الاستغفار (الواجب)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
لتصفح عناوين مشابهة، انظر
الاستغفار (توضيح) .
الكلام في ذلك تارة يقع في وجوب
الاستغفار عن
المعصية ، واخرى في وقوعه متعلّقاً لأحكام اخرى.
أمّا الأوّل فقد ذكروا أنّه يجب الاستغفار عن كلّ معصية.
ويدلّ
عليه من الكتاب قوله تعالى: «وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ»،
وقوله تعالى أيضاً: «وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ».
ولا كلام في ذلك، إنّما الكلام في أنّ وجوبه هل هو
وجوب شرعي مولوي، أو أنّه عقلي، والأوامر الواردة في الكتاب
إرشاد إلى حكم العقل، نظير الأمر بالطاعة؟
لم يتعرّض الفقهاء لذلك إلّافي بحث وجوب
التوبة من المعاصي- فيشمل الاستغفار بناءً على أنّه نفس التوبة أو أنّه معتبر فيها- حيث قال بعضهم: إنّ
الوجوب عقلي ، وأوامر الشرع إرشاد إليه،
وقال آخرون: إنّ الوجوب شرعي مولوي وأوامر الكتاب
والسنّة بها مولوية، كما أنّها واجبة عقلًا ولا محذور في ذلك.
وأمّا الثاني- أي وقوعه متعلّقاً لأحكام اخرى- فكما يلي:
قد يقع الاستغفار كفّارة عن بعض الأعمال، كجدال المحرم صادقاً مرّة أو مرّتين فإنّ
كفّارته الاستغفار
بلا خلاف.
وكذا لطم المرأة وجهها من دون خدش فإنّ كفّارته الاستغفار،
بل قيل: هو كذلك في لطم الرجل وجهه أيضاً.
وقد يقع بدل كفّارة وذلك فيما إذا عجز المكلّف عن
الإتيان بجميع خصال الكفّارة،
فإنّ وجوب الاستغفار حينئذٍ مقطوع به في كلام الفقهاء، بل هو موضع وفاق،
إلّاإذا كانت الكفّارة كفّارة
ظهار ، حيث اختلفوا في بدليّة الاستغفار عن خصال كفّاراته.
اختلف الفقهاء في وجوب الاستغفار للمغتاب على عدّة وجوه أو أقوال
:
وجوب الاستغفار للمغتاب، وعدم وجوب
الاستحلال منه.
وجوب الاستحلال، وعدم وجوب الاستغفار.
وجوبهما معاً.
التفصيل بين وصول الغيبة إلى المغتاب فيجب الاستحلال، وبين عدم وصولها إليه فيجب الاستغفار.
التفصيل بين
إمكان الاستحلال فيجب، وبين عدم إمكانه لموت أو بُعد مكان أو خوف فتنة أو إهانة مترتّبة على الاستحلال فلا يجب إلّا الاستغفار.
عدم وجوب شيء منهما في جميع الصور،
بل الواجب على المغتاب الاستغفار لنفسه والتوبة من ذنبه،
وإن كان الأحوط الاستحلال أو الاستغفار.
يرجّح أحدهما على سبيل
التخيير .
اختلف الفقهاء في وجوب الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات في خطبتي
صلاة الجمعة ، فذهب جماعة إلى القول بالوجوب في
الخطبة الثانية؛استظهره [[|العلّامة]] في
نهاية الإحكام من كلام السيد، ومثله
الشهيد في
الذكرى واختاره الشهيد في
البيان،
والمحقق في
المعتبر،
والسيد العاملي في
الرياض،
لوروده في موثّقة سماعة.
إلّاأنّ البعض ذهبوا إلى
استحبابه ،
يجب الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات بعد التكبيرة الثالثة والاستغفار
والدعاء للميّت بعد الرابعة في دعاء صلاة الجنائز.
وأقلّه أن يقال (اللهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات)، وبعد التكبيرة الرابعة: (اللهمّ اغفر لهذا الميّت).
الموسوعة الفقهية، ج۱۲، ص۷۲-۷۴.