بلوغ اشُدّ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
بلوغ اشُدّ:
(وَ لَمَّا بَلَغَ اَشُدَّهُ)قلنا ان (
اشدّ) معناه الاستحكام الجسماني و
الروحاني، و بلوغ الرشد معناه الوصول الى هذه المرحلة، و لكن هذا العنوان قد عبّر عنه
القرآن الكريم في مراحل مختلفة من عمر الإنسان.
• فتارة أطلقه على سنّ البلوغ كقوله تعالى:
(وَ لا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) • و تارة يرد هذا المعنى في وصول الإنسان الى أربعين سنة، كقوله تعالى:
(حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) • و تارة يراد به ما قبل مرحلة
الشيخوخة و الكبر، كقوله تعالى:
(ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً) و لعل هذا التفاوت في التعبيرات آت من طيّ الإنسان مراحل مختلفة لاستحكام
الروح و
الجسم، و لا شكّ ان الوصول الى سنّ البلوغ واحد من هذه المراحل.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأیضاح معنی
«بلوغ اشُدّ»نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَ عِلْمًا وَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: بلوغ الأشد أن يعمر
الإنسان ما تشتد عند ذلك قواه و يكون في الغالب في الثمان عشرة، و
الاستواء الاعتدال و
الاستقرار فالاستواء في
الحياة استقرار الإنسان في أمر حياته و يختلف في الأفراد و هو على الأغلب بعد بلوغ الأشد، و قد تقدم الكلام في معنى الحكم و
العلم و إيتائهما و معنى
الإحسان في مواضع من
الكتاب.
قال
الطبرسي فی
تفسير مجمع البيان:
(و لما بلغ أشده) أي: ثلاثا و ثلاثين سنة
(و استوى) أي: بلغ أربعين سنة، عن
مجاهد و
قتادة و
ابنعباس.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.