الوقف في سبيل الله
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
(الأُولى : إذا وقف في
سبيل الله انصرف إلى القُرَب، كالحج، و
الجهاد ، والعمرة، وبناء المساجد) والقناطر، ونفع المحاويج، وغير ذلك، على الأظهر الأشهر، بل عليه عامّة من تأخّر، وفي بحث
الوصية من الغنية والسرائر الإجماع عليه؛
لأن المراد بالسبيل الطريق إلى الله تعالى، أي إلى ثوابه ورضوانه، فيدخل فيه كلّ ما يوجب
الثواب .
مضافاً إلى ما في
تفسير علي بن إبراهيم في آية
الزكاة عن
العالم عليه السلام : من أنه «قوم يخرجون إلى الجهاد وليس عندهم ما ينفقون، أو قوم مؤمنون ليس لهم ما يحجّون به، أو في جميع سبيل الخير»
الخبر.
خلافاً للشيخ، فخصّه بالغزاة المطوّعة دون العسكر المقاتل على باب السلطان، وبالحج والعمرة، وقال : إنه يقسّم بينهم أثلاثاً.
ولابن حمزة، فبالمجاهدين.
وهما شاذّان.
ولا فرق فيه عند الأكثر بين أن يقتصر على سبيل الله، أو يضمّ إليه سبيل الثواب وسبيل الخير؛ لرجوع هذه المفاهيم الثلاثة إلى معنى واحد، وهو سبيل الله بالمعنى العام، فلا يجب قسمة الفائدة أثلاثاً.
خلافاً لأحد قولي الشيخ، وفاقاً للشافعي، فأوجبها كذلك : ثلثه إلى الغزاة و
الحج والعمرة وهو سبيل الله، وثلثه إلى الفقراء والمساكين ويبدأ بأقاربه وهو سبيل الثواب، وثلثه إلى خمسة أصناف من الذين ذكرهم الله في آية الصدقات، وهم : الفقراء، والمساكين، و
ابن السبيل، والغارمون، و
الرقاب ، وهو سبيل الخير.
وهو كسابقه شاذّ لا دليل عليه، وإن كان أحوط، إلاّ أن يكون ثمّة قرينة حال فتتبّع.
رياض المسائل، ج۱۰، ص۱۶۴- ۱۶۵.