سورة يس، هي السورة السابعة و الثلاثون و هي مکیة في الجزء الثالثة و العشرين من القرآن الكريم،و سمّيت هذه السورة بهذا الاسم في كثيرٍ من المصاحف و التّفاسير لقوله تعالى في الآية الأولى فيها،وتتحدث عن مجاميع من ملائكة الرحمن ومجموعة من الشياطين ومصيرهم، وعن إنكار الكافرين للنبوة والمعاد وعقابهم يوم القيامة، كما تتحدث عن تاريخ الأنبياء بصورة مختصرة، كالنبي نوح، وإسحاق، {وموسى، وهارون، وإلياس، ولوط، ويونس عليهم السلام، وتسلط الضوء على النبي إبراهيم عليه السلام. محتويات۲ - أسماء السورة ۳ - وجه التسمية ۴ - عدد الآيات ۵ - عدد الکلمات ۶ - عدد الحروف ۷ - أغراض السورة ۸ - المحتوی و الموضوعات ۹ - الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة ۱۰ - محل النزول ۱۱ - زمان النزول ۱۲ - جوّ النزول ۱۳ - الترتيب حسب النزول ۱۴ - العلاقة مع السورة السابقة ۱۵ - الخصوصية ۱۶ - المراجع ۱۷ - المصدر الصافات- على ما قيل- جمع صافة و هي جمع صاف، و المراد بها على أي حال الجماعة التي تصطف أفرادها. سورةالصافات، سورة الذبيح. «سورة الصافات»: قد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لابتدائها بالقسم به، و المراد به الملائكة الّتي تقف صفوفا للعبادة، أو تصفّ أجنحتها في الهواء، منتظرة وصول أمر اللّه إليها. «سورة الذبيح»: قد سماها بعض العلماء بسورة الذبيح ، و ذلك لأن قصة الذبيح لم تأت في سور أخرى سواها. هي مائة و اثنتان و ثمانون آية. هي ثمانمائة و ستون كلمة. (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة) هي ثلاثة آلاف و ثمانمائة و ستة و عشرون حرفا. (الجدير بالذکر أنّ الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة) يقصد من هذه السورة إبطال الشرك، و قد كانوا يعبدون الملائكة و يزعمون أنّها بنات اللّه، و يتّخذون من الشّياطين قرناء يطيعونهم، و يزعمون أنّ بينهم و بين اللّه نسبا، و أنّهم يصعدون إلى السماء فيطّلعون على أسرارها و يخبرونهم بها، فابتدأت السّورة بإثبات وحدانيته تعالى، و أشارت إلى أن الملائكة عباد مسخّرون للعبادة و حراسة السماء من الشياطين؛ و ذكر السّياق أنّ الشياطين عباد مدحورون لا يعرفون شيئا من أخبار السماء، و أنّ اللّه تعالى أمر النبيّ (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) أن يستفتيهم فيما يكون من أمرهم، و هم أضعف منهم خلقا، لينذرهم بقدرته على بعثهم و حسابهم مع شياطينهم و آلهتهم، و بما قصّ عليهم من أخبار الماضين ليكون فيها عبرة لهم؛ ثم أمره جلّ جلاله أن يستفتيهم ثانيا في صحّة ما زعموه من أن الملائكة بنات اللّه، و من أنّ بينه و بين الجنّة نسبا؛ و بهذا يدور السياق في هذه السورة على هذا الترتيب. بصورة عامّة يمكن تلخيص محتوى سورة الصافات في خمسة أقسام: القسم الأوّل: يبحث حول مجاميع من ملائكة الرحمن، و مجموعة من الشياطين المتمردين و مصيرهم. القسم الثّاني: يتحدّث عن الكافرين، و إنكارهم للنبوّة و المعاد، و العقاب الذي ينتظرهم يوم القيامة، كما يستعرض الحوار الذي يدور بينهم في ذلك اليوم، و يحملهم جميعا الذنب، و العذاب الإلهي الذي سيشملهم، كما يشرح هذا القسم جوانب من النعم الموجودة في الجنّة إضافة إلى ملذّاتها و جمالها و سرور أهلها. القسم الثّالث: يشرح بصورة مختصرة تأريخ الأنبياء أمثال «نوح و إبراهيم و إسحاق و موسى و هارون و إلياس و لوط و يونس» و بصورة ذات تأثير قوي، كما يتحدّث هذا القسم بشكل مفصّل عن إبراهيم محطّم الأصنام و عن جوانب مختلفة من حياته، و الهدف الرئيسي من وراء سرد قصص الأنبياء- مع ذكر بعض الشواهد العينية من تأريخهم- هو تجسيد حوادث تلك القصص و تصويرها بشكل محسوس و ملموس. القسم الرّابع: يعالج صورة معيّنة من صور الشرك و الذي يمكن اعتباره من أسوأ صور الشرك، و هو الإعتقاد بوجود رابطة القرابة بين اللّه سبحانه و تعالى و الجنّ و الملائكة، و يبيّن بطلان مثل هذه العقائد التافهة بعبارات قصيرة. أمّا القسم الخامس و الأخير: فيتناول في عدّة آيات قصار انتصار جيوش الحقّ على جيوش الكفر و الشرك و النفاق، و ابتلاءهم- أي الكافرين و المشركين و المنافقين- بالعذاب الإلهي، و تنزّه آيات هذا القسم اللّه سبحانه و تعالى و تقدّسه عن الأشياء التي نسبها المشركون إليه، ثمّ تنتهي السورة بالحمد و الثناء على الباري عزّ و جلّ. «قال أبي بن كعب: قال رسول الله (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) : و من قرأ سورة الصافات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل جني و شيطان و تباعدت عنه مردة الشياطين و برى ء من الشرك و شهد له حافظاه يوم القيامة أنه كان مؤمنا بالمرسلين .» «روى الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله (علیهالسلام) قال: من قرأ سورة الصافات في كل يوم جمعة لم يزل محفوظا من كل آفة مدفوعا عنه كل بلية في حياته الدنيا مرزوقا في الدنيا بأوسع ما يكون من الرزق و لم يصبه الله في ماله و لا ولده و لا بدنه بسوء من شيطان رجيم و لا جبار عنيد و إن مات في يومه أو ليلته بعثه الله شهيدا و أماته شهيدا و أدخله الجنة مع الشهداء في درجة من الجنة.» سورة الصافات مكية. نزلت سورة «الصافّات» بعد سورة «الأنعام»، و قد نزلت سورة الأنعام بعد الإسراء و قبيل الهجرة، فيكون نزول سورة «الصافّات» في ذلك التاريخ أيضا. سورة الصافات تستهدف كسائر السور المكّيّة، بناء العقيدة في النفوس، و تخليصها من شوائب الشّرك في كلّ صوره و أشكاله، و لكنّها بصفة خاصّة تعالج صورة معيّنة من صور الشّرك، الّتي كانت سائدة في البيئة العربيّة الأولى، و تقف أمام هذه الصورة طويلا، و تكشف عن زيفها و بطلانها بوسائل شتّى. تلك هي الصورة الّتي كانت جاهليّة العرب تستسيغها، و هي تزعم أنّ هناك قرابة بين اللّه سبحانه و الجنّ؛ و تستطرد في تلك الأسطورة فتزعم أنّه من التّزاوج بين اللّه سبحانه و الجن ولدت الملائكة. ثمّ تزعم أنّ الملائكة إناث، و أنهنّ بنات اللّه! هذه الأسطورة تتعرض لحملة قويّة في هذه السّورة، تكشف عن تفاهتها و سخفها، و نظرا لأنّها هي الموضوع البارز الّذي تعالجه السّورة، فإنها تبدأ بالإشارة إلى طوائف من الملائكة: («وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا• فَالزَّاجِراتِ زَجْراً• فَالتَّالِياتِ ذِكْراً»). و يتلوها حديث عن الشّياطين المردة، و تعرّضهم للرّجم بالشّهب الثاقبة، كي لا يقربوا من الملأ الأعلى، و لا يتسمّعوا لما يدور فيه، و لو كانوا حيث تزعم لهم أساطير الجاهلية ما طوردوا هذه المطاردة. و بمناسبة ضلال الكافرين و تكذيبهم، تعرض السورة سلسلة من قصص الرّسل: نوح و إبراهيم و ابنه، و موسى و هارون، و إلياس و لوط و يونس(صلوات اللّهعليهم) جميعا، تتكشّف فيها رحمة اللّه و نصره لرسله، و أخذه للمكذّبين بالعذاب و التنكيل. هذه السورة هي السورة «السابعة و الثلاثون» من القرآن بترتيب المصحف. هذه السورة هي السورة «السادسة و الخمسون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد الأنعام.(الجدير بالذکر أنّ الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة). افتتح الله هذه السورة بمثل ما اختتم به سورة يس من ذكر البعث . هذه السورة هي أوّل سورة في القرآن الكريم تبدأ بالقسم، القسم الملي ء بالمعاني و المثير للتفكّر، القسم الذي يجوب بفكر الإنسان في جوانب مختلفة من هذا العالم، و يجعله متهيّئا لتقبّل الحقائق.و تميّزت السورة بقصر الآيات، و سرعة الإيقاع، و كثرة المشاهد و المواقف، و تنوّع الصور و المؤثّرات. اعتبر هذه السورة - في أحد القولین - من سور المئین. قال ابن قتيبة: [۱۸] هي ما ولي الطّول، و إنّما سمّيت بالمئين، لأنّ كلّ سورة تزيد على مائة آية أو تقاربها. قیل: تلک السور هي «الإسراء و الكهف و مريم و طه و الأنبياء و الحج و المؤمنون». [۱۹]
الحسيني الجلالي،محمدحسين، دراسة حول القرآن الکریم، ص ۳۷.
و قیل: هي «البرائة و النحل و هود و يوسف و الکهف و الإسراء و الأنبياء و طه و المؤمنون و الشعراء و الصافات». «قال رسول اللّه (صلّىاللّهعليهوآلهوسلّم) أعطيت السبع الطول مكان التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصل.»مركز البحوث الكمبيوترية للعلوم الإسلامية الفئات في هذه الصفحة : سور الجزء الثالث والعشرين | سور القرآن الكريم | سور ذات قصص تاريخية | سور مکیة
|