• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

العلاقة الوثيقة بين الفقه الاسلامي والاخلاق

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



العلاقة الوثیقة بین الفقه الاسلامي والاخلاق:انّ الفقه الاسلامی لم یغفل العلاقة الوثیقة بین الفقه و الاخلاق ولا العلاقة بین الفرد و المجتمع، وهذا امتیاز مهمّ آخر للفقه الاسلامی، وهو اقترانه بالاخلاق و القیم الاخلاقیة، فالعبادات، التی تشکّل قسماً مهمّاً من اقسام الفقه، لها غایة اخلاقیة، مثلًا، الصلاة، تصعد بالانسان الی عالم الملکوت والقرب من الحق تعالی‌،ویعدّ «الریاء» احد الرذائل الاخلاقیة، ولذلک فانّ الفقه الاسلامی یمتاز عن القانون الوضعی بموقفه الخاص من الریاء ویقرّر بطلان العمل العبادی المقترن بالریاء. وهکذا الحال في بحوث الاقتصاد الاسلامی وانواع المعاملات والتی تقترن بالمسائل الاخلاقیة، من قبیل بحث «اقالة النادم» (وهو اشارة للشخص النادم من معاملة قطعیة، والذی لا مجال لدیه لفسخ‌المعاملة، فالحکم الشرعی، في هذه الصورة ان یسعی حدّ الامکان لاقناع الطرف المقابل لفسخ المعاملة) «عدم الدخول في سَوم المؤمن»(وهذا اشارة الی الشخص الذی یدخل في معاملة ولم تصبح قطعیة، ثم‌یاتی شخص آخر ویدخل علی الخط ویطرح ثمناً اعلی لشراء البضاعة، وهذه الحالة مذمومة في التعالیم الاسلامیة). «عدم تلقّی الرکبان»(وهذا اشارة الی الاشخاص الذین یحملون بضاعة للسوق ویکون ثمن هذه البضاعة مرتفعاً في ذلک السوق، ولکن بعض الاشخاص النفعیین یستقبلون هؤلا التجار قبل وصولهم الی السوق لیشتروا منهم البضاعة بقیمة ادنی من قیمتها الحقیقیة، فمثل هذا العمل وقع منهیاً عنه في الاسلام). «الاکتفاء بالربح المقبول مورد الحاجة في الحیاة»، «عدم الاحتکار» وامثال ذلک.



انّ الفقه الاسلامی لم یغفل العلاقة الوثیقة بین الفقه و الاخلاق (کما سیاتی لاحقاً في هذا الفصل) ولا العلاقة بین الفرد والمجتمع. فاذا اردنا تحقیق مجتمع سالم، فينبغی ان یکون الافراد سالمین، واساساً فانّ المجتمع البشری یتشکّل من افراد البشر، وبدیهی انّ تمتّع افراد البشر بالسلامة الروحیة والاخلاقیة بحاجة لوضع بعض القوانین والمقرّرات الفردیة في قوالب الواجب و الحرام و المستحبّ و المکروه وهی التی یتحرّک الفقه الاسلامی للاستجابة لها من موقع الاهتمام، والجواب عن التفاصیل.

۱.۱ - اقتران الفقه الإسلامي مع الاخلاق

وهناک امتیاز مهمّ آخر للفقه الاسلامی، وهو اقترانه بالاخلاق و القیم الاخلاقیة، فالعبادات، التی تشکّل قسماً مهمّاً من اقسام الفقه، لها غایة اخلاقیة، مثلًا، الصلاة، تصعد بالانسان الی عالم الملکوت والقرب من الحق تعالی‌ «الصَّلاةُ قُربانُ کُلِّ تَقیِّ» وتبعده عن الفحشاء والمنکر: «اِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَی‌ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنْکَرِ» ویعدّ «الریاء» احد الرذائل الاخلاقیة، ولذلک فانّ الفقه الاسلامی یمتاز عن القانون الوضعی بموقفه الخاص من الریاء ویقرّر بطلان العمل العبادی المقترن بالریاء. وهکذا الحال في بحوث الاقتصاد الاسلامی وانواع المعاملات والتی تقترن بالمسائل الاخلاقیة، من قبیل بحث «اقالة النادم» (وهو اشارة للشخص النادم من معاملة قطعیة، والذی لا مجال لدیه لفسخ‌المعاملة، فالحکم الشرعی، في هذه الصورة ان یسعی حدّ الامکان لاقناع الطرف المقابل لفسخ المعاملة) «عدم الدخول في سَوم المؤمن»(وهذا اشارة الی الشخص الذی یدخل في معاملة ولم تصبح قطعیة، ثم‌یاتی شخص آخر ویدخل علی الخط ویطرح ثمناً اعلی لشراء البضاعة، وهذه الحالة مذمومة في التعالیم الاسلامیة). «عدم تلقّی الرکبان»(وهذا اشارة الی الاشخاص الذین یحملون بضاعة للسوق ویکون ثمن هذه البضاعة مرتفعاً في ذلک السوق، ولکن بعض الاشخاص النفعیین یستقبلون هؤلا التجار قبل وصولهم الی السوق لیشتروا منهم البضاعة بقیمة ادنی من قیمتها الحقیقیة، فمثل هذا العمل وقع منهیاً عنه في الاسلام). «الاکتفاء بالربح المقبول مورد الحاجة في الحیاة»، «عدم الاحتکار» وامثال ذلک.

۱.۲ - دور علم الاخلاق في نجاة الانسان

وکما تقدّم فانّ نجاة الانسان من النفس الامّارة بالسوء ومن اشکال الطغیان و العناد والتمرّد، وکذلک تصفية باطنه من الوساوس الشیطانیة، وتحقیق التکامل المعنوی لروحه، کلّ ذلک بحاجة الی معرفة القابلیات والملاکات في واقع الانسان والتعرّف علی اشکال العلاج والوقایة من الانحرافات وانحاء الجنوح النفسی، وعلم الاخلاق- وهو المتصدّی لبیان هذه الامور- بدوره یحتاج لمجموعة من المقرّرات والقوانین التی یرفدها به الفقه.

۱.۳ - مسائل الفقه ممتزجة بالمسائل الاخلاقیة

ان مسائل الفقه الاسلامی ممتزجة بالمسائل الاخلاقیة بحیث لا یمکن ان نشاهد شخصاً متدیّناً ومتعبّداً بالواجبات والمحرّمات الدینیة ولکنّه غیر متحلٍّ بالفضائل الاخلاقیة وغیر مبتعد عن الرذائل الاخلاقیة، في حین انّه نقل عن المدّعی العام في الولایات المتّحدة الامریکیة «رابُرت هوگوت جاکسون» انّه قال: «انّ القانون في امریکا یتّصل بشکل محدود وطفيف بالوظائف الاخلاقیة، وفي الواقع انّ الشخص الامریکی بامکانه ان یکون مطیعاً للقانون وفي الوقت نفسه یکون من حیث الاخلاق شخصاً دنیئاً وفاسداً».
[۳] حقوق در اسلام (الحقوق في الاسلام)، صجیم، المقدّمة (بالفارسیّة.
انّ اشدّ قانون فقهی، بحسب الظاهر هو قانون القصاص، ومع ذلک فهو مقترن بملاحظات اخلاقیة وهی عبارة عن «الاخوّة الدینیة» ویقترن کذلک بتوصیة اخلاقیة، ‌ای التشویق للعفو: «یَا اَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُتِبَ عَلَیْکُمُ الْقِصَاصُ في الْقَتْلَی‌... فَمَنْ عُفي لَهُ مِنْ اَخِیهِ شَیْ‌ءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَاَدَاءٌ اِلَیْهِ بِاِحْسَانٍ ذَلِکَ تَخْفيفٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَرَحْمَةٌ» وتقرّر آیة اخری انّ هذا العفو بعنوان صدقة للشخص وهی کفارة له عن ذنوبه: «وَکَتَبْنَا عَلَیْهِمْ فيهَا اَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ‌... فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ کَفَّارَةٌ لَهُ». وهکذا ما نراه في اغلظ المقرّرات الفقهیة کالطلاق فانّه مقرون ایضاً بالعفو وهو من الحالات اللطیفة في المسائل الاخلاقیة: «وَاِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ اَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِیضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ‌... وَاَنْ تَعْفُوا اَقْرَبُ لِلتَّقْوَی‌ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَیْنَکُمْ اِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ». وربّما تاثر المشرّعون الغربیون عند وضع القوانین بالامور والمسائل الاخلاقیة بالدیانة المسیحیة او‌ای دیانة اخری، ولکن الکلام في ضمانة التنفيذ حیث انّ العالم المادّی في الثقافة الغربیة لا یعرف سوی الضمانات القانونیة والمادّیة لتنفيذ القوانین، وبعبارة اخری: الشخص الذی یعرض عن قوانین الاسلام ولا یعمل علی طبقها، فانّه مضافاً الی المسؤولیة الظاهریة في مقابل القانون و القضاء، فانّه مسؤول ایضاً في مقابل الباری تعالی.


۱. الكليني، اسحاق بن يعقوب، الکافي، ج۳، ص۲۶۵، ح ۶.    
۲. عنکبوت/سوره۲۹، آیه۴۵.    
۳. حقوق در اسلام (الحقوق في الاسلام)، صجیم، المقدّمة (بالفارسیّة.
۴. بقرة/سوره۲، آیه۱۷۸.    
۵. مائدة/سوره۵، آیه۴۵.    
۶. بقرة/سوره۲، آیه۲۳۷.    



موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المأخوذ من عنوان «العلاقة الوثيقة بين الفقه الاسلامي والاخلاق» ج۱، ص۶۱-۶۲.    






جعبه ابزار