من رأى كتاب علي عليه السلام من أصحاب الأئمة
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
لقد أطلع
الأئمة بعض أصحابهم على شيء من هذه الكتب، من قبيل: أبي بصير
ومحمّد بن مسلم وعبد الملك بن أعين وزرارة بن أعين ومعتّب وعبد اللَّه بن بكير ولنذكر بعض الروايات بهذا الشأن:
۱- عن
أبي بصير قال: أخرج إليّ أبو جعفر صحيفة فيها الحلال والحرام والفرائض، قلت: ما هذه؟ قال: «هذه إملاء
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخطّه عليّ بيده»، قال: فقلت: فما تبلى؟ قال: «فما يبليها؟» قلت: وما تدرس؟ قال: «وما يدرسها، قال: هي الجامعة أو من الجامعة».
۲- روي عن محمّد بن مسلم بسندين قال: أقرأني أبو جعفر-
الإمام الباقر عليه السلام شيئاً من
كتاب عليّ عليه السلام فإذا فيه: «أنهاكم عن الجرّي والزّمير والمارماهي والطافي والطحال». قال: قلت: يا ابن رسول اللَّه يرحمك اللَّه إنا نؤتى بالسمك ليس له قشر، فقال: «كل ما له قشر من
السمك ، وما ليس له قشر فلا تأكله».
۳- وفيه عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام، قال- أبو بصير-: كنت عنده فدعا بالجامعة فنظر فيها أبو جعفر عليه السلام فإذا فيها: المرأة تموت وتترك زوجها ليس لها وارث غيره فله المال كلّه.
۴- وعن
عبد الملك بن أعين قال: أراني أبو جعفر عليه السلام بعض كتب عليّ... الحديث.
۵- ومنهم عبد الملك، ففي
بصائر الدرجات عن عبد الملك، قال: دعا أبو جعفر عليه السلام بكتاب علي عليه السلام فجاء به جعفر عليه السلام مثل فخذ الرجل مطوياً فاذا فيه... الحديث.
۶- عن محمد بن مسلم قال: نظرت إلى صحيفة ينظر فيها أبو جعفر عليه السلام فقرأت فيها مكتوباً: ابن
أخ وجد، المال بينهما سواء، فقلت لأبي جعفر عليه السلام: إنّ مَن عندنا لا يقضون بهذا
القضاء ، ولا يجعلون لابن الأخ مع
الجد شيئا! فقال أبو جعفر عليه السلام: «أما إنّه
إملاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وخطّ علي من فيه بيده».
۷- وفي رواية قال محمد بن مسلم: نشر
أبو عبد اللَّه عليه السلام صحيفة فأوّل ما تلقاني فيها ابن أخ وجدّ المال بينهما نصفان... الحديث».
۸- وفي التهذيب عن محمد بن مسلم قال: أقرأني أبو جعفر عليه السلام صحيفة كتاب الفرائض التي هي إملاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وخطّ
علي عليه السلام بيده فإذا فيها إنّ السهام لا تعول.
واستغرب- ايضاً- زرارة ممّا رأى من
اختلاف الفرائض في كتاب علي وما لدى فقهاء مدرسة الخلفاء كما روى عمر بن اذينة عنه:
۹-
عمر بن اذينة ، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الجدّ فقال: «ما أجد أحداً قال فيه إلّا برأيه إلّا أمير المؤمنين عليه السلام قلت: أصلحك اللَّه فما قال فيه أمير المؤمنين عليه السلام؟ قال: إذا كان غداً فألقني حتّى اقرئكه في كتاب، قلت: أصلحك اللَّه حدّثني فإنّ حديثك أحبُّ إليَّ من أن تقرئنيه في كتاب، فقال لي الثانية: اسمع ما أقول لك، إذا كان غداً فالقني حتّى أقرئكه في كتاب، فأتيته من الغد بعد الظهر وكانت ساعتي التي كنت أخلو به فيها بين الظهر والعصر، وكنت أكره أن أسأله إلّا خالياً خشية أن يفتيني من أجل من يحضره بالتقية، فلمّا دخلت عليه أقبل على ابنه جعفر عليه السلام فقال له: أقرئ
زرارة صحيفة الفرائض، ثمّ قام لينام، فبقيت أنا وجعفر عليه السلام في البيت، فقام فأخرج إليّ صحيفة مثل فخذ البعير، فقال: لست اقرئكها حتّى تجعل لي عليك أن لا تحدّث بما تقرأ فيها أحداً أبداً حتّى آذن لك. ولم يقل: حتّى يأذن لك أبي، فقلت:
أصلحك اللَّه ولم تضيّق عليّ ولم يأمرك
أبوك بذلك! فقال لي: ما أنت بناظر فيها إلّا على ما قلت لك، فقلت: فذاك لك، وكنت رجلًا عالماً بالفرائض والوصايا، بصيراً بها، حاسباً لها، ألبث الزمان أطلب شيئاً يلقى عليّ من الفرائض والوصايا لا أعلمه فلا أقدر عليه، فلمّا ألقى إليّ طرف الصحيفة إذا كتاب غليظ يعرف أنه من كتب الأوّلين، فنظرت فيها فإذا فيها خلاف ما بأيدي الناس من الصلة
والأمر بالمعروف الّذي ليس فيه اختلاف، وإذا عامّته كذلك، فقرأته حتّى أتيت على آخره بخبث نفس وقلّة تحفّظ وسقام رأي، وقلت وأنا أقرؤه: باطل، حتّى أتيت على آخره، ثمّ أدرجتها ودفعتها إليه، فلما اصبحت لقيت أبا جعفر عليه السلام فقال لي: أقرأت صحيفة الفرائض؟ فقلت: نعم، فقال: كيف رأيت ما قرأت؟ قال: قلت: باطل، ليس بشيء، هو خلاف ما الناس عليه قال: فإنّ الذي رأيت- واللَّه- يا زرارة هو الحقّ، الّذي رأيت إملاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وخطّ عليّ عليه السلام بيده فأتاني
الشيطان فوسوس في صدري فقال: وما يدريه أنّه إملاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وخطّ عليّ عليه السلام بيده؟ فقال لي قبل أن أنطق: يا زرارة لا تشكّنّ، ودَّ الشيطان واللَّه انّك شككت، وكيف لا أدري أنّه إملاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وخطّ علي عليه السلام بيده وقد حدّثني أبي عن جدّي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام حدّثه ذلك، قال: قلت: لا، كيف؟ جعلني اللَّه فداك، وندمت على ما فاتني من الكتاب، ولو كنت قرأته وأنا أعرفه لرجوت أن لا يفوتني منه حرف... الحديث».
الاسلامي بعامّته كان قد تعارف على تقسيم
الإرث حسب ما كان يقضي فقهاء مدرسة الخلفاء، واجتهد
الأئمة في نشر الفرائض كما وردت في كتاب علي عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وكان ممّن استغرب ما ورد فيه زرارة ومحمد بن مسلم، ثمّ تابا ورجعا الى رواية ما قرآه في صحيفة الفرائض؛ فانّ زرارة يروي:
۱۰- أمر
أبو جعفر عليه السلام أبا عبد اللَّه عليه السلام فأقرأني صحيفة الفرائض فرأيت... الحديث.
ويقول عن سهمين في حديثين:
۱۱- أراني أبو عبد اللَّه عليه السلام صحيفة الفرائض.
۱۲- وقال أيضاً: وجدت في
صحيفة الفرائض .
۱۳- وممن أراه الإمام أبو عبد اللَّه عليه السلام صحيفة الفرائض أبو بصير، كما في
الكافي والتهذيب عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام عن شيء من الفرائض، فقال لي: «أ لا اخرج لك كتاب علي عليه السلام»، فقلت: كتاب علي لم يدرس، فقال: «يا أبا محمّد! انّ كتاب علي لم يدرس- وفي نسخة لا يندرس- فأخرجه، فإذا كتاب جليل وإذا فيه: رجل مات وترك عمّه وخاله، قال: للعمّ الثلثان وللخال الثلث.
وفيه:«لا يندرس» بدل «لا يدرس».وفي هذا الحديث استغرب ابو بصير بقاء الكتاب قرابة قرن أو أكثر. وفي غيره نجده غير مستغرب لذلك مثل ما ورد في الكافي:
۱۴- عن أبي بصير قال: قرأ عليّ
أبو عبد اللَّه عليه السلام فرائض علي عليه السلام فكان أكثرهن من خمسة أو من
أربعة وأكثره من ستة أسهم.
قال
المجلسي في مرآة العقول: إذا اجتمعت البنت مع أحد الأبوين تقسم الفريضة عند
الشيعة على
أربعة أسهم.
۱۵- وفي الكافي
والتهذيب عن أبي بصير قال: كنت عند أبي عبد اللَّه عليه السلام فدعا بالجامعة فنظر فيها فإذا امرأة ماتت وتركت زوجها لا وارث لها غيره: المال له كلّه.
۱۶- وعن معتّب قال: أخرج إلينا أبو عبد اللَّه عليه السلام صحيفة عتيقة من صحف عليّ عليه السلام فإذا فيها ما نقول إذا جلسنا نتشهّد.
۱۷- عن
ابن بكير قال: سأل زرارة أبا عبد اللَّه عليه السلام عن الصلاة في الثعالب والفنك والسنجاب وغيره من الوبر فأخرج كتاباً زعم أنّه إملاء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فإذا فيها: إنّ الصلاة في وبر كلّ شيء حرام
أكله فالصلاة في وبره وشعره وجلده وبوله وروثه وكلّ شيء منه فاسد، لا تقبل تلك الصلاة حتّى تصلّي في غيره ممّا أحلّ اللَّه أكله، ثمّ قال: «يا زرارة هذا عن رسول اللَّه فاحفظ ذلك...» الحديث.
الموسوعة الفقهية، ج۱، ص۱۶۱-۱۶۳.