صفات الحصى
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
يشترط أن يكون أحجاراً من
الحرم أبكاراً ويستحب أن تكون رخوة بُرْشاً بقدر
الأنملة منقّطة ويكره الصلبة والمكسّرة.
(ويشترط أن يكون أحجاراً) ولا يجوز بغيرها كالمدر والآجر والكحل والزرنيخ وغير ذلك من
الذهب و
الفضة ، بإجماعنا الظاهر، المحكي عن صريح
الانتصار وظاهر التذكرة والمنتهى،
بل في المنتهى والتحرير عن الأكثر تعيّن الحَصى.
وهو الأقوى؛ للتأسي والاحتياط، لورود النصوص بلفظ
الحصى والحصيات، مع أن في الصحيح منها : «لا ترم
الجمار إلاّ بالحصى».
خلافاً للخلاف، ففيه جواز
الرمي بالحجر وما كان من جنسه من البرام والجواهر وأنواع الحجارة.
ولا دليل عليه سوى ما يحكى عنه من دعواه
الإجماع ، وفيها مع وهنها معارضتها بأقوى، وهي الأدلة التي قدّمناها. أو ما يفهم كلامه المتقدّم من دخول الجميع في
الحجر ، وهو الحَصى، بناءً على أن الحصى هي الحجارة الصغيرة كما عن القاموس،
وعليه فلا خلاف. لكن يمنع الدخول أوّلاً، ثم يستشكل في تفسير الحصى بالحجارة، لمنافاته العرف والعادة، ولذا أن جماعة من متأخري
قالوا بعد نحو ما في العبارة : بل الأجود تعيّن الرمي بما يسمى حصاة. وهو الأقرب.
وأن يكون (من
الحرم ) للصحيح : «حصى الجمار إن أخذته من الحرم أجزأك، وإن أخذته من غير الحرم لم يجزئك».
وفي المرسل : «لا تأخذه من موضعين : من خارج الحرم، ومن حصى الجمار».
وبه قطع الأكثر. قيل : خلافاً للخلاف والقاضي،
ومستندهما غير واضح سوى الأصل المخصّص بما مرّ.
وأن يكون (أبكاراً) غير مرمي بها رمياً صحيحاً، بالنص المتقدم وغيره،
والإجماع الظاهر، المحكي عن صريح الخلاف والغنية والجواهر،
والمصرّح به في المدارك وغيره.
(ويستحب أن تكون
رخوة ) غير
صلبة (بُرْشاً بقدر
الأنملة ) بفتح الهمزة وضم الميم رأس
الإصبع . (ملتقطة) بأن يكون كل واحدة منها مأخوذة من
الأرض ، منفصلة. واحترز بها عن المكسّرة من حجر فإنها مكروهة كما سيأتي. (منقّطة) كُحلية. كلّ ذلك للمعتبرة.
قيل : والمشهور في معنى
البَرش أن يكون في
الشيء نقط تخالف لونه، وقصره ابن فارس على ما فيه نقط بيض.
وعليه فيكون هذا الوصف مغنياً عن كونها منقّطة، ولعلّه لذا تكلّف شيخنا في الروضة فحمل مثل كلام الماتن على اختلاف ألوان الحصى بعضها لبعض،
ومكانه من البعد غير خفي. واقتصر
الصدوق على
المنقطة ،
و
الشيخ في التهذيب والنهاية والجمل
على البُرش.
لكن في النهاية الأثيرية : أن البُرشة لون مختلط حمرةً وبياضاً وغيرهما،
وفي المحيط : إنه لون مختلط بحمرة
وفي تهذيب اللغة عن الليث : إن الأبرش الذي فيه ألوان وخلط.
وحينئذ يكون أعم من المنقّطة. وفي الكافي : إن الأفضل البُرش ثم البيض والحمر، ويكره السود.
(ويكره الصلبة) للصحيح.
(والمكسّرة) للخبر : «التقط الحصى، ولا تكسرنّ منه شيئاً».
و
السواد و
البيضاء و
الحمراء ؛ للنهي عنها أجمع في بعض الأخبار،
وفيه : «خذها كحلية منقّطة».
رياض المسائل، ج۶، ص۳۸۳- ۳۸۶.