يَؤُدُهُ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
یَؤُدُهُ:
(وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا) «يؤوده» من
«أود» - على وزن قول- بمعنى الثقل و المشقة، أي أنّ حفظ
السماوات و
الأرض ليس فيه أيّ ثقل أو مشقّة على اللّه، فهو ليس مثل مخلوقاته التي يتعبها الحفاظ على الأشياء و يوهنها، ذلك لأنّ المخلوقات ضعيفة محدودة القدرة، و قدرته غير محدودة، و من لا حدود لقدرته لا يكون للثقل و الخفّة و الصعب و السهل مفهوم عنده. فهذه مفاهيم تصدق عند من تكون قدراتهم محدودة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«يَؤُدُهُ» نذكر أهمها في ما يلي:
(اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: يقال : آده يؤده أودا إذا ثقل عليه واجهده واتعبه ، والظاهر ان مرجع الضمير في يؤده ، هو الكرسي وإن جاز رجوعه إليه تعالى ، ونفي الاود والتعب عن حفظ السموات و الارض في ذيل الكلام ليناسب ما افتتح به من نفى السنة والنوم في القيومية على ما في السموات والارض.
ومحصل ما تفيده الآية من المعنى : ان الله لا إله إلا هو له كل
الحياة و له القيومية المطلقة من غير ضعف ولافتور ، ولذلك وقع التعليل بالاسمين الكريمين : العلي العظيم فإنه تعالى لعلوه لا تناله أيدي المخلوقات فيوجبوا بذلك ضعفا في وجوده وفتورا في أمره ، ولعظمته لا يجهده كثرة
الخلق ولا يطيقه عظمة السموات والارض ، وجملة : وهو العلي
العظيم ، لا تخلو عن الدلالة على الحصر ، وهذا الحصر إما حقيقي كما هو
الحق ، فإن العلو والعظمة من الكمال و حقيقة كل كمال له تعالى ، واما دعوى لمسيس الحاجة إليه في مقام التعليل ليختص العلو والعظمة به تعالى دعوى ، فيسقط السموات و الارض عن العلو و العظمة في قبال علوه و عظمته تعالى.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: «
وَ لاََ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمََا» أي لا يشق على الله و لا يثقله حفظ السماوات و الأرض و قيل الهاء في يؤوده يعود إلى
الكرسي و هذا على قول من يقول أن السماوات و الأرض على الكرسي.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.