سورة الشورى، هي السورة الثانية والأربعون ضمن الجزء الخامس والعشرين من القرآن الكريم، و سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في الآية ثمانية و ثلاثون فيها،وتتحدث عن قضية الوحي وارتباط الأنبياء عليهم السلام بالله تعالى، وتُشير إلى دلائل التوحيد وآيات الله الآفاقية والأنفسية، وتتحدث عن مسألة المعاد ومصير الكافرين يوم القيامة، كما تشتمل على مجموعة من البحوث الأخلاقية. محتويات۲ - أسماء السورة ۳ - وجه التسمیة ۴ - عدد الآیات ۵ - عدد الکلمات ۶ - عدد الحروف ۷ - أغراض السورة ۸ - المحتوی و الموضوعات ۹ - الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة ۱۰ - محل النزول ۱۱ - زمان النزول ۱۲ - جوّ النزول ۱۳ - الترتیب في المصحف ۱۴ - الترتیب حسب النزول ۱۵ - العلاقة مع السورة السابقة ۱۶ - الخصوصیة ۱۷ - المراجع ۱۸ - المصدر أشار عليه بأمر كذا: أمره به، و هى الشّورى و المشورة، مفعلة، و لا تكون مفعولة و إن جاءت على مثال مفعول، و كذلك المشورة. الشُّورى : الأمر الذي يُتَشَاوَرُ فيه. سورة حم عسق، سورة الشورى، سورة عسق. «سورة حم عسق»؛ سمیت بهذا الإسم لإفتتاحها بها و اشتهرت تسميتها عند السلف حم عسق، و كذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير و الترمذي في جامعه، و كذلك سميت في عدة من كتب التفسير و كثير من المصاحف. «سورة عسق»؛ سمیت بهذا الإسم لإفتتاحها بها. «سورة الشورى»؛ سمیت بهذا الإسم لقوله سبحانه («وَ أَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ »). هي ثلاث و خمسون آية. هی ثمانمائة و ستّ و ستّون كلمة. (الجدیر بالذکر أن الأقوال فی عدد الکلمات القرآنیة مختلفة) هی ثلاثة آلاف و خمسمائة و ثمانية و ثمانون حرفا. (الجدیر بالذکر أن الأقوال فی عدد الحروف القرآنیة مختلفة) الغرض من هذه السورة بيان اتفاق الرّسل على شرع الإسلام من أوّلهم إلى آخرهم، و إنذار من يخالفه بعذاب الدنيا و الآخرة، و تبشير من يؤمن به بحسن الثواب فيهما. و بهذا تتّفق هي و السورة السابقة (سورة فصلت)، في ما جاء فيهما من الترهيب و الترغيب، مع ما فيها من أخذهم بشي ء من طريق الدليل، و هذا هو وجه المناسبة بين السورتين. إنّ إطلاق اسم «الشورى» على هذه السورة المباركة يعود إلى محتوى الآية (۳۸) منها و التي تدعو المسلمين إلى المشورة في أمورهم. و لكن بالإضافة إلى هذا الموضوع، و إلى ما تتضمنه السورة من بحوث و مضامين السور المّكية من بحث في المبدأ و المعاد، و القرآن و النبوّة، فإنّها تتناول قضايا اخرى يمكن الإشارة إليها مختصرا بما يلي من نقاط: القسم الأول: و هو أهم أقسام السورة، يشتمل البحث فيه على قضية الوحي الذي يمثل طريق ارتباط الأنبياء (علیهمالسلام) باللّه تبارك و تعالى. و الملاحظ أنّ هذا الموضوع يلقي بظلاله على جميع أجزاء السورة، فالسورة تبدأ بالإشارة إليه و تنتهي به أيضا. و كامتداد لهذا الموضوع تثير السورة بحوثا حول القرآن و نبوة نبيّ الإسلام (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) و بداية الرسالة منذ أيام نبيّ اللّه نوح (علیهالسلام). القسم الثّاني: إشارات عميقة المعنى إلى دلائل التوحيد، و آيات اللّه في الآفاق و الأنفس التي تكمّل البحث في موضوع الوحي. و في هذا القسم ثمّة بحوث حول توحيد الربوبية. القسم الثّالث: في السورة إشارات إلى قضية المعاد و مصير الكفار في القيامة. و هو محدود قياسا إلى الأقسام الأخرى. القسم الرابع: تشتمل السورة على مجموعة من البحوث الأخلاقية التي تعكسها السورة بشكل خاص و دقيق. فهي تدعو أحيانا إلى ملكات خاصة مثل الاستقامة و التوبة و العفو و الصبر و إطفاء نار الغضب. و تنتهي في المقابل عن الرذيلة، و الطغيان في مقابل النعم الإلهية، أو العناد و عبادة الدنيا، و كذلك تنهى عن الفزع و الجزع عند ظهور المشاكل. إنّ السورة تنطوي على مجموعة متكاملة من دروس الهدى هي في الواقع شفاء للصدور و مسالك نور في طريق الحق . «أبي بن كعب عن النبي (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) من قرأ سورة حم عسق كان ممن يصلي عليه الملائكة و يستغفرون له و يسترحمون .» «روى سيف بن عميرة عن أبي عبد الله (علیهالسلام) قال: من قرأ حم عسق بعثه الله يوم القيامة و وجهه كالقمر ليلة البدر حتى يقف بين يدي الله عز و جل فيقول عبدي أدمنت قراءة حم عسق و لم تدر ما ثوابها أما لو دريت ما هي و ما ثوابها لما مللت من قراءتها و لكن سأجزيك جزاءك أدخلوه الجنة و له فيها قصر من ياقوتة حمراء أبوابها و شرفها و درجها منها يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها و له فيها حوراوان من الحور العين و ألف جارية و ألف غلام من الولدان المخلدين الذين وصفهم الله.» «هي مكية عن الحسن إلا قوله («وَ الَّذِينَ اسْتَجابُوا») («وَ الَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ») إلى قوله («لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ»)»و «عن ابن عباس و قتادة إلا أربع آيات منها نزلن بالمدينة («قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى »)»،«قال ابن عباس: و لما نزلت هذه الآية قال رجل و الله ما أنزل الله هذه الآية فأنزل الله («أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً») ثم أن الرجل تاب و ندم فنزل («وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ» إلى قوله «لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ»)». نزلت سورة «الشّورى» بعد سورة «فصّلت»، و نزلت سورة «فصلت» بعد الإسراء، و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة «الشورى» في هذا التاريخ أيضا. هذه السورة تعالج قضية العقيدة كسائر السور المكية؛ و لكنها تركز بصفة خاصة على حقيقة الوحي و الرسالة، حتى ليصح أن يقال: إنها هي المحور الرئيسي الذي ترتبط به السورة كلها؛ و تأتي سائر الموضوعات فيها تبعا لتلك الحقيقة الرئيسية فيها. هذا مع أن السورة تتوسع في الحديث عن حقيقة الوحدانية، و تعرضها من جوانب متعددة؛ كما أنها تتحدث عن حقيقة القيامة و الإيمان بها؛ و يأتي ذكر الآخرة و مشاهدها في مواضع متعددة منها. و كذلك تتناول عرض صفات المؤمنين و أخلاقهم التي يمتازون بها. كما تلم بقضية الرزق: بسطه و قبضه؛ و صفة الإنسان في السراء و الضراء. و لكن حقيقة الوحي و الرسالة، و ما يتصل بها، تظل مع ذلك هي الحقيقة البارزة في محيط السورة، و التي تطبعها و تظللها. و كأن سائر الموضوعات الأخرى مسوقة لتقوية تلك الحقيقة الأولى و توكيدها. و يسير سياق السورة في عرض تلك الحقيقة، و ما يصاحبها من موضوعات أخرى بطريقة تدعو إلى مزيد من التدبر و الملاحظة. فهي تعرض من جوانب متعددة. يفترق بعضها عن بعض ببضع آيات تتحدث عن وحدانية الخالق. أو وحدانية الرازق. أو وحدانية المتصرف في القلوب. أو وحدانية المتصرف في المصير .. ذلك بينما يتجه الحديث عن حقيقة الوحي و الرسالة إلى تقرير وحدانية الموحي سبحانه و وحدة الوحي. و وحدة العقيدة. و وحدة المنهج و الطريق. و أخيرا وحدة القيادة البشرية في ظل العقيدة. و من ثم يرتسم في النفس خط الوحدانية بارزا واضحا، بشتى معانيه و شتى ظلاله و شتى إيحاءاته، من وراء موضوعات السورة جميعا. هذه السورة هي السورة «الثانیة و الأربعون» من القرآن بترتیب المصحف. هذه السورة هي السورة « الثانیة و الستون » من القرآن حسب النزول و نزلت بعد فصلت.(الجدیر بالذکر أن الأقوال فی ترتیب السور القرآنیة حسب النزول مختلفة) ختم الله سورة حم السجدة بذكر القرآن و افتتح هذه السورة بذكره أيضا. افتتحت السورة بالحروف المقطعة و هی من الحوامیم. و تلک السور هي:المؤمن و الزخرف و فصلّت و الشوری و الأحقاف و الجاثیة و الدخان. «قال النّبيّ (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) : لكلّ شي ء ثمرة، و ثمرة القرآن الحواميم ، هنّ روضات حسنات مخصبات، فمن أحبّ أن يرتع في رياض الجنّة فليقرأ الحواميم .» [۱۸]
طبرانی, سلیمان بن احمد، التفسير الكبير: تفسير القرآن العظيم، ج ۵، ص ۳۹۰.
و «قال ابن مسعود: «الحواميم ديباجة القرآن»»، «قال رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) : «مثل الحوامیم في القرآن مثل الحبرات في الثیاب» و نزلت كلّها بمكة.» [۲۰]
ابن خالویه، محمد، إعراب القراءات السبع و عللها، ج ۲، ص ۲۶۲.
وقعت هذه السورة في کلا الترتیبین (ترتیب المصحف و حسب النزول) بعد سورة فصلت. مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية الفئات في هذه الصفحة : سور الجزء الخامس والعشرين | سور القرآن الكريم | سور ذات آيات مشهورة | سور ذات مباحث فقهية | سور مفتتحة بالحروف المقطعة | سور مکیة
|