شمولية القوانين الاسلامية للحياة الفردية والمجتمع: انّ الاسلام و الفقه الاسلامی وضعا القوانین في دائرة الحیاة الفردیة للانسان وفيما یتعلّق برابطة الانسان مع نفسه ومع خالقه، من قبیل تحریم المشروبات الکحولیة لحفظ عقل الانسان، ومن اجل سلامة بدنه ونقاء روحه وتقویة ارادته فقد اوجب علیه الصیام، وکذلک حرمة الاضرار بالنفس من اجل دوام الصحة والسلامة للانسان في حرکة الحیاة وكذلك وضعا القوانین في دائرة العلاقات الاجتماعیة وما یتّصل بالمصلحة العامّة، نظیر الجهاد، الامر بالمعروف والنهی عن المنکر، القصاص، الحدود، و الدیات وبشکل عام فيما یخصّ العدالة الاجتماعیة، بينما انّ القوانین الوضعیة في العالم لا تتحدّث عادة عن العلاقات الفردیة للاشخاص وعلاقة الانسان مع نفسه ولا تتدخل في حریم الشؤون الشخصیة والعوامل الروحیة للافراد، بل تختصّ بمجال العلاقات الاجتماعیة للانسان، وکانّ الانسان لا یحتاج الی ضوابط ومقرّرات الّافي حالة اتّصاله مع الآخرین.
انّ القوانین الوضعیة في العالم لا تتحدّث عادة عن العلاقات الفردیة للاشخاص وعلاقة الانسان مع نفسه ولا تتدخل في حریم الشؤون الشخصیة والعوامل الروحیة للافراد، بل تختصّ بمجال العلاقات الاجتماعیة للانسان، وکانّ الانسان لا یحتاج الی ضوابط ومقرّرات الّافي حالة اتّصاله مع الآخرین، في حین انّ الکثیر من فعالیات الانسان الاجتماعیة تنبع من کیانه الفردی الذی یبنیه الانسان لنفسه في عالم الوحدة والانفراد.
ومن جهة اخری وضعا روابط وقوانین في دائرة الحیاة الفردیة للانسان وفيما یتعلّق برابطة الانسان مع نفسه ومع خالقه، من قبیل تحریم المشروبات الکحولیة لحفظ عقل الانسان، ومن اجل سلامة بدنه ونقاء روحه وتقویة ارادته فقد اوجب علیه الصیام، وکذلک حرمة الاضرار بالنفس من اجل دوام الصحة والسلامة للانسان في حرکة الحیاة و....
علی ایّة حال فانّ نظرة خاطفة لموضوعات الفقه الاسلامی المختلفة تثبت جامعیّة وشمول هذا الفقه لکلتا المساحتین الفردیة والاجتماعیة؛ ففي الدائرة الفردیة نجد ابواباً ومسائل، کباب الصلاة، الصوم، الاعتکاف، المسائل المتعلّقة بالنظافة الظاهریة والسلامة البدنیة (احکام الطهارات و النجاسات، الاطعمة والاشربة و...) امّا في الدائرة الاجتماعیة فنری مسائل تتعلّق بالعلاقات الاجتماعیة للانسان ووظائف الانسان لحقوقه في مقابل الآخرین تحت عناوین من قبیل: المعاملات، الاحوال الشخصیة (النکاح و الطلاق وامثال ذلک) العقوبات الجزائیة (الحدود، القصاص و الدیات) و القضاء وغیر ذلک.
