• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

الإعنات

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



وهو بمعنى إدخال المشقة  على الغير. 




الإعنات لغة: من العنت، وهو دخول المشقّة على الإنسان، ولقاء الشدّة، يقال: أعنت فلان فلاناً إعناتاً إذا أدخل عليه عنتاً أي مشقّة.
[۲] لسان العرب، ج۹، ص۴۱۵.

قال ابن الأثير : «العنت: المشقّة  والفساد   والهلاك   والإثم   والغلط   والخطأ   والزنا ، كلّ ذلك قد جاء، واطلق العنت عليه».
[۳] النهاية (ابن الأثير)، ج۳، ص۳۰۶.

والإعنات هو التضييق  والتشديد   والإيقاع  في الشدّة
[۴] معجم ألفاظ الفقه الجعفري، ج۱، ص۶۲.
أو الحمل على مشقة لا تطاق فعلًا.



واستعمله الفقهاء في نفس معناه اللغوي.



المعروف بناء الشريعة الإسلامية على عدم الإعنات، فهي تقوم على عدم إيجاد المشقة الزائدة  والحرج  العظيم إلّا إذا كان في هذه المشقة مصلحة للإنسان كما في الجهاد وأمثاله.
وإعنات الإنسان لغيره من دون رضا الغير بحيث يوقعه في مشقة لا يجوز، ما لم يدلّ عليه دليل خاص.
بل مدح اللَّه  رسوله  صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ»، ربما يفيد أنّ المؤمن لا يحبّ ولا يرضى الهلاك والفساد والمشقة الزائدة للمؤمنين، بل يتسامح معهم ما أمكن ولا يكلّفهم فوق طاقتهم ويأخذهم بأيسر الأحوال، ولا يصعّب لهم الدين  والإيمان  بحيث يقنطون من رحمة اللَّه تعالى، وهذا معنى أنّ اللَّه تعالى يحبّ أن يؤخذ برخصه كما يحبّ أن يؤخذ بعزائمه، فلا يظلّ المؤمن مركّزاً على العزائم بما يضيّق على سائر المؤمنين، بل ينبههم ويفسح لهم المجال لفعل المباحات  والتمتع  بملذات الدنيا الحلال بما لا يترك تأثيراً سلبياً على دينهم ودنياهم.
وقد ورد الإعنات في الفقه في بعض المواضع نشير إلى أهمّها فيما يلي:

۳.۱ - إعنات القاضي الشهود ذوي البصائر


يكره  للحاكم  أن يعنت الشهود - أي يدخل عليهم المشقة- إذا كانوا من ذوي البصائر والأديان القويّة، مثل أن يفرّق بينهم، ويكلّفهم ما يثقل عليهم من المبالغة في مشخّصات القضية التي شهدوا بها،  ووعظهم   وتحذيرهم  عقاب شهادة الزور ؛ لأنّ في ذلك نوع غضاضة لهم  وامتهان ، وإن كان لا يصل إلى حدّ الحرمة .
[۷] الشرائع، ج۴، ص۷۷- ۷۸.

نعم، يستحبّ ذلك في موضع الريبة ولو  لضعف  بصيرة الشاهد  وذهنه ؛  للاستظهار ،
[۱۵] الشرائع، ج۴، ص۷۸.
كما فعله أمير المؤمنين عليه السلام، ومن قبله دانيال عليه السلام.
والمعيار في ذلك ما تستدعيه ضرورة العمل القضائي، فإن لم تكن هناك مبررات للتشديد على الشهود كان اعناتهم  مرجوحاً ، بل قد يكون حراماً لو تعنون بعنوان محرّم  كأذية الإنسان المؤمن، وأمّا إذا استدعت العملية القضائية ذلك جاز للقاضي التشديد عليهم بما تتطلبه مصلحة الوصول إلى الحقيقة وحرصاً أن لا يتهم أحد بما لم يفعل.

۳.۲ - كراهة السؤال على طريق الإعنات


قد يستفاد من بعض الأخبار كراهة إعنات العالم بكثرة  سؤاله ، قال الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام: «من حق العالم ألّا تكثر عليه بالسؤال، ولا تعنته في الجواب، ولا تضع له غامضات المسائل، ولا تلحّ عليه إذا كسل...».
وقد علّله بعضهم بأنّ ذلك قد يؤذيه ويؤلمه.
نعم، إذا لم يمانع العالم في ذلك فلا بأس  بالإلحاح  عليه، وربما ينعدم عنوان الإعنات حينئذٍ.


 
۱. الصحاح، ج۱، ص۲۵۹.    
۲. لسان العرب، ج۹، ص۴۱۵.
۳. النهاية (ابن الأثير)، ج۳، ص۳۰۶.
۴. معجم ألفاظ الفقه الجعفري، ج۱، ص۶۲.
۵. التبيان، ج۲، ص۲۱۶.    
۶. التوبة/سورة ۹، الآية ۱۲۸.    
۷. الشرائع، ج۴، ص۷۷- ۷۸.
۸. القواعد، ج۳، ص۴۴۲.    
۹. المسالك، ج۱۳، ص۴۱۶.    
۱۰. مجمع الفائدة، ج۱۲، ص۴۸.    
۱۱. كفاية الأحكام، ج۲، ص۶۷۷.    
۱۲. كشف اللثام، ج۱۰، ص۱۰۸.    
۱۳. مستند الشيعة، ج۱۷، ص۱۳۱.    
۱۴. جواهر الكلام‌، ج۴۰، ص۱۲۸.    
۱۵. الشرائع، ج۴، ص۷۸.
۱۶. مجمع الفائدة، ج۱۲، ص۴۸.    
۱۷. كشف اللثام، ج۱۰، ص۱۰۸.    
۱۸. الوسائل، ج۲۷، ص۲۷۸، ب ۱۹ من كيفية الحكم، ح ۱.    
۱۹. شرح نهج البلاغة (ابن أبي الحديد)، ج۱۹، ص۲۳۲.    
۲۰. شرح اصول الكافي، ج۲، ص۸۳.    
۲۱. شرح اصول الكافي، ج۲، ص۸۳.    




الموسوعة الفقهية، ج۱۵، ص۱۶۹-۱۷۰.    



جعبه ابزار