الإعانة المستحبة
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تقع
الإعانة مستحبّةً في كلّ
خير لم يجب.
و تدلّ على ذلك
آيات و
روايات كثيرة، نشير إلى بعضها فيما يلي:
منها: قوله تعالى: «وَ تَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَ الْتَّقْوَى»
.
و منها: خبر معمّر بن خلّاد، قال: سمعت
أبا الحسن (علیهالسّلام) يقول: «إنّ للّه عباداً في
الأرض يسعون في حوائج الناس، هم الآمنون
يوم القيامة، و من أدخل على
مؤمن سروراً فرّج
اللَّه قلبه يوم القيامة».
و منها: خبر زيد الشحّام، قال: سمعت
أبا عبد اللَّه (علیهالسّلام) يقول: «من أغاث أخاه المؤمن اللهفان عند جهده، فنفّس كربته، و أعانه على نجاح حاجته، كتب اللَّه عزّوجلّ له بذلك ثنتين و سبعين
رحمة من اللَّه، يعجّل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته، و يدّخر له إحدى و سبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة و أهواله»
.
و منها: خبر حسين بن أمين عن
أبي جعفر (علیهالسّلام) قال: «من بخل بمعونة أخيه و القيام له في حاجته إلّا ابتلي بمعونة من يأثم عليه و لا يؤجر»
.
و منها: ما روي عن
رسول اللَّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): «من أعان أخاه المؤمن على
سلطان جائر أعانه اللَّه على إجازة
الصراط عند زلزلة الأقدام»
.
هذا، و قد وردت في نصوص
أهل البيت (علیهمالسّلام) مصاديق للإعانة المستحبّة، نذكرها فيما يلي:
يستحبّ إعانة أهل الميّت بإصلاح
الطعام و البعث به إليهم إجماعاً، فإنّهم ربّما اشتغلوا بمصابهم و بالواردين عليهم عن إصلاح الطعام لأنفسهم
؛ و ذلك لأمر النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم)
فاطمة (علیهاالسّلام) أن تأتي أسماء بنت عميس عند قتل
جعفر بن أبي طالب و أن تصنع لهم طعاماً ثلاثة أيّام
.
يستحبّ إعانة
المسافر بالتوديع و المشايعة
، فعن النبيّ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) أنّه كان إذا ودّع المؤمنين قال: «زوّدكم اللَّه
التقوى، و وجّهكم إلى كلّ خير، و قضى لكم كلّ حاجة، و سلّم لكم دينكم و دنياكم، و ردّكم سالمين...»
و عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) أنّه كان إذا ودّع مسافراً أخذ بيده، ثمّ قال: «أحسن اللَّه لك الصحابة، و أكمل لك المعونة، و سهّل لك الحزونة، و قرّب لك البعيد، و كفاك المهمّ، و حفظ لك دينك و أمانتك و خواتيم عملك، و وجّهك لكلّ خير، عليك بتقوى اللَّه، استودع اللَّه نفسك، سر على بركة اللَّه»
.
و عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) أيضاً: «من أعان مؤمناً مسافراً نفّس اللَّه عنه ثلاثاً و سبعين كربة، و أجاره في
الدنيا و
الآخرة من الغمّ و الهمّ، و نفّس كربه العظيم يوم يغصّ الناس بأنفاسهم»
.
إنّ في معاونة
المجاهدين فضلًا كثيراً، من السلطان و العوام و كلّ أحد، و يستحقّون به
الثواب ، فقد روي أنّ النبيّ (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) قال: «من جهّز غازياً أو حاجّاً أو معتمراً أو خلّفه في أهله... فله مثل أجره»
.
الموسوعة الفقهية، موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي، ج۱۴، ص۳۳۸-۳۴۰.