الاستغفار (آثاره)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
لتصفح عناوين مشابهة، انظر
الاستغفار (توضيح) .
المستفاد من
الآيات والروايات المتضمّنة
للاستغفار أنّ له آثاراً كثيرة ومهمّة:
منها: غفران الذنوب.
قال اللَّه عزّوجلّ حكايةً عن
نوح عليه السلام:«فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً».
وفي رواية
أبي كهمس عن
الإمام الصادق عليه السلام قال: «... من اعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة...»،
كما ورد عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «... لا كبيرة بكبيرة مع الاستغفار...»،
وأنّ «دواء الذنوب الاستغفار»،
وغير ذلك.
ومنها:
نزول الخيرات والبركات.
قال اللَّه تبارك وتعالى حكايةً عن نوح عليه السلام: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً• يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُم مِدْرَاراً• وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَاراً».
وقال تعالى حكايةً عن
هود عليه السلام: «وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ».
وعن
الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام قال:«قال
رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم... من استبطأ
الرزق فليستغفر اللَّه...».
وجاء في خطبة
الاستسقاء لأمير المؤمنين عليه السلام: «... قد جعل اللَّه سبحانه الاستغفار سبباً لدُرور الرزق ورحمة الخلق، فقال سبحانه: «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً...»».
وعن
الربيع بن صبيح : أنّ رجلًا أتى
الإمام الحسن عليه السلام فشكا إليه الجدوبة، فقال له
الحسن عليه السلام: «استغفر اللَّه»، وأتاه آخر فشكا إليه
الفقر ، فقال له: «استغفر اللَّه»، وأتاه آخر فقال له: ادع اللَّه أن يرزقني ابناً، فقال: «استغفر اللَّه»، فقلنا له:أتاك رجال يشكون أبواباً ويسألون أنواعاً فأمرتهم كلّهم بالاستغفار؟! فقال: «ما قلت ذلك من ذات نفسي، إنّما اعتبرت فيه قول اللَّه: «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً».
ومنها: كشف الهموم.
فقد ورد عن
السكوني عن أبي عبد اللَّه عن
آبائه عليهم السلام- في حديث- قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: من كثرت همومه فعليه بالاستغفار».
وقال عليه السلام أيضاً: «من أكثر من الاستغفار جعل اللَّه له من كلّ همّ فرجاً، ومن كلّ ضيقٍ مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب».
ومنها: رفع
العذاب .
قال اللَّه تعالى: «وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ».
وعن
الإمام علي عليه السلام أنّه قال: «كان في
الأرض أمانان من عذاب اللَّه، وقد رُفع أحدهما، فدونكم الآخر فتمسّكوا به، أمّا الأمان الذي رفع فهو رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وأمّا الأمان الباقي فالاستغفار، قال اللَّه تعالى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ...»».
وعنه عليه السلام أيضاً: «
العجب ممّن يهلك والمنجاة معه»، قيل: وما هي؟ قال:«الاستغفار».
وورد في خبر السكوني عن
جعفر بن محمّد عن آبائه عليهم السلام قال: «إنّ اللَّه إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال: لولا الذين يتحابّون فيّ، ويعمرون مساجدي، ويستغفرون
بالأسحار ، لولاهم لأنزلت عذابي».
ومنها: جلاء القلوب.فقد ورد في الخبر: «أنّ للقلوب صدأ كصدأ
النحاس ، فاجلوها بالاستغفار»،
فبالاستغفار يصبح قلب
الإنسان طاهراً من
الأدناس والأرجاس فيقبل على اللَّه تعالى بقلب طاهر ونفس زكيّة.
ومنها:
إبعاد الشيطان .فقد ورد عن
إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد اللَّه عن آبائه عليهم السلام، أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال
لأصحابه : «ألا اخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟» قالوا: بلى، قال:«
الصوم يسوّد وجهه... والاستغفار يقطع وتينه...».
وقال الإمام الصادق عليه السلام في رواية
فطر ابن خليفة : «لمّا نزلت هذه الآية «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ»
صعد
إبليس جبلًا
بمكّة يقال له: ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته، فاجتمعوا إليه فقالوا: يا سيّدنا لِمَ دعوتنا؟ قال: نزلت هذه الآية فمن لها؟فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا وكذا، قال: لستَ لها، فقام آخر فقال مثل ذلك، فقال: لست لها، فقال
الوسواس الخنّاس: أنا لها، قال: بماذا؟ قال: أعدهم وامنّيهم حتى يواقعوا الخطيئة، فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار، فقال: أنت لها، فوكّله بها إلى يوم
القيامة ».
مع اختلاف.
ومن آثار الاستغفار بمعنى
التوبة ارتفاع
الفسق وعود
العدالة .
الموسوعة الفقهية، ج۱۲، ص۱۰۳-۱۰۶.