سورة الممتحنة، هي السورة الستون و هي مدنیة في الجزء الثامن والعشرين،من القرآن الكريم، و سميت في كتب التفسير و في المصاحف « سورة الممتحنة» لوقوع هذا اللفظ في الآية العاشرة هذه السورة. محتويات۲ - أسماء السورة ۳ - وجه التسمیة ۴ - عدد الآیات ۵ - عدد الکلمات ۶ - عدد الحروف ۷ - أغراض السورة ۸ - المحتوی و الموضوعات ۹ - الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة ۱۰ - محل النزول ۱۱ - زمان النزول ۱۲ - جوّ النزول ۱۳ - الترتیب في المصحف ۱۴ - الترتیب حسب النزول ۱۵ - العلاقة مع السورة السابقة ۱۶ - الخصوصیة ۱۷ - المراجع ۱۸ - المصدر الممتحنة:المختبرة. سورة الممتحنة، سورة الإمتحان، سورة المودّة. «سورة الممتحنة»، «سورة الإمتحان»؛ سمیت بهذین الإسمین لقوله تعالی((فَامْتَحِنُوهُنَّ)). «سورة المودّة»؛ سمیت بهذا الإسم لقوله تعالی: ((تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ)) و ((تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ))و((وَ بَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً)). و ذلك بلحاظ النهي عن عقد الولاء و الودّ مع المشركين. هی ثلاثة عشر آية. هی ثلاثمائة و ثماني و أربعون كلمة. (الجدیر بالذکر أن الأقوال فی عدد الکلمات القرآنیة مختلفة) هي ألف و خمسمائة و عشرة أحرف.(الجدیر بالذکر أن الأقوال فی عدد الحروف القرآنیة مختلفة) يقصد من هذه السورة نهي المؤمنين عن موالاة المشركين بعد نهيهم عن موالاة اليهود، وكان المسلمون قد عقدوا مع قريش هدنة في صلح الحديبية لمدة أربع سنين، فنزلت هذه السورة بعد هذا الصلح ليفهمه المسلمون على حقيقته، لأنّه لم يقض على ما بين الفريقين من عداء، وإنّما كان اتّفاقا على وضع الحرب بينهم هذه المدّة، ولا شكّ في أنّ هذه السورة تشبه سورة الحشر في نهي المؤمنين عن موالاة غيرهم، وهذا هو وجه المناسبة بينهما. تتكوّن موضوعات هذه السورة من قسمين: القسم الأوّل: يتحدّث عن موضوع «الحبّ في اللّه» و «البغض في اللّه»، و ينهى عن عقد الولاء و الودّ مع المشركين، و يدعو المسلمين لكي يستلهموا من سيرة الرّسول العظيم إبراهيم(علیهالسلام) فيما يتعلّق بموقفه من أقرب الأقربين إليه (أبيه آزر) بلحاظ ما يمليه عليه الموقف المبدئي، كما تذكر بعض الخصوصيات الاخرى في هذا المجال و يتكرّر هذا المعنى في نهاية السورة، كما في بدايتها. القسم الثاني: يتناول هذا القسم مسائل المرأة المهاجرة و ضرورة تمحيصها، كما يبيّن أحكاما اخرى في هذا الصدد. و إختيار اسم (الممتحنة) لهذه السورة كان بلحاظ حالة التمحيص و الامتحان التي وردت في الآية العاشرة من هذه السورة. كما ذكر اسم آخر لهذه السورة و هو (سورة المودّة) و ذلك بلحاظ النهي عن عقد الولاء و الودّ مع المشركين، و قد أكّدت عليه السورة كثيرا. «أبي بن كعب قال: قال رسول الله (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم): و من قرأ سورة الممتحنة كان المؤمنون و المؤمنات له شفعاء يوم القيامة.» «أبو حمزة الثمالي عن علي بن الحسين (علیهالسلام) قال: من قرأ سورة الممتحنة في فرائضه و نوافله امتحن الله قلبه للإيمان و نور له بصره و لا يصيبه فقرا أبدا و لا جنون في ولده و لا في بدنه.» سورة الممتحنة مدنية. نزلت سورة الممتحنة بعد سورة الأحزاب، وكان نزولها بعد صلح الحديبية في السنة السادسة من الهجرة، فتكون من السّور التي نزلت فيما بين هذا الصلح و غزوة تبوك. هاجر الرسول (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) الى المدينة، و استطاع أن يؤلّف بين المهاجرين و الأنصار، و أن يضع أسس الدعوة الإسلامية، و أن يصنع أمّة تميّزت بالأخلاق الكريمة، و الصفات الحميدة. و قد وقف كفار مكّة في وجه الدعوة الإسلامية، و وقعت عدة معارك بين المسلمين و المشركين منها: بدر و أحد و الخندق و الأحزاب و الحديبية. ثمّ توقّفت هذه المعارك بعد صلح الحديبية، و كان من أهم نصوص الصلح: وضع الحرب بين الفريقين عشر سنين، و أنّ من أراد أن يدخل في حلف محمد دخل فيه، و من أراد أن يدخل في حلف قريش دخل فيه. و على أثر ذلك دخلت قبيلة خزاعة في حلف رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) و دخلت قبيلة بكر في حلف قريش. ثمّ إنّ قريشا نقضت العهد بمساعدتها قبيلة بكر حليفتها على قتال خزاعة حليفة النبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) حتّى قتلوا منهم عشرين رجلا، و قد لجأت خزاعة الى الحرم لتحتمي به، و لكنّ ذلك لم يمنع رجال بكر من متابعتها، فاستنصرت خزاعة برسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) ، و ذهب رجال منهم إلى المدينة فأخبروا رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) بما كان من غدر بكر بهم و معاونة قريش عليهم ... و أخذ رسول اللّه يتجهّز لفتح مكّة، و طوى الأخبار عن الجيش كي لا يشيع الأمر فتعلم قريش فتستعدّ للحرب، و الرسول الأمين لا يريد أن يقيم حربا بمكّة، بل يريد انقياد أهلها مع عدم المساس بهم، فدعا اللّه قائلا: «اللّهمّ خذ العيون و الأخبار عن قريش حتّى نبغتها في بلادها». ..كان حاطب من كبار المسلمين، و قد شهد مع النبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) غزوة بدر مخلصا في جهادها .. لقد كتب حاطب كتابا إلى قريش، يخبرهم فيه بعزم المسلمين على فتح مكّة، و استأجر امرأة من مزينة تسمّى سارة، و جعل لها عشرة دنانير مكافأة، و أمرها ان تتلطّف و تحتال حتّى توصل كتابه الى قريش، فأخذت المرأة الكتاب فأخفته، و سلكت طريقها الى مكة. ثم أخبر اللّه رسوله بما صنع حاطب، فأرسل النبيّ (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) علي بن أبي طالب (علیهالسلام) و الزبير بن العوام في إثر المرأة، فأدركاها في الطريق، و استخرجا منها الكتاب، فأحضراه الى رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) ؛ فدعا رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) حاطبا، فأطلعه على الكتاب، ثم قال له: ما حملك على هذا؟ فقال حاطب: يا رسول اللّه لا تعجل عليّ، فو اللّه إنّي لمؤمن باللّه و رسوله، ما غيّرت و لا بدّلت، و لكنّي كنت امرأ ليس لي في القوم من أهل و لا عشيرة، و كان لي بين أظهرهم ولد و أهل، فصانعتهم عليهم و لم أفعل ذلك ارتدادا عن ديني، و لا رضا بالكفر بعد الإيمان. و رأى النبيّ (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) صدق لهجة حاطب، و حسن نيّته في ما أقدم عليه من ذلك الذنب، فقال لمن حوله: أما إنّه قد صدقكم في ما أخبركم به. و نظر النبيّ (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) إلى ماضي الرجل في الجهاد، و حسن بلائه في الذود عن حرمات الإسلام، فرغب في العفو عنه. أمّا عمر بن الخطاب، فقد كبرت عليه هذه الخيانة، فنظر إلى حاطب و قال له: قاتلك اللّه، ترى رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) يخفي الأمر، و تكتب أنت إلى قريش؟ يا رسول اللّه، دعني أضرب عنق هذا المنافق. فتبسّم رسول اللّه، من حماسة عمر، و قال: و ما يدريك يا عمر، لعل اللّه قد اطّلع على أهل بدر فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، فدمعت عينا عمر، و قال: اللّه و رسوله أعلم. و في هذه الحادثة أنزل اللّه صدر سورة الممتحنة يحذّر المؤمنين من أن يوالوا عدوّهم، أو يطلعوه على بعض أسرارهم مهما يكن السبب الذي يدفع الى ذلك، فإنّ العدوّ عدو حيثما كان، و موادّة العدوّ خيانة ليس بعدها خيانة. قال تعالى: زمان النزول». هذه السورة هي السورة «السّتون» من القرآن بترتیب المصحف. هذه السورة هي السورة «الحادیه و التسعون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الاحزاب. (الجدیر بالذکر أن الأقوال فی ترتیب السور القرآنیة حسب النزول مختلفة) وجه اتصالها بما قبلها أنه لما ذكر سبحانه في سورة الحشر الكفار و المنافقين افتتح هذه السورة بذكر تحريم موالاتهم و إيجاب معاداتهم. هذه السورة من الممتحنات. مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية الفئات في هذه الصفحة : سور الجزء الثامن والعشرين | سور القرآن الكريم | سور المفصل | سور ذات قصص تاريخية | سور مدنیة | سور ممتحنات
|