الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
الإمام السبط الزكي أبو محمّد الحسن بن علي بن أبي طالب المجتبى عليهالسلام هو الإمام الثانی من
الأئمة الإثنی عشر علیهم السلام.
ينتهي نسبه من جهة الأب والام الى
هاشم بن عبد مناف، وامّه سيدة النساء
ام الأئمة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول اللَّه محمد بن عبد اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم. وهو السبط الأكبر لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وكان يدعوه وأخاه الحسين بالبنوّة فيقول صلى الله عليه وآله وسلم لابنته
فاطمة عليها السلام: ادعي لي ابني
. وقد نطق القرآن بذلك في آية المباهلة فقال عزّ من قائل: «فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ»
حيث عناهما عليهما السلام
، وقال صلى الله عليه وآله وسلم في الحسن عليه السلام «اللّهم إنّي احبّه، فأحبّ من يحبّه»
.
ولد في
مدينة جدّه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يوم
الثلاثاء منتصف
شهر رمضان أو ليلة النصف منه من السنة الثالثة
للهجرة، وتربّى هو وأخوه على يد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم. وهو رابع
أصحاب الكساء.
قبض في المدينة مسموماً بدسيسة من
معاوية بن أبي سفيان، ودفن في
البقيع عند جدّته
فاطمة بنت أسد يوم
الخميس الثامن والعشرين من
شهر صفر، سنة خمسين للهجرة.
وقيل: في السابع منه، وقال ابن قتيبة في
ربيع الأول.
وقيل:
سنة احدى وخمسين، أو تسع أو ثمان أو سبع وأربعين.
المشهور أنّه سبع وأربعون عاماً، أقام مع جدّه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبع سنين، وأقام مع أمير المؤمنين عليه السلام (۳۷) سنة
.
وكانت وصية أبيه
أمير المؤمنين إليه من بعده، فتصدّى
للامامة وكان عمره آنذاك (۳۷) سنة. وتمتدّ إمامته الشرعية عشر سنوات. وقد ورد
النص عليه بالخصوص في عدّة
روايات :
منها: ما رواه
الكليني عن
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
حماد بن عيسى، عن
إبراهيم بن عمر اليماني و
عمر بن اذينة، عن أبان، عن
سليم بن قيس قال: شهدت وصيّة أمير المؤمنين حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام، وأشهدَ على وصيّته
الحسين عليه السلام ومحمّداً وجميع ولده ورؤساء
شيعته و
أهل بيته، ثمّ دفع إليه
الكتاب و
السلاح وقال لابنه الحسن عليه السلام: «يا بني، أمرني رسول اللَّه أن اوصي إليك وأن أدفع إليك كتبه وسلاحه، وأمرني أن آمرك إذا حضرك
الموت أن تدفعها إلى أخيك
الحسين. ثمّ أقبل على ابنه الحسين فقال: وأمرك
رسول الله أن تدفعها إلى ابنك هذا. ثمّ أخذ بيد
علي بن الحسين وقال: وأمرك رسول اللَّه أن تدفعها إلى ابنك
محمّد بن علي، واقرأه من رسول اللَّه ومني السلام»
.
تولّى الخلافة بعد أبيه يوم
الجمعة (۲۱)
رمضان سنة ۴۰ للهجرة، وبايعه
أهل الحل و العقد، فقام بالأمر خير قيام حتى اضطرّ إلى عقد
الصلح مع معاوية (في
جمادى الاولى من سنة ۴۱ ه) بعد أن دسّ معاوية في جيشه
الرجال وفرّق عنه أصحابه. وعليه فتكون مدة حكومته سبعة أشهر وأربعاً وعشرين يوماً، أو ستة أشهر وأيّاماً بناءً على كونها في أواخر
ربيع الأول أو الآخر
.
وقد أقام عليه السلام في الكوفة بعد ذلك أيّاماً وبعد أن نقض معاوية الصلح
تجهّز عليه السلام للشخوص إلى المدينة مع أخيه
الحسين و
أهل بيته .
ولنورد طرفاً من صفته: لم يكن أحد من
الناس أشبه برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم منه عليه السلام، فقد كان أشبه الناس به خلقاً وهيئة وهدياً وسؤدداً
.
ووصفه
الإمام زين العابدين عليه السلام فقال: إنّ الحسن بن
علي بن أبي طالب كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا
حج حج ماشياً وربما
مشى حافياً، ولا يمر في شيء من أحواله إلّا ذكر
الله سبحانه، وكان أصدق الناس
لهجة وأفصحهم منطقاً.
وروى
محمد بن إسحاق: ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ما بلغ الحسن بن علي، كان يبسط له على
باب داره، فإذا خرج وجلس انقطع
الطريق، فما مرّ أحد من خلق اللَّه إجلالًا له، فإذا علم قام و دخل بيته فمرّ الناس.
قال الراوي: ولقد رأيته في طريق
مكة نزل عن راحلته فمشى فما من خلق اللَّه أحد إلّا نزل ومشى حتى رأيت
سعد بن أبي وقاص قد نزل ومشى إلى جنبه.
وقد قاسم اللَّه تعالى ماله ثلاث مرات حتى كان يعطي نعلًا و يمسك اخرى، وقد خرج من ماله مرتين.
الموسوعة الفقهية، موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي، ج۱، ص۱۲۹-۱۳۰