك ذلًا أن تعيش فترغما وما ظنك برجل أبت نفسُه الذلّة فلم يعط بيده إعطاء
الذليل أو يقرّ للظالم قرار العبيد، فقاتل حتى قتل هو وبنوه واخوته وبنو عمومته وصحبه.
استمرت
إمامته عشر سنين وأشهراً ، وقد كانت
بوصية من أخيه الحسن عليهالسلام.
وورد
النص عليه بالخصوص في عدّة
روايات،
منها ما مرّ في وصية
أمير المؤمنين لابنه الحسن عليهماالسلام.(وقد تقدّم نصّها في إمامة
الحسن (عليه السلام).)
واختصّه الله بخصائص، أهمها: أن جعل
الأئمة التسعة
المعصومين من ذرّيته ، فقد روى
الشيخ الكليني رحمهالله في الصحيح عن
محمد بن يحيى ، عن
أحمد بن محمد بن عيسى ، عن
الحسن بن محبوب ، عن
اسحاق بن غالب ، عن
أبي عبد الله الصادق عليهالسلام من كلام يذكر فيه الأئمّة . . . إلى أن قال :
« فلم يزل الله يختارهم لخلقه من وُلد الحسين من عقب كل
إمام ، يصطفيهم لذلك ويجتبيهم ، ويرضى بهم لخلقه ويرتضيهم ، كلما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماماً علماً بيّناً ، وهادياً نيّراً . . . ».
وروى
الصدوق عن أبيه ، عن
سعد بن عبد الله ، عن
يعقوب بن يزيد ، عن
حماد بن عيسى ، عن
عبد الله بن مسكان ، عن أبان ، عن
سليم بن قيس الهلالي ، عن
سلمان الفارسي قال :
« دخلت على
النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، فإذا الحسين بن علي على فخذه وهو يقبّل
عينيه ويلثم فاه ويقول : أنت سيّدابن سيّد ، أنت
إمام ابن إمام أبو أئمّة ، أنت حجة الله ابن حجته وأبو حجج تسعة من
صلبك ، تاسعهم قائمهم».
الموسوعة الفقهية، ج۱، ص۱۳۱-۱۳۳.