• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

الإرجاف

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



وهو الإضطراب والإرتعاش.





۱.۱ - في اللغة


الرجف: الحركة والاضطراب الشديد، يقال: رجفَ الشي‏ء يرجفُ رجفاً ورجوفاً ورجفاناً ورجيفاً، وأرجف: خفق واضطرب اضطراباً شديداً.
[۱] المفردات، ج۱، ص۳۴۴.
[۲] لسان العرب، ج۵، ص۱۵۳.
[۳] القاموس المحيط، ج۳، ص۲۰۸.
ومنه قوله تعالى «يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ».
والإرجاف: واحد أراجيف وهو الخوض في الأخبار السيّئة،
[۶] مجمع البحرين، ج۲، ص۶۸۱.
يقال: أرجف القوم في الشي‏ء وبه إرجافاً أكثروا من الأخبار السيّئة واختلاق الأقوال الكاذبة حتى يضطرب الناس منها، وعليه قوله تعالى:
«وَ الْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ».
[۸] المصباح المنير، ج۱، ص۲۲۰.
[۹] تاج العروس، ج۶، ص۱۱۳.

وقال الراغب: «الإرجاف إيقاع الرجفة إمّا بالفعل وإمّا بالقول».
[۱۰] المفردات، ج۱، ص۳۴۴.


۱.۲ - في الاصطلاح


قد يطلق الإرجاف ويراد منه الخوض في الأخبار السيّئة وإشاعة الباطل للاغتمام به واضطراب الناس لأجله، إلّا أنّه ورد في الفقه في خصوص نشر الأخبار الكاذبة المؤدّية إلى ضعضعة قلوب المسلمين والمحبطة لعزيمتهم من الناحية العسكريّة والسياسيّة. كأن يقال: اجتمع المشركون في موضع كذا قاصدين لحرب المسلمين.
[۱۱] مجمع البيان، ج۴، ص۳۷۰- ۳۷۱.
أو يقال: هلكت سريّة المسلمين، أو أنّ المسلمين لا مدد لهم ولا طاقة بالكافرين، أو يقول للمسلمين: إنّ الكفّار أكثر منكم عدداً ولهم قوّة ومدد وصبر ولا طاقة لكم بهم،
[۱۵] كشف الغطاء، ج۴، ص۳۷۲.
أو نحو ذلك ممّا يؤدّي إلى إخافة المسلمين وخذلانهم.




۲.۱ - التخذيل


وهو تثبيط الناس عن الغزو وتزهيدهم في الخروج إلى الجهاد بالاعتذار والتعلّل بالحرّ أو البرد أو المشقّة الشديدة، أو يقول: لا يؤمن هزيمة هذا الجيش،
[۱۹] كشف الغطاء، ج۴، ص۳۷۲.
أو نحو ذلك ممّا يجبّن عن القتال ويخوّف عن لقاء الأبطال ولو بالشبهات والقرائن اللائحة.
وبلحاظ أنّ الإرجاف هو نشر الاضطراب بين المسلمين في القتال وغيره يكون الإرجاف أعمّ من التخذيل،
[۲۱] الموسوعة الكويتية، ج۳، ص۸۰.
لكن بلحاظ استعمال الفقهاء للإرجاف في خصوص نشر الأخبار المضعضعة لقلوب المسلمين في الجهاد، فالظاهر أنّه أخصّ من التخذيل؛ لأنّ التخذيل قد يحصل بالإرجاف وغيره.

۲.۲ - الإشاعة


وهي لغة الإظهار، يقال:
أشاع ذكر الشي‏ء: أطاره وأظهره، وشاعَ: ذاع وفشا.
[۲۳] لسان العرب، ج۷، ص۲۶۰.
[۲۴] القاموس المحيط، ج۳، ص۶۷.
[۲۵] مجمع البحرين، ج۲، ص۹۹۹.
[۲۶] تاج العروس، ج۵، ص۴۰۵.

وترد في النصوص والفقه في خصوص نشر وإفشاء ما ينبغي ستره، ومنه قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ». والحديث:
«أيّما رجل أشاع على رجل عورة ليشينه بها...».
[۲۸] فيض القدير، ج۳، ص۱۴۵.
فالإشاعة أعمّ من الإرجاف.




۳.۱ - حرمة الإرجاف


لا إشكال ولا ريب في حرمة الإرجاف بالمعنى المصطلح الخاص، إلّا أنّ الحرمة ليست للإرجاف بعنوانه، بل لما فيه من الإضرار بالمسلمين وتثبيطهم عن الجهاد أو الدفاع وإشاعة الخوف والاضطراب في قلوبهم ممّا يؤدّي إلى ضعفهم أمام أعدائهم.
وهذا من أكبر الكبائر، بل قد يساوق الكفر والنفاق، من هنا شدّد القرآن الكريم في لعن المرجفين وأمر نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم بنفيهم ومقاتلتهم، قال تعالى: «لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا• مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلًا».
فقد جاء في تفسير القمي أنّها «نزلت في قومٍ منافقين كانوا في المدينة يرجفون برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرج في بعض غزواته يقولون: قُتل واسر، فيغتمّ المسلمون لذلك ويشكون إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، فأنزل اللَّه في ذلك: «لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ...» إلى قوله: «ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا» أي نأمرك بإخراجهم من المدينة إلّا قليلًا «مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلًا»».
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ملعونين فوجبت عليهم اللعنة، يقول اللَّه بعد اللعنة: «أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلًا»».
ومعنى «لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ» لنسلّطنّك عليهم بالأمر بقتالهم، كما جاء في كتب التفسير.
[۳۳] مجمع البيان، ج۴، ص۳۷۱.

وجاء في بعض كتب السيرة أنّه بلغ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّ اناساً من المنافقين يثبّطون الناس عنه في غزوة تبوك، فبعث إليهم طلحة بن عبيد اللَّه في نفر من أصحابه وأمرهم أن يحرقوا عليهم البيت، ففعل طلحة ذلك.
[۳۴] سيرة ابن هشام، ج۴، ص۱۱۹.

ومن الآيات التي نزلت في المرجفين قوله تعالى: «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ...».
قال أهل التفسير: إنّ سبب نزول هذه الآية أنّه لمّا أرجفَ بأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قتل يوم احد واشيع ذلك قال اناس: لو كان نبيّاً ما قتل، وقال آخرون: نقاتل على ما قاتل عليه حتى نلحق به،
[۳۷] مجمع البيان، ج۲، ص۵۱۲.
فنزلت هذه الآية الكريمة.
وأمّا حكم الإرجاف في غير حالة الحرب فأيضاً يكون محرّماً إذا انطبق عليه عنوان محرّم كالفتنة والشقاق بين المؤمنين أو تضعيف الحكم الإسلامي، بل يكون محرّماً كلّما كان كذباً وباطلًا وإن لم يستلزم ضرراً على المجتمع أو الدولة.

۳.۲ - خروج المرجف للجهاد


لا يجوز للإمام عليه السلام أو الأمير المنصّب من قبله أن يُخرِج معه مرجفاً للجهاد؛ لأنّ في خروجه ضرراً على المسلمين.
وكذا لو كان الأمير هو أحد المرجفين لم يخرج الناس معه؛ لأنّ التابع يمنع من الجهاد فالمتبوع أولى؛ لأنّه أكثر ضرراً.
۳- عدم استحقاق المرجف من الغنيمة والرضخ والسلب:
لو خالف المرجف وخرج مع الناس للجهاد لم يسهم له ولا لفرسه من الغنيمة ولا يرضخ؛ لأنّه ليس من المجاهدين بل هو عاصٍ وإن أظهر معونة المسلمين؛ لأنّه أظهرها نفاقاً، والسهم يستحقّه من يعاون المسلمين، وكذا لو قتل كافراً لم يستحقّ سلبه.
والسهم: هو الحصّة والمقدار الذي يأخذه المجاهد من الغنيمة.
والرضخ: هو المقدار الذي يدفعه الإمام لمن يحضر المعركة مع المقاتلين لغير القتال، كحضور المرأة للطبخ أو مداواة الجرحى، أو لمن يحضر للقتال ولم يكن واجباً عليه كالعبد والكافر إن حضروا بإذن الإمام عليه السلام، وليس له مقدار معيّن، بل هو منوط برأي الإمام عليه السلام، لكن لا يبلغ سهم المجاهد من الغنيمة.
والسلب- بفتحتين-: ما يستحقّه القاتل من ما على المقتول من ثياب وسلاح وعمامة ودرع، وما إلى ذلك ممّا يكون معه، وله دخل في القتال إذا شرطه الإمام للقاتل.

۳.۳ - مكافحة الإرجاف


يجب مكافحة الإرجاف والمرجفين والقضاء عليه في حالة قيام الحرب والجهاد مع الأعداء.

۳.۴ - عقوبة الإرجاف


عقوبة الإرجاف إذا بلغ مرتبة إيجاد الفتنة والنفاق بين الامّة أو الوقوف بوجه القيادة الشرعية هو القتل والنفي؛ لأنّه نوع من البغي والمحاربة واضعاف الحكومة الإسلامية.
هذا، وقد تعرّض الفقهاء لأحكام الإرجاف في كتاب الجهاد وفي قسمة الغنيمة.


 
۱. المفردات، ج۱، ص۳۴۴.
۲. لسان العرب، ج۵، ص۱۵۳.
۳. القاموس المحيط، ج۳، ص۲۰۸.
۴. النازعات/سورة ۷۹، الآية ۶.    
۵. الصحاح، ج۴، ص۱۳۶۳.    
۶. مجمع البحرين، ج۲، ص۶۸۱.
۷. الأحزاب/سورة ۳۳، الآية ۶۰.    
۸. المصباح المنير، ج۱، ص۲۲۰.
۹. تاج العروس، ج۶، ص۱۱۳.
۱۰. المفردات، ج۱، ص۳۴۴.
۱۱. مجمع البيان، ج۴، ص۳۷۰- ۳۷۱.
۱۲. المنتهى، ج۲، ص۹۰۶ (حجرية).    
۱۳. التحرير، ج۲، ص۱۳۸- ۱۳۹.    
۱۴. القواعد، ج۱، ص۴۸۷.    
۱۵. كشف الغطاء، ج۴، ص۳۷۲.
۱۶. القواعد، ج۱، ص۴۸۷.    
۱۷. المنتهى، ج۲، ص۹۰۶ (حجرية).    
۱۸. التحرير، ج۲، ص۱۳۸.    
۱۹. كشف الغطاء، ج۴، ص۳۷۲.
۲۰. الروضة، ج۲، ص۴۰۵.    
۲۱. الموسوعة الكويتية، ج۳، ص۸۰.
۲۲. الروضة، ج۲، ص۴۰۶.    
۲۳. لسان العرب، ج۷، ص۲۶۰.
۲۴. القاموس المحيط، ج۳، ص۶۷.
۲۵. مجمع البحرين، ج۲، ص۹۹۹.
۲۶. تاج العروس، ج۵، ص۴۰۵.
۲۷. النور/سورة ۲۴، الآية ۱۹.    
۲۸. فيض القدير، ج۳، ص۱۴۵.
۲۹. الأحزاب/سورة ۳۳، الآية ۶۰، ۶۱.    
۳۰. تفسير القمي، ج۲، ص۱۹۶- ۱۹۷.    
۳۱. تفسير القمي، ج۲، ص۱۹۷.    
۳۲. التبيان، ج۸، ص۳۶۱.    
۳۳. مجمع البيان، ج۴، ص۳۷۱.
۳۴. سيرة ابن هشام، ج۴، ص۱۱۹.
۳۵. آل عمران/سورة ۳، الآية ۱۴۴.    
۳۶. التبيان، ج۳، ص۶.    
۳۷. مجمع البيان، ج۲، ص۵۱۲.
۳۸. التذكرة، ج۹، ص۵۱.    
۳۹. جامع المقاصد، ج۳، ص۳۸۹.    
۴۰. جامع المقاصد، ج۳، ص۳۸۹.    
۴۱. التذكرة، ج۹، ص۵۱.    
۴۲. التذكرة، ج۹، ص۵۱.    
۴۳. التحرير، ج۲، ص۱۳۹.    
۴۴. التحرير، ج۲، ص۱۸۳.    




الموسوعة الفقهية، ج۹، ص۴۲۸-۴۳۱    



جعبه ابزار